نظام "QR code" للتعريف بالإرث البيئي والتنوع الأحيائي

أهالي "الجبل الأخضر" يطالبون بـ"شرطة بيئية" لردع المخالفين

...
...
...
...

المسكري: جهود مقدرة للجهات ذات الاختصاص.. لكن الواقع يحتم ضرورة بذل المزيد

أولاد ثاني: "كورونا" عزز جاذبية الجبل الأخضر وكشف قصور الخدمات في نفس الوقت!

غانم آل ثاني: حاجة ملحة لتحديد مواقع للتخييم وفق اشتراطات تسمح بمحاسبة المخالفين

الصقري: خصصنا مواقع مجهزة للشوي بعيدا عن الأشجار.. لكنها لم تُستغل بعد

الرؤية - أحمد الجهوري

يُمثل الموسمُ السياحي الصيفي بالجبل الأخضر، أيقونةً مُتفردة تَدْعَم قطاع السياحة الداخلية بالبلاد.. بيد أنه ومن منظور رأسي يصل ارتفاعه لـ3000 متر، وفي أجواءِ طقس عليل مُعتدل، تظل مناشدة أهالي النيابة قائمة، بضرورة توفير شُرطة بيئية تُباشر وتراقب مهام صون التنوع البيئي والأحيائي في الجبل، مدعومة بحزمة قوانين وتشريعات تغلظ العقوبة ضد من يتعمَّد الإضرار بجمالية هذه الوجهة السياحية المتفردة.

وخلال استطلاع لـ"الرؤية"، ناشدَ أهالي نيابة الجبل الأخضر كذلك هيئة البيئة ووزارة التراث والسياحة، بإيجاد حلول رادعه تضمن المحافظة على جمالية المكان ونظافته من أية تشوهات تضر بالمنظر العام أو الأشجار المعمرة، والتي تصل أعمار بعضها إلى ما يزيد على الـ500 عام.

 

وقال المهندس سالم المسكري مدير إدارة البيئة بمحافظة الداخلية: تقوم هيئة البيئة بأدوار مقدَّرة لحماية التنوع البيئي والأحيائي في النيابة. موضحًا أنَّ الهيئة خصصت مُراقبين في الجبل الأخضر مهمتهم القيام بعمليات الرقابة على الأشجار والتعدي عليها وغيرها من الأعمال التي تضمن الحفاظ على البيئة، كما قامت الهيئة بعقد اجتماعات مع وزارة التراث والسياحة من أجل تنظيم تواجد السياح والزائرين؛ للحفاظ على المسطحات الخضراء وردع الانتهاك على الأشجار، إلا أنَّ عدم اطلاع بعض السياح على مكونات الطبيعة ونوعية الأشجار المعمرة التي قد تتأثر بأضرار وتدخلات مُؤسفة، تؤثِّر على ديمومة بعض الأشجار.

م. سالم بن سعيد المسكري.jpg
 

وأوضح المسكري أنَّ الهيئة تقوم وبشكل دوري بتنفيذ الحملات التوعوية بالمدارس وجمعية المرأة العمانية ومكتب الوالي، إضافة لعقد لقاءات مستمرة مع المجتمع المحلي والسواح، والتي يحرص خلالها المراقبون على رفع مستوى التثقيف وتوزيع المنشورات المعدَّة لصون البيئة وحمايتها.

وأبرز محمد بن حمد أولاد ثاني عضو المجلس البلدي ممثل ولاية نزوى، القيمة المضافة التي يُمثلها الجبل الأخضر كأحد أهم المقاصد السياحية المهمة في السلطنة، والتي يُشد لها الرحال على مدار العام؛ لما تتميز به من تضاريس بيئية بِكر وطقس معتدل.

محمد بن حمد اولاد ثاني.jpg
 

وقال: شهد الجبل خلال الفترة الماضية زيادة في عدد الزوار بسبب إغلاق محافظة ظفار وإغلاق المنافذ الحدودية للحد من تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، إلا أنَّ الإقبال الواسع على الجبل أظهر الحاجة الماسة لتطوير منظومة الخدمات العامة، التي يفتقد إليها الجبل بصورة ملحوظة، وتسبِّب قلقًا للزوار والسائحين، خصوصًا دورات المياه التي تفاقمتْ مع إغلاق المساجد والجوامع خلال هذه الفترة، استجابة لقرارات اللجنة العُليا.

ولفت عضو المجلس البلدي ممثل ولاية نزوى إلى أنَّه في المقابل تُوجد سلوكيات من بعض الزوار نأسف لها، تضرُّ بأهالي الجبل وتضرُّ بجمالية المكان؛ لعلَّ أبرزها: رمي المخلفات وعدم الحفاظ على نظافة المكان، والتي تضرُّ بالإنسان والحيوان، إضافة لظاهرة حرق الأشجار والتي تعدُّ تعديًا صريحًا على البيئة. مفيدًا بأنَّ أهالي الجبل قاموا بوضع مناطق محددة للشوي بعيدا عن الأشجار، ولكن للأسف لا يستخدمها الزوار. مختتمًا بأنَّ هذه المعاناة ليست وليدة اللحظة، بل مستمرة منذ سنوات، وتمَّت مُخاطبة وزارة البيئة والشؤون المناخية (سابقا)، وتقديم طلب بتكثيف المراقبة وتخصيص فرق تفتيش ورقابة لرصد المخالفات، "إذ ليس من المعقول أن يُخصَّص 3 موظفين فقط ومركبة واحدة للمتابعة والمراقبة تُغطِّي محافظة الداخلية بجميع ولاياتها!!

شرطة صون البيئة

إلى ذلك، دعا غانم بن سالم آل ثاني رئيس فريق سواعد الجبل الأخضر، إلى تأسيس شرطة حفظ وصون البيئة؛ توكل إليها مهام حماية الحياة البيئية والفطرية، وتحرير المخالفات والعقوبات؛ وأن تُمنح صلاحيات ضبط لا تهاون بها، وكذلك تحديد مواقع معينة للتخييم تكون مُهيَّأة في الجبل الأخضر وغيرها من المواقع السياحية في السلطنة؛ لها آليات واشتراطات واضحة، بحيث في حال المخالفة تتم محاسبة المتعدي بشكل رادع.

غانم بن سالم بن سعيد آل ثاني.jpg
 

وأضاف آل ثاني: هُناك نظام مُطبَّق في بعض الدول، بأن يتم تثبيت (QR code) على كل شجرة؛ بحيث يتمكن الزائر من مسحه عبر الهاتف، ليتم تحويله لموقع إلكتروني يُعطيه تفاصيل أكثر عن الشجرة وأنواعها وكيفيه الحفاظ عليها. ومن الحلول كذلك وضع مُكافآت للأشخاص الذين يُبلِغون عن الاعتداءات، لتحفيز المجتمع لملاحقة هؤلاء المخربين. كما طالب بضرورة زيادة عدد الحاويات في الأماكن المهمة التي يرتادها السياح؛ كخب حيل المحلب، وبعض المتنزهات، على أن يتم توزيعها في أماكن متفرقة، فضلا عن توزيع منشورات للسياح في نقطة الشرطة وفي مركز السياحة بالداخلية، كما يمكن أن تُعمَّم على جميع المناطق الموجودة بالسلطنة، بالتعاون مع هيئة البيئة.

من جانبه، قال حمدان الصقري: نرحب في الجبل الأخضر بجميع السياح والزوار؛ تقديرًا لدورهم الإيجابي في دعم وتنشيط الحركة التجارية والعقارية والسياحية والتي بلا شك يعود نفعها على الوطن والمواطن، ولكن المشكلة التي نرصدها دائمًا تتمثل في عدم اكتراث بعض الزوار لخصوصية الجبل، والتي نسعى جاهدين لأن تظل دائما منطقة خضراء ببساطها الممتد ونظيفة بجميع تفاصيلها. وتابع الصقري: من المؤسف استمرار التعدي على الطبيعة وعلى الأشجار التي يصل عمر بعضها إلى ما يزيد على 500 عام، إذ ليس معقولا أن تجد شجرة بهذا العمر قد أكلت النيران تفاصيلها، وأصبحت سوداء مُظلمة بعدما كانت شاهقة ومورقة.

حمدان الصقري.jpg
 

ولفت الصقري إلى مبادرة أهالي النيابة بتخصيص مواقع مختلفة ومجهزة للشوي بعيدا عن الأشجار لخدمة الزوار، إلا أنها للأسف لم تُستغل، بل يتم أخذ مكونات الموقع ونقلها لموقع آخر للشوي. مختتمًا بالقول: آن الأوان لتدخل الجهات المعنية للحد من هذه التجاوزات، وإيجاد حلول نستطيع من خلالها ضمان سلامة طبيعة وبيئة الجبل الأخضر من هذه الأضرار البشرية المحدقة.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة