"قوارير النماء" يشاركن في الصفوف الأولى من "النهضة المتجددة"

السلطنة تحتفي بإنجازات المرأة العمانية في يومها السنوي الحادي عشر.. 17 أكتوبر

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

مسقط- الرؤية

تحتفل السلطنة في 17 من أكتوبر الجاري بحلول الذكرى الحادية عشرة ليوم المرأة العُمانية وسط إنجازات تحققت لنساء عُمان في مُختلف المجالات، وذلك ترجمة لما حظيت به المرأة العُمانية من مكانة مرموقة على مدى مسيرة النَّهضة، وبما تمَّ توفيره لها من خدمات وبرامج انعكست على وضع المرأة ومشاركتها للرجل في مختلف مجالات التنمية.

وبهذه المناسبة، أكدت نسوة عمانيات الأهمية البالغة التي يمثلها هذا اليوم، باعتباره إحدى الثمرات التي خرجت بها ندوة المرأة العمانية المنعقدة في رحاب سيح المكارم بولاية صحار عام 2009. وقالت وضحة بنت سالم العلوية مديرة شؤون المرأة بوزارة التنمية الاجتماعية إن الشعوب والأمم تسمو بأدوار أفرادها، كما إنَّ التنمية عملية متكاملة تهدف للارتقاء بالعنصر البشري دون تمييز بين فئاته. وأكدت العلوية أن المرأة تمثل عنصراً مهمًا في المجتمع؛ حيث تساهم في مختلف الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسيادية، وفي ذلك انعكاس واضح لمستوى تطور ورقي المجتمع. وأضافت أن الاهتمام والعناية السامية بالمرأة العمانية يعود إلى عهد المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد– طيب الله ثراه-؛ حيث أولى اهتماما كبيرا بالمرأة في كافة الميادين الصحية والعلمية والمهنية وغيرها، ليتوج هذا الاهتمام بالتكريم الأكبر للمرأة مع تخصيص يوم 17 أكتوبر من كل عام يوماً للمرأة العمانية، تقديراً لدورها البارز في بناء ذاتها والمجتمع. وأوضحت أن هذا التوجه تلقى الدعم من خلال منظومة التشريعات والقوانين الوطنية الصادرة لإعطاء المرأة حقوقها، ما مكنّها أن تسهم بدور مهم ومحوري في التنمية المُستدامة.

وذكرت أن السلطنة انضمت إلى اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة في عام 2005م، وعملت على متابعة الإجراءات التي دخلت على الاتفاقية لتأصيل جميع الجوانب التي تحفظ للمرأة مكانتها الاجتماعية، مشيرة إلى أنَّه تماشيا مع هذا الاهتمام، تأسست دائرة شؤون المرأة بوزارة التنمية الاجتماعية لتأكيد التنمية الاجتماعية للمرأة على المستويين الحكومي والخاص وتمكينها من المشاركة الفاعلة في شؤون حياتها الأسرية والمجتمعية. وتابعت القول: "يتضح جلياً أهمية هذا اليوم للمرأة العمانية لتتويج كافة إنجازاتها العلمية والعملية والمجتمعية على نطاق واسع في ربوع الوطن".

حقوق متساوية

وأبرزت العلوية دعم الحكومة الرشيدة للمرأة في قطاع العمل وانخراطها في القطاعين الحكومي والخاص وكذلك القطاع الأهلي، ومشاركتها في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وبناء قدراتهن على القيادة، وصنع القرار، وأيضاً تمتعها بحق مساوي للرجل في المشاركة الأهلية وتأسيس الجمعيات الأهلية وخاصة جمعيات المرأة العمانية التي وصل عددها 65 جمعية وفرعاً موزعة على محافظات وولايات السلطنة، بالإضافة إلى مشاركتها الفاعلة في الجمعيات الخيرية والمهنية.

وعرجت العلوية في حديثها عن إعداد الوزارة استراتيجية العمل الاجتماعي (2016- 2025) والاستراتيجية الوطنية للطفولة (2016 – 2025)؛ لتعزيز التنمية المستدامة، ووضع أسس لسياسات اجتماعية جديدة تكون أساسها تنمية الأسرة والعمل على إعمال حقوق كل من المرأة والطفل والأشخاص ذوي الإعاقة، وإيلاء الأولوية لتفعيل دور الشباب والمرأة ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص في جهود التنمية. وقالت إن أهداف الخطة الإنمائية الخمسية التاسعة لوزارة التنمية الاجتماعية (2016- 2020) بندا متعلقاً بتوفير الحماية الآمنة للحالات المعرضة للإساءة أو العضل أو العنف وما شابه ذلك، وتنفيذ برامج توعوية حول ممارسة الأمومة الآمنة والأبوة المسؤولة والتنشئة الإيجابية للأطفال والالتزام بقانون الطفل. وأشارت إلى رؤية "عمان 2040"؛ حيث تتضمن ثلاثة محاور هي: الإنسان والمجتمع، والاقتصاد والتنمية والحوكمة والأداء المؤسسي، لافتة إلى أن محور الإنسان والمجتمع ركز على تعزيز الرفاه الاجتماعي، وتطوير القدرات والكفاءات الوطنية، وفي هذا الإطار تضمن هذا المحور تنمية دور المرأة وتمكينها من خلال توفير البيئة الملائمة في المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، ومُشاركتها في مواقع صنع القرار.

