"الموجة الثانية" تجبر أوروبا على عودة حظر التجول.. وإصابات قياسية بـ"كورونا" في ألمانيا

برلين- رويترز

تزايدت التنبيهات في ألمانيا للمواطنين بضرورة الاضطلاع بمسؤولياتهم للحد من تفشي فيروس كورونا بعدما سجل البلد زيادة يومية قياسية جديدة في حالات الإصابة اليوم الخميس.

وقال هيلج براون كبير موظفي مكتب المستشارة أنجيلا ميركل لإذاعة إيه.آر.دي العامة "لم يعد هناك مجال للشك الآن في أنها بداية موجة ثانية كبيرة جدا". وأضاف "في بداية هذه الموجة الثانية، يقع على عاتقنا الحد من العدوى. كلما طال انتظارنا وقل حسمنا للأمر كلما زاد تأثيرها، ليس على صحتنا فحسب وإنما اقتصادنا أيضا". ووفقا للمعايير الأوروبية شهدت ألمانيا حتى الآن معدلات عدوى ووفاة بالفيروس منخفضة نسبيا خلال الجائحة، لكن حالات الإصابة اليومية قفزت في الأسابيع الماضية. وأظهرت بيانات معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية اليوم الخميس أن ألمانيا سجلت زيادة يومية قياسية في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا؛ حيث أضافت 6638 حالة ليصل الإجمالي إلى 341223.

كان الرقم القياسي السابق لعدد الإصابات اليومية في ألمانيا 6294 وسُجل في 28 من مارس، وفقا للمعهد. ووافقت الولايات الألمانية في وقت متأخر أمس الأربعاء على تمديد إجراءات الحد من تفشي الفيروس في أنحاء أكبر من البلد مع زيادة الإصابات الجديدة لكن ميركل أشارت إلى أنه قد تكون هناك حاجة لخطوات أشد. وحذر وزير الصحة ينس سبان من أن سلوك الناس في الأيام المقبلة سيحدد إن كانوا سيستطيعون قضاء عيد الميلاد مع عائلاتهم هذا العام.

وقال لإذاعة دويتشلاند فونك اليوم الخميس "من المهم أن نفهم أننا لسنا قليلي الحيلة في مواجهة هذا الفيروس. يمكننا أن نفعل شيئا ما، يمكننا جميعا أن نصنع فارقا كل يوم". وكشفت البيانات اليوم الخميس أن عدد الوفيات المسجلة ارتفع بواقع 33 إلى 9710.

إلى ذلك، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فرض حظر تجوال ليلي في العاصمة باريس و8 مدن أخرى لمدة أربعة أسابيع، في محاولة للحد من التفشي السريع لفيروس كورونا. وقال ماكرون في مقابلة تلفزيونية إن "تطبيق الإجراءات الجديدة سيبدأ من الساعة التاسعة مساء حتى السادسة صباحا، بداية من السبت ويستمر لمدة أربعة أسابيع على الأقل". وقال الرئيس الفرنسي "علينا أن نتحرك. يجب أن نوقف انتشار الفيروس". كما تم إعلان حالة طوارئ صحية عامة، بعد تسجيل أكثر من 22 ألفا و 951 إصابة مؤكدة يوم الأربعاء. وأوضح ماكرون أن الوقت لم يحن الآن "للتقارب الاجتماعي"، قائلاً إن الفيروس ينتشر من خلال الحفلات و"أمسيات الأعياد". وتأتي الإجراءات الفرنسية ضمن جهود حكومات دول أوروبية لمحاولة التصدي لموجة انتشار ثانية لفيروس كورونا المُسبب لمرض كوفيد-19. وتشهد معدلات الإصابة في شتى أنحاء أوروبا ارتفاعا، حيث بلغ عدد الحالات في روسيا يوم الأربعاء رقما قياسيا عند 14321، بينما بلغ عدد حالات الوفاة في اليوم ذاته 239 شخصا.

