شكاوى من انقطاعات متكررة وضعف جودة شبكات الاتصالات

طلاب العوابي يطمحون لـ"التعليم المدمج" دون "منغصات إنترنتية"

◄ الشريقي: أولياء الأمور يأملون إيصال ندائهم للجهات المعنية

◄ البحري: "التعليم عن بُعد" بات واقعا.. وشبكة الإنترنت التحدي الأكبر

◄ الصمصامي: البدائل محدودة.. ودخول المنافسين يعزز الجودة

◄ الشريقية: بعض الطلاب يضطرون للذهاب إلى مدن أخرى بحثا عن "الإشارة"

◄ الهطالية: "التعليم المدمج" يرتكز على استخدام تطبيقات تعتمد على الإنترنت بالكامل

◄ الرواحي: نخشى عدم قدرة شركات الاتصالات على مواكبة التعلم عن بعد

◄ الخروصية: انقطاع الشبكة يحرمنا من حضور المحاضرات وتسليم الأعمال في وقتها

◄ البحرية: الشبكة تعاني من الضعف الشديد في ظل "كورونا".. وسعر الخدمة مرتفع

 

يَشكُو أهالي ولاية العوابي -لاسيما قرى وادي بني خروص- من الضعف الدائم في شبكات الاتصالات وانقطاع الخدمة المتكرِّر خلال اليوم، مُناشدين الجهات المعنية إدراج الولاية ضمن خطط التطوير المرتقبة، والتي تهدفُ لتعزيز جودة الشبكات، لا سيَّما مع بدء العد التنازلي لانطلاق العام الدراسي، وفق منظومة "التعليم المدمج" التي ترتكِز بصورة أساسية على توظيف التطبيقات الإلكترونية المرتبطة بالإنترنت لنيل العلم والنهل من المعارف.

وقال الأهالي -في تحقيق لـ"الرؤية"- إنَّه وفي ظل التعليم عن بُعد في ظل جائحة كورونا، يُعاني الطلاب من ضعف وبطء وانعدام الشبكة، وهو ما يُمثِّل تحديًا كبيرًا، ليس فقط أمام الطالب بل والمعلم وولي الأمر، إضافة للتكلفة التي تُثقِل كاهل ولي الأمر، خاصة من فئة الضمان الاجتماعي وأصحاب الدخل المحدود.

العوابي - حارث البحري

وقالَ سَعَادة بدر بن ناصر الشريقي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية العوابي: إنَّ شبكة الاتصالات تنقطع مباشرة مع انقطاع التيار الكهربائي، وهذه المشكلة يُعاني منها الأهالي منذ فترة زمنية طويلة، والمختصون في الشركات على علم بها، لكن دون جدوى.

سعادة بدر الشريقي.jpg
 

وأضاف أنَّ ثمة أضرارًا مترتبة على انقطاع الشبكة؛ منها: صُعوبة التواصل؛ سواء كان مع الجهات الحكومية أو الأهلية لأي طارئ يحدث أثناء انقطاعها، كما أنَّ بعض قرى ولاية العوابي تُعاني انعدام شبكة أي مشغل للاتصالات، خاصة عند مدخل وادي بني خروص وحتى قرية ستال. وتابع سعادته القول إنَّ طلاب مؤسسات التعليم العالي يعانون الأمرِّين: تكلفة الاشتراك وضعف الشبكة، ما يُقلل من نسبة استفادتهم مقارنة بزملائهم في الولايات والقرى التي تَتوافر فيها الشبكة. وأكد الشريقي أنَّ أولياء الأمور عبَّروا عن استيائهم من هذا الأمر، وقدموا عدة طلبات لنا لإيصال ندائهم للمختصين في شركات الاتصالات، خاصة وأنَّ بعضَهم من فئة الضمان الاجتماعي وأصحاب الدخل المحدود، وقال سعادته إنَّ وجود شبكة إنترنت بجودة جيدة بات من الأساسيات التي يجب أن تتوافر للمواطن أينما كان موقعه، خاصة مع قُرب بداية العام الدراسي الجديد، داعيًا شركات الاتصالات إلى تذليل الصِّعاب وتقوية الشبكات حتى يستطيع المواطن استخدامها بكل يُسر وسهولة، مع التقليل من تكاليف الاشتراكات وعدم إجبار المشترك بعقد لمدة سنتين، وتقديم التسهيلات.

