"حرب القوقاز" تفتح ساحة قتال جديدة بين روسيا وإيران وتركيا

الصراع على "جمهورية أرتساخ المستقلة" أودى بحياة عشرات الآلاف وشرد مليون شخص

ترجمة- رنا عبدالحكيم