وعدد الإصابات آخذ في الارتفاع حتى في البلدان التي حققت في السابق نجاحا أكبر من غيرها في الحد من انتقال العدوى. وقال إقليم كاتالونيا ،بشمال شرقي إسبانيا، إن الحانات والمطاعم ستغلق لمدة 15 يوما اعتبارا من يوم الخميس، حيث تحاول البلاد إبطاء انتشار فيروس كورونا.

وسيُسمح للصالات الرياضية وقاعات الأنشطة الثقافية بالعمل بـ50 في المئة من طاقتها الاستيعابية، بينما سيُسمح للمتاجر ومراكز التسوق الكبيرة بالعمل بـ30 في المئة. وتشهد إسبانيا حاليا أحد أعلى معدلات الإصابة في أوروبا، مع ما يقرب من 900 ألف إصابة وأكثر من 33 ألف وفاة. ولا يسمح لسكان العاصمة مدريد بمغادرتها، ويحظر على الحانات والمطاعم هناك العمل بعد الساعة 11 مساء.

وسجلت إيطاليا الأربعاء أعلى ارتفاع يومي في عدد الإصابات منذ بدء إجراء الفحوص على أعداد كبيرة من السكان، حيث تأكد 7332 حالة إصابة جديدة.

وحظرت الحكومة إقامة الحفلات في المطاعم والملاهي الليلة وخارجها، ونصحت السكان بعدم السماح لأكثر من ستة أشخاص بدخول منازلهم.

وفي البرتغال، ستقتصر التجمعات على خمسة أشخاص اعتبارا من الخميس. وقال رئيس الوزراء أنتونيو كوستا في مؤتمر صحفي الأربعاء إن حفلات الزفاف والتعميد يمكن أن يحضرها ما يصل إلى 50 شخصا، لكن سيتم حظر الحفلات الجامعية.

وفي التشيك، بدأ إغلاق جزئي لمدة ثلاثة أسابيع، حيث أُغلقت المدارس وقاعات الجامعات والحانات والنوادي.

وشهدت التشيك 1106 حالة وفاة بسبب كوفيد-19 منذ الأول من مارس، وتم الإعلان عن تسجيل أكثر من ثمانية آلاف حالة جديدة الأربعاء. ولم تشهد البلاد مثل هذا العدد من الحالات إلا مرة واحدة فقط منذ بدء انتشار الوباء.

ووفقًا لوكالة الصحة التابعة للاتحاد الأوروبي، فإن التشيك كان لديها أعلى معدل إصابة في أوروبا خلال الأسبوعين الماضيين، حيث بلغ 581.3 حالة من كل مئة ألف شخص.

وفي بريطانيا، ستغلق أيرلندا الشمالية المدارس اعتبارا من الاثنين لمدة أسبوعين، والتي تشمل عطلة نصف الفصل الدراسي، بينما ستقتصر خدمات المطاعم اعتبارا من الجمعة على الوجبات التي يتم توصيلها أو يستلمها العملاء بأنفسهم.

كما اتخذت هولندا إجراءات جديدة صارمة. وفي مواجهة ارتفاع كبير في الإصابات المبلغ عنها في الأسبوع الماضي، أغلقت الحكومة الهولندية الحانات والمطاعم والمقاهي لمدة أربعة أسابيع وحظرت بيع الكحول بعد الساعة الثامنة من مساء الأربعاء.

وشهدت بولندا 116 حالة وفاة خلال الساعات الماضية، وهو أعلى عدد يومي منذ بداية الوباء، كما سجلت 6526 حالة إصابة جديدة.

وفي بلجيكا، حذر المسؤولون من أنه إذا استمرت معدلات الإصابة الحالية، فمن الممكن أن تصبح جميع أسرة العناية الفائقة في البلاد، البالغ عددها ألفي سرير، مشغولة بحلول منتصف نوفمبر.

تعليق عبر الفيس بوك