"استديو الرؤية" يؤبن أمير الكويت الراحل "المتواضع عاشق السلام"

الرؤية - مريم البادية

خصَّص "استديو الرؤية" حلقةَ هذا الأسبوع لتأبين المغفور له بإذن الله تعالى سمو الشيخ صُباح الأحمد الجابر الصُّباح أمير دولة الكويت الراحل، الذي رَحَل عن عالمنا الأسبوع الماضي.

وشارك في الحلقة -التي تُعِدها وتُقدِّمها مدرين المكتومية- كلٌّ من: الإعلامي والكاتب الصحفي ماضي الخميس أمين عام الملتقى الإعلامي العربي، والسفير السابق بوزارة الخارجية على المهري، والدكتور هاشل الغافري الأستاذ المشارك بكلية التربية بالرستاق.

استديو الرؤية.jpg
 

واستَهلَّت المكتومية الحلقة بالتأكيد على أنَّ حلقاتٍ من هذا البرنامج لن تَفِي الأمير الراحل حقه، سواء بإبراز مآثره، أو تسليط الضوء على مناقبه وإسهاماته الخيِّرة في شتى المجالات، مضيفة: "يكفي قولا إنَّ الأمير الراحل لُقب بـ"أمير الإنسانية"، بعدما حصد عن جدارة واستحقاق لقب "قائد العمل الإنساني" من منظمة الأمم المتحدة؛ تقديرا وعرفانا بما أسهم به سموه -رحمه الله- من جهود لدعم العمل الإنساني حول العالم. فبصمات الأمير الخيرية بازرة في دول العالم، من شرق آسيا إلى فلسطين إلى إفريقيا، دعمًا ومساندةً لكل محتاج". وتابعت القول: "إنَّ أيادي التنمية الصُبَّاحية عمَّت أرجاء الكويت الحبيبة.. وامتدَّت لتشمل دولا عربية أخرى، فلم تبخل الرغبة الأميرية المعطاءة لكي يعم الرخاء أرجاء وطننا العربي الكبير، كما أننا عندما نتحدث عن السلام، ندرك يقينًا بأن الأمير صباح هو رجل السلام، ومنارة الاستقرار في منطقتنا التي هبت عليها رياح عاصفة خلال السنوات الماضية، فكان سموه -طيَّب الله ثراه- أول من واجه التحدي، وواصل الليل بالنهار من أجل رأب الصدع، والحفاظ على تماسك الكيان الخليجي موحدا متلاحما يؤازر بعضه بعضًا".

وانطلقتْ الحلقة بحديث للسفير السابق علي المهري، الذي عرَّج على مراحل تطور العلاقات العمانية-الكويتية، وتأكيد متانتها وقوتها. وذكر المهري أنَّ الأمير الراحل تميز بفلسفة خاصة؛ حيث تعامل مع 3 تحديات، ونجح فيها؛ وهي: تحدي الحكم والمال والوقت، إلى جانب إسهاماته الكبيرة في إعطاء المرأة الكويتية ما تستحق للقيام بدورها في المجتمع. وأشار المهري إلى أن سموه -رحمه الله- امتاز بسمات ميزته عن غيره؛ حيث كان سخيًّا ومُتواضعا يعشق السلام، وكثيرا ما اهتم بالعمل التطوعي، وكانت له مُساهمات في إعمار العراق وسوريا، وكان سبَّاقا في رأب الصدع الخليجي. وأضاف المهري أنَّ الأمير الراحل لُقِّب بعميد الدبلوماسية العربية، حيث أمضى أكثر من 28 عاما على رأس وزراة الخارجية الكويتية، علاوة على أنَّه واصل جهوده الدبلوماسية خلال توليه حكم الكويت، وقدَّم الكثير من المساعي لحل المشاكل بين الكثير من الدول، وكان أبرزها الأزمة الخليجية، كما احتضنت الكويت القضية الفلسطينية.

من جهته، قال الدكتور هاشل الغافري الأستاذ المشارك بكلية التربية بالرستاق: إنَّ الفقيدَ الراحل ليس فقيدا للكويت فقط، بل فقيدنا جميعا، خاصة نحن العمانيين؛ حيث عشنا ذات الحدث في العام نفسه بوفاة سلطاننا الراحل قابوس بن سعيد -عليهما رحمة الله. وقال الغافري إن سموه -رحمه الله- تولى عددا من المناصب قبل توليه الحكم، من بينها دائرة الشؤون الاجتماعية، كما ترأس صندوق الكويت للتنمية الاقتصادية، وكان رئيسا فخريا لجمعية الهلال الأحمر الكويتي، لافتا إلى أنَّ جميع هذه المناصب توضح مدى رغبته في العمل الإنساني، فكان دائما يسعى للاهتمام بهذا الجانب.

واستذكَر ماضي الخميس أمين عام الملتقى الإعلامي العربي، الكثير من الأحداث المرتبطة بسمو الأمير الراحل. وقال الخميس: "عملتُ مستشارا إعلاميا خلال مدة قصيرة مع سموه -رحمه الله- وتعلمت منه الكثير، وكان سموه إعلاميًّا فذًّا من السهل نقل الأفكار له، والعمل على تطبيقها، كما أنه احتفظ بعلاقات طيبة مع الإعلاميين". وذكر الخميس أن الشيخ صباح كان شخصية دبلوماسية واثقة وهادئة ومتزنة في حق المخالفين له، واستطاع أن يوفق ويوازن بين الجميع، فكان نموذجا يحتذى به في الصلابة والليونة.

وشهدتْ الحلقة مُداخلات عِدَّة من جمهور ومتابعي "استديو الرؤية"؛ حيث قال هادي العنزي: إنَّ الشيخ صُباح يحتاج للكثير من الحلقات والبرامج حتى نفيه حقه، فقد كان له في كل مجال بصمة واضحة؛ فالمبادرة الكويتية كانت حاضرة في كل الأزمات. وتداخل أحمد سويدان بالقول: "حدَّثنا والدي عن فترة إقامته في الكويت والتي امتازت بالهدوء، فالكويت تشبه عُمان في الكثير من الجوانب". وقال الصحفي ناصر العبري في مداخلته: "نقدِّم تعازينا إلى الشعب الكويتي الشقيق بوفاة هذا القائد العظيم، فمثله يجب أن يدرج في مناهجنا الدراسية؛ لكي نعلم أبناءنا الصفات الطيبة التي تميز بها الأمير الراحل".

يُشار إلى أنَّ "استديو الرؤية" يُبث مباشرة عبر تطبيق "زووم" في الساعة السابعة من مساء كل أحد، وكذلك عبر منصات جريدة "الرؤية" على مواقع التواصل الاجتماعي، وموقع يوتيوب. ويمكن للجميع المشاركة في الحلقات من خلال المداخلات الصوتية أو التعليقات المكتوبة؛ عبر الرابط: .

تعليق عبر الفيس بوك