المعدل اليومي للإصابات عند 160 ألفا

أوروبا تتجه نحو "أسوأ"منعطفات المواجهة مع كورونا

ترجمة - رنا عبدالحكيم

نحت الموجة الثانية لفيروس كورونا في أوروبا، باتجاه المنعطف الدراماتيكي نحو الأسوأ، خلال الأسبوع الماضي؛ مما أجبر الحكومات في جميع أنحاء القارة على اتخاذ خيارات صعبة؛ حيث أبلغت أكثر من عشرة بلدان عن أعلى عدد من الإصابات الجديدة على الإطلاق.

وبحسب تقرير لـ"ذا جارديان" البريطانية، فإنَّ نحو 18 مليون شخص في فرنسا يخاطرون في 9 مدن كبيرة بدفع غرامة إذا لم يكونوا في منازلهم بحلول الساعة 9 مساءً. وفي جمهورية التشيك، أغلقت المدارس ويجري تجنيد طلاب الطب لمساعدة الأطباء، وجميع الحانات والمطاعم الهولندية مغلقة. بينما أصبحت النمسا وبلجيكا وجمهورية التشيك وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وبولندا من بين البلدان التي كسرت سجلات الحالات اليومية؛ مما دفع منظمة الصحة العالمية إلى الدعوة إلى بذل جهد "لا هوادة فيه" لوقف انتشار المرض.

ولسوء الحظ، أنه يتطلب ذلك تقديم كل الحلول الوسط وفي نفس الوقت الممكنة منها.

وخففت معظم الحكومات الأوروبية عمليات الإغلاق الصارمة خلال الصيف لإنعاش الاقتصادات التي حطمتها الموجة الأولى من الوباء، وأدت عودة النشاط الطبيعي للحانات إلى زيادة هائلة في الإصابات. ومع كسر العدوى في جميع أنحاء القارة حاجز 160000 يوميا، فإنه بات من الواجب على السلطات تشديد القيود مرة أخرى لإبطاء انتشار المرض، مع بذل كل ما في وسعها لتجنب تدمير الوظائف وسبل العيش المهددة بالفعل.

وبعض البلاد الأوروبية تواجه أيضًا تحديات قانونية. فيجب على الحكومة الهولندية العمل على كيفية جعل الكمامات إلزامية بقوة للقانون، وعلقت محكمة في برلين أمرًا بالمدينة يقضي بإغلاق الحانات في الساعة 11 مساءً، لعدم وجود أدلة على أن إغلاقها لديه فعالية في وقف انتشار المرض.

وفي فرنسا، التي أبلغت عن أكثر من 30 ألف إصابة جديدة الخميس، قال الرئيس إيمانويل ماكرون إن هناك حاجة إلى حظر تجول لوقف "الحفلات، أمسيات الأعياد... إنها تسرع من انتشار المرض. وعلينا أن نتحرك". وستنشر الحكومة 12000 شرطي لتطبيق الحظر، وتنفق مليار يورو إضافي (900 مليون جنيه إسترليني) لمساعدة الشركات المتضررة بالفعل في قطاعي الترفيه والضيافة. وقال رئيس الوزراء جان كاستكس: "لا يمكننا العيش بشكل طبيعي أثناء وجود الفيروس هنا".

وبدأت أجراس الإنذار تدق بصوت عالٍ بشكل متزايد في ألمانيا أيضًا، التي لديها واحد من أقوى سجلات فيروس كورونا في أوروبا، لكنها أبلغت عن أكثر من 6600 حالة في 24 ساعة، يوم الخميس الماضي، وهو أعلى مستوى لها منذ مارس.

وحتى البلدان التي أدارت الموجة الأولى بشكل جيد تكافح بشدة.. فجمهورية التشيك لديها الآن أعلى معدل إصابة للفرد في أوروبا. وفي بلجيكا، التي يوجد بها ثاني أسوأ معدل إصابة للفرد في أوروبا، صدرت أوامر للمستشفيات بحجز ربع جميع أسرتهم لمرضى كوفيد. وحتى السويد، التي كان نهجها المناهض للإغلاق منعزلاً دوليًّا، أثارت احتمالية فرض قيود أكثر صرامة.

تعليق عبر الفيس بوك