واقع مُعاش

من جانبه، قال الدُّكتور مُحمَّد بن إبراهيم البحري الأستاذ المساعد بجامعة الشرقية: إنَّ التعلم الإلكتروني أو "التعلم عن بُعد" أصبح واقعا حقيقيا نعيشه في ظل جائحة كورونا؛ فهناك من البرامج والمنصات الإلكترونية المختلفة والداعمة للتعلم عن بُعد، الا أنَّ التحدي الكبير في بعض الولايات والقرى ضعف شبكة الإنترنت، التي يأمل الجميع من معلمين وطلاب أن تكون بالمستوى الذي يطمحون إليه لرفع كفاءة التعلم عن بُعد.

الدكتور محمد البحري.jpg
 

وأشار إلى ما تُعانيه بعض القرى في العوابي من انقطاعات في الشبكة وضعف قوتها، والتي تتسبَّب في انقطاع المعلم عن متابعة درسه وانقطاع المتعلم أيضًا عن مُتابعة محاضرته. وقال: "تَرِدني شكاوى من الطلاب، لا سيما في القرى البعيدة من صعوبة الحصول على إشارة الشبكة التي تمكنهم من الدخول للإنترنت وحضور المحاضرات، ومع الجهود التي تبذلها شبكات الاتصالات من تحسين جودة الخدمة المقدمة، إلا أنها لا تزال دون الحد الذي يطمح إليه الجميع، وهو شبكة دون انقطاعات". وأضاف أنَّ الكثيرَ من الأُسر تشكو من السعر المرتفع لخدمات الإنترنت، والتي تمثل عِبئا ماديًّا على بعض الأسر، لا سيما ذوي الدخل المحدود. وأعرب البحري عن أمله في تسريع شبكات الاتصالات من جهودها لتحسين خدمة الإنترنت، وتقديم عروض تنافسية بأسعار في متناول الجميع، بما يضمن إنجاح التعليم عن بُعد.

راشد بن سليمان الصمصامي مدير مدرسة وادي بني خروص، يؤكد لـ"الرؤية" أنَّ انقطاع التيار الكهربائي يترتب عليه انعدام الشبكة، ومن ثمَّ ضَعف التواصل الإلكتروني بين الطلاب والمعلمين، وتعطيل المعاملات الإلكترونية، وتراجع معدلات الإنجاز في المؤسسات.

راشد الصمصامي.jpg
 

وقال الصمصامي إنَّ سوء شبكة الإنترنت ينعكس لا محالة بالسلب على الطلاب، خاصة طلاب الجامعات والكليات، ومنها صعوبة التواصل مع المحاضرين، وضعف الحصول على معلومات دقيقة، وضعف إدارة الحوارات والنقاشات. وأكد الصمصامي أنَّ سرعة الشبكة ضعيفة، والتكلفة مرتفعة، والبدائل محدودة، وطالب بإدخال مشغولات تنافسية جديدة وتخفيض التسعيرة، وإيجاد خدمات مجانية تخدم الطلاب، وطرح باقات لشرائح فئتي الضمان والدخل المحدود.

تحدٍّ كبير!

وقالتْ فاطمة بنت ماجد الشريقية مديرة مدرسة أم حكيم: إنَّ من المشاكل التي تُواجه سُكان قرى وادي بني خروص، انقطاع الشبكة، ويترتب على ذلك عدم قدرة الطلاب على الولوج للمنصات التعليمية، وحضور الدروس التعليمية كبقية زملائهم. وأضافت أنَّه قد يتعيَّن على الطالب حضور محاضرة أو امتحان، وفي حالة انقطاع الشبكة سيؤول مصيره إلى نتائج غير مرغوب فيها. وتابعت أنَّ بعض الطلاب يضطرون للذهاب إلى أقارب لهم قاطنين في مركز الولاية للاستفادة من جودة الشبكة هناك لإنجاز أعمالهم التعليمية، كما أنَّ كثيرا من الأهالي من ذوي الدخل المحدود يتكبَّدون تكاليف عالية للاشتراك الشهري أو اليومي للإنترنت؛ في سبيل توفير الخدمة لأبنائهم مقابل خدمة محدودة البيانات. وزادت قائلة: "عندما بدأ عمل المنصة التعليمية مع تعليق الدراسة في بداية الجائحة، شكا عددٌ كبير من أولياء الأمور من عدم قدرتهم على مواصلة أبنائهم الدخول للمنصة بسبب استهلاك بيانات الإنترنت المتاحة في جلسة واحدة فقط". وناشدتْ الشريقية الجهات المعنية ضرورة تقوية الشبكة في قرى الوادي، وتوصيل خدمة الألياف البصرية أو الأقمار الصناعية.

أمَّا زكية بنت أحمد الهطالية مديرة مدرسة ستال، فأكدت أنَّ الطلاب في بعض قرى ولاية العوابي مثل قرية ستال؛ سواء في مُؤسَّسات التعليم العالي أو مدارس وزارة التربية والتعليم يُعانون من ضعف الإنترنت وارتفاع تكلفة الخدمة، خاصة وأنَّ قطاع التعليم الآن بات يعتمد بشكل كبير على التعليم الإلكتروني، وثمَّة حاجة ماسة لاستخدام تطبيقات مهمة في مجال التعليم مثل المنصات التعليمية.

الشيخ حسن الهطالي.jpg
 

من جهته، قال الشيخ حسن بن سعيد الهطالي (ولي أمر): إنَّ انقطاع خدمات الإنترنت يحرم الطالب من متابعة الدروس الإلكترونية، وتعطيل أداء الاختبارات عن بُعد، مُشيرا إلى أنَّ الشكاوى تتزايد من ضعف الشبكة وارتفاع كلفتها، مُناشدا الشركات المشغلة إيجاد الحلول السريعة والناجعة، خاصة وأنَّ العام الدراسي على الأبواب.

سلطان الرواحي.jpg
 

وقال سلطان بن الرواحي معلم فيزياء بمدرسة الشيخ أبو قحطان الهجاري: إنَّ مثل هذه الانقطاعات تُشير إلى عدم جاهزية شركات الاتصالات لمواكبة التعلم عن بُعد، رغم وجود الحلول لمعالجة المشكلة، لافتا إلى أنَّ الكثير من الطلاب يدفعون تكلفة باهظة للحصول على خدمة الإنترنت في ظل عدم توافر الشبكة اللاسلكية "واي فاي"، أو شبكة الألياف البصرية في قراهم.

الريان الخروصية.jpg
 

وأكَّدتْ الريان بنت يحيى الخروصية الطالبة بكلية العلوم جامعة السلطان قابوس، أنَّ انقطاعَ التيار الكهربائي ينتج عنه مباشرة انقطاع الإنترنت؛ مما يُسبِّب العديد من المشاكل لنا، كطلاب فُرض علينا التعلم عن بُعد في ظل جائحة كورونا، لافتة إلى أنَّ عدم وجود الإنترنت يعني أنه لا يمكن للطالب حضور المحاضرات، وأيضا عدم تمكنه من تسليم الأعمال المطلوبة في الوقت المحدد، إضافة إلى ذلك عدم تمكُّنه من أداء بعض الاختبارات.

ريان البحرية.jpg
 

وقالتْ ريان بنت عبدالله البحرية من كلية عُمان لطب الأسنان: إنَّ انقطاعَ التيار الكهربائي والشبكة في آن واحد يُمثل أزمة مزدوجة، تُعِيق نشاطات الأفراد؛ حيث إنَّ الإنترنت لم تَعُد مجرد شبكة اتصالات، بل باتت مكونا أساسيا في حياة الإنسان. وأضافت: "كطالبة جامعية، فإنَّ جميع أنشطتي الدراسية تتوقف جراء هذا الانقطاع المفاجئ، كما أنَّ خدمة الإنترنت في بعض قرى ولاية العوابي ليست جيدة أو بتلك السرعة التي نطمح لها، وخلال هذه الجائحة أصبحت إشارة الشبكة أسوأ مما كانت عليه في ظل الضغط على الشبكات من المستخدمين". وحثَّت البحرية شركات الاتصال على التعاون مع وزاراتي التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار؛ من أجل تحسين الخدمات وتسهيلها على المواطنين.

مروة الشريقية.jpg
 

وقالتْ الطالبة مروة بنت عويد الشريقية من جامعة التقنية والعلوم التطبيقية، إنَّها أيضًا تُعاني من عدم قدرتها على التواصل الجيد مع الجامعة والكوادر التدريسية بسبب ضعف سرعة البيانات في ولاية العوابي، مشيرة إلى أنَّ ذلك يُسبِّب لها صعوبة في التعلم عن بُعد، لاسيما وأنَّ التطبيقات المستخدمة في مجال التعليم الإلكتروني تتطلب شبكة ذات جودة عالية.

تعليق عبر الفيس بوك