المرأة الكفيفة متفانية

آسية بنت يعقوب الكندية معلمة لغة عربية بمعهد عمر بن الخطاب للمكفوفين وهي من ذوي الإعاقة البصرية، أعربت عن سعادتها بهذا اليوم، وقالت إن أهمية الاحتفال بيوم المرأة العمانية كل عام تؤكد مدى الحرص على النهوض بالمجتمع، وتأكيد دور المرأة الريادي والقيادي الفعّال في بناء الوطن ودفع عجلة التقدّم يدًا بيد مع الرجل. وأضافت أنَّ هذه المناسبة تمثل تأكيدًا على دور المرأة الريادي والقيادي الذي تحفظه ذاكرة الوطن على مر التاريخ، مشيرة إلى أن المرأة حصلت على مكانتها في المجتمع ونالت مختلف حقوقها، وتواجدت في سوق العمل، كما حصلت على فرص التعبير عن أفكارها وتوجيه طاقاتها في مختلف المجالات. ووجهت الكندية رسالة إلى المرأة في هذا اليوم، قائلة: "دُمتِ معطاءة لبلدكِ، رفيعة الشأن وعالية الهمم، فالمجتمع يعتمد عليكِ وعلى ما تقدمينه من إنجازات ترفع من شأنه، وبصمتك في تطور وتقدم مُختلف المجالات". وشددت الكندية على أنَّ الحكومة الرشيدة أولت اهتماماً بالمرأة من ذوي الإعاقة البصرية والحركية والذهنية؛ حيث تحضر المرأة الكفيفة بكل تفانٍ في مختلف الأعمال والوظائف.

قدرات وإنجازات

وقالت وفاء بنت علي العامرية رئيسة جمعية المرأة العمانية بالسيب إن مسيرة النهضة وضعت ضمن مرتكزاتها، العمل على تمكين المرأة ورعاية حقوقها، لتكون شقيقة الرجال في ميادين العمل المتوافقة مع طبيعتها وقدراتها ومهاراتها المختلفة إلى جانب رعايتها للأسرة وبناء جيل محب لعُمان، ويستطيع إكمال مسيرة آبائه وأجداده. وأضافت أن تخصيص 17 أكتوبر يوماً للمرأة العمانية يأتي تأكيداً لقدرتها على إنجاز ما يرتجى منها، وقد استطاعت قيادة العديد من المنظومات وأسهمت في الكثير من المنجزات المحلية والإقليمية والعالمية. وأوضحت أن هذا اليوم يمثل أهمية كبيرة لكل امرأة في السلطنة؛ لأنها تشعر بالتقدير وتنال التحفيز لبذل المزيد من أجل رفعة بلادها، كما يتجدد لديها الشعور المسؤولية والواجب تجاه أسرتها ووطنها والمجتمع.

وأكدت رئيسة جمعية المرأة العمانية بالسيب أن الكثير من المنجزات تحققت للمرأة العمانية، وذلك بفضل الله تعالى أولاً، ثم بفضل الاستراتيجيات المدروسة التي تتبعها الحكومة الرشيدة لتمكين المرأة العمانية؛ حيث تمَّ تخصيص دعم سنوي لجمعيات المرأة العمانية التي تهتم بقضايا المرأة عن قرب والمنتشرة في كل محافظات وولايات السلطنة. وأشارت إلى أنَّ السلطنة اهتمت بالانضمام للمعاهدات والاتفاقيات الدولية المعنية بشؤون المرأة. واستشهدت العامرية بما أكد عليه حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم– حفظه الله ورعاه– في خطابه السامي على أهمية الاستمرار في دعم المرأة العمانية، كما أراد لها السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه-.

وحثت العامرية نساء عُمان على القيام بمسؤولياتهم العظيمة، وعلى رأسها العمل على رفعة عمان واستمرار بقائها على القمة كما عهدها العالم، مشيرة إلى أن المرأة العمانية تمثل جزءًا لا يتجزأ من النهضة المتجددة، ومن واجب كل النساء تربية جيل واعٍ متسلح بالأخلاق والعلم والمعارف والتطوير الذاتي المستمر.

وأشادت رئيسة جمعية المرأة العمانية بالسيب، بجهود إطلاع المرأة العمانية على رؤية "عمان 2040"، ومساعي الحكومة الرشيدة في تنفيذها، داعية النساء إلى أن يكن على قدر كافٍ من الوعي القانوني الذي يحميهن، وعلى قدر كاف من الوعي الاجتماعي الذي يضمن لهن العيش المتزن.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة