توقع اتفاقيات تمويل أول مستشفى للأمومة والطفل في السلطنة

وزير الصحة: حاجة ماسة للتوسع في بناء المستشفيات.. والقطاع الخاص شريك أساسي

◄ السعيدي: الضغط على القطاع الصحي "لا يطاق" مع استهتار البعض بالاحتراز من "كورونا"

 

الرؤية - نجلاء عبدالعال

تصوير/ راشد الكندي

رَعَى مَعَالي الدُّكتور أحمد بن مُحمَّد السعيدي وزير الصحة، توقيع مؤسسة عمان للاستثمار -الشركة العمانية الرائدة في مجال استثمارات الملكية الخاصة- اتفاقية تمويل لبناء المستشفى الاختصاصي الأول من نوعه في السلطنة، والذي يُعنى بالرعاية الصحية للأمومة والطفل.

وقال معاليه -في تصريحات عقب التوقيع- إنَّ حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- تدعم دائما الشراكة مع القطاع الخاص، مشيرا إلى أنَّ وزارة الصحة ستذلل العقبات لإتمام مثل هذه المشاريع. وأكد السعيدي أنَّ السلطنة بحاجة ماسة لمثل هذه المستشفيات، لإتاحة الفرصة للمواطنين والمقيمين للتوجه لقطاع خاص يقدم خدمات صحية معتمدة، مشيرا إلى أنَّ التعاقد مع أحد المستشفيات التركية المعتمدة لإدارة هذا المستشفى، يخلق ثقة كبيرة في مستوى عالمي للخدمة المقدمة. وأعرب معاليه عن أمله في زيادة نسب المشاركة من القطاع الخاص لدعم القطاع الصحي، وقال إنَّ جائحة كورونا أثبتت أن الشراكة بين القطاعين "مهمة جدا"، وأنَّ الأمن الصحي لا يقل أهمية عن الأمن الغذائي أو أمن الحدود. ووجه معاليه الشكر لكافة العاملين في القطاع الصحي الذي يُسهم في التخفيف من هذه الجائحة.

وعن مدى تأثر الاستثمارات في مجال الصحة خلال العام الجاري، قال معاليه إنَّ الاستثمارَ مُتواصل في القطاع الصحي، ويجب أن يكون طويل الأمد، كما يجب أن يتحلى المستثمرون برؤية بعيدة المدى عند الاستثمار في القطاع الصحي، لافتا إلى أهمية أن تكون الجودة هي المعيار الأول. وقال معاليه: "لن نسمح بافتتاح أي مؤسسة صحية إن لم تكن مستوفية كافة المعايير الدولية سواء في الإنشاء وتقديم الخدمات الصحية".

وتابع معاليه القول إنَّ المستشفيات التي ستنشأ بشراكة مع الحكومة البريطانية وبتكلفة 550 مليون جنيه إسترليني، لا تزال قيد الإنشاء، وتضم "مستشفى السلطان قابوس" في صلالة، و"مستشفى السويق" بشمال الباطنة و"مستشفى خصب" بمحافظة مسندم. وأكد أنَّ العمل جارٍ في هذه المشاريع، رغم أن جائحة كورونا تسببت في تراجع بسرعة العمل كما هو الوضع في كل دول العالم. وشدد معاليه على أن المشاريع الصحية المستقبلية متواصلة، خاصة من جانب القطاع الخاص، مضيفا أن هناك عدة مؤسسات صحية خاصة قيد الإنشاء؛ حيث أصبح العالم مدركا لأهمية هذا القطاع ودوره في الحفاظ على الحياة والأمن الاقتصادي والصحي.

وحول وضع كورونا حاليا في السلطنة، قال معاليه إنَّ أعداد الإصابات بدأت تتصاعد في العالم والسلطنة أيضا "بشكل مخيف"؛ لذا توجهت اللجنة العليا إلى تطبيق الإغلاق الليلي، وكذلك إغلاق المحلات التي لم تتقيد بالإجراءات الاحترازية. وذكر معاليه أن علاج هذه الجائحة "ليس بيد الحكومة فقط، بل هي بتكاتف الجميع حكومة وشعبا". وأضاف: "لم نكن نود العودة لمنع الحركة ليلا لكن استهتار البعض جعله أمرا لا مفر منه"، مشيرا إلى أن هذا الاستهتار من البعض أودى بحياة الكثيرين، وأدى إلى الضغط الشديد على القطاع الصحي. وقال إن وجود 213 مريضا في العناية المركزة (وصل الرقم يوم الأحد إلى 219 مريضا)، "أمر لا يطاق"، مضيفا: "إذا أردنا أن نصل إلى بر الأمان سويا، فلا بد أن نقف معا ونلتزم جميعا بالاحترازات البسيطة، والتي هي في متناول الجميع من لبس الكمامات والتباعد الجسدي".

وشهد صندوق أمان لخدمات الرعاية الصحية ش.م.ع.م (أمان للرعاية الصحية)، الصندوق الاستثماري المختص بالاستثمارات في قطاع الرعاية الصحية تحت إدارة مؤسسة عمان للاستثمار، إقبالا قويًا نتج عنه تغطية الاكتتاب في المرحلة الأولى بالكامل خلال الربع الأول من العام الحالي، مما يعكس الثقة الكبيرة في قطاع الرعاية الصحية في السلطنة وآفاق نموه.

وتبلُغ الطاقة الاستيعابية لأول مستشفى متخصص للنساء والأطفال في صحار 60 سريراً، ومن المتوقع أن يبدأ تشغيله في العام 2022. كما تقوم أمان ببناء مستشفى آخر للنساء والأطفال في مسقط بقدرة استيعابية تصل إلى 70 سريراً. ويأتي إنشاء هذه المستشفيات بهدف توفير خدمات طبية عالية الجودة للنساء والأطفال مع بيئة ملائمة للأسرة، وبنية أساسية حديثة ومتطورة، مع توفير موظفين مؤهلين ومن ذوات الخبرة الواسعة.

وفي ضَوء إنشائها لمستشفيين بمواصفات متميزة، ووجود خطط إستراتيجية لإثراء قطاع الرعاية الصحية في أنحاء السلطنة، دعت مؤسسة عمان للاستثمار كافة المستثمرين المهتمين للمشاركة في جولتها المقبلة من الاكتتاب لصندوق أمان للرعاية الصحية.

وقال كلات بن غلوم البلوشي رئيس مجلس إدارة شركة أمان للرعاية الصحية والرئيس التنفيذي لمؤسسة عمان للاستثمار: "فخورون بإتمام المرحلة الأولى من الاكتتاب لشركة أمان للرعاية الصحية، كما نود أن نشكر جميع المستثمرين والممولين الذين أبدو ثقتهم العالية بهذا المشروع. كما نجحنا في إنشاء أول منصة للمستثمرين المحليين والإقليميين، للاستثمار في مجالات الرعاية الصحية المتنوعة والمزدهرة؛ مما سيُسهم في جعل السلطنة رائدة في دعم خدمات الرعاية الصحية الخاصة".

وأكد المهندس كلات البلوشي أنَّ رأسمال المستشفى -الذي من المخطط أن يبدأ في تقديم خدماته في 2022- يبلغ 15 مليون ريال، وأنَّ الخطوات مستمرة أيضا في عملية الإعداد لإنشاء مستشفى في نفس التخصص في مسقط، وقال إن الدراسات التي قامت بها مؤسسة الاستثمار وشركة أمان أكدت الحاجة للمزيد من دور الرعاية الصحية والعلاجية سواء للمواطنين أو المقيمين.

وعقب توقيع الاتفاقية، وكأحد الممولين للمشروع، أكد حمد بن سالم الحارثي رئيس تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة وإدارة المحافظ ببنك التنمية العماني، أنَّ البنك يحرص على دعم وتمويل المشاريع العاملة في القطاع الصحي؛ لما تشكله من أهمية إستراتيجية كبيرة، وفي الوقت نفسه المساهمة في توفير خدمات صحية متخصصة وبمستويات جودة عالية تساند الجهود الحكومية في هذا القطاع الحيوي، وتحقق توجهاتها نحو الشراكة مع القطاع الخاص للمساهمة في تنوع الخدمات والمنتجات الصحية في السلطنة. وأضاف الحارثي أنه وإدراكا من بنك التنمية العماني لأهمية القطاع الصحي والفرص الواعدة التي يحظى بها عمل خلال الخمس سنوات الأخيرة على تمويل مشاريع صحية بما يقارب الـ12 مليون ريال عماني مشيرا إلى سعي البنك لمضاعفة دوره في تنمية القطاع الصحي بالسلطنة والقطاعات الاقتصادية الأخرى.

وحول الاتفاقية، قالت هناء الخروصية المدير العام للعمليات المصرفية التجارية في البنك الأهلي: "يسرنا توقيع اتفاقية التعاون مع شركة إمكان صحار ش.م.م، كشركة تابعة ومملوكة بالكامل لصندوق أمان للرعاية الصحية ش.م.ع.م، وتمويلها بمبلغ 7 ملايين ريال عماني لإنشاء مستشفى صحار للنساء والأطفال. ومن المتوقع أن تسهم هذه المبادرة الرائدة في توفير خدمات رعاية صحية من الدرجة الأولى للقاطنين في ولاية صحار والمناطق المجاورة". وأضافت: "لقد حرص البنك الأهلي على مواصلة مبادراته المتعلقة بالشراكة الإستراتيجية مع القطاعين العام والخاص؛ لما من شأنه دفع عجلة التنمية في مختلف القطاعات في البلاد. ونحن ندرك أن احتياجات المجتمع في تطور مستمر وبشكل دائم. وبدورنا كبنك، فنحن نلتزم بالبحث عن أفضل السبل لتقديم حلول مصرفية أكثر شمولاً ومرونة تساعد على تلبية احتياجات ومتطلبات العملاء".

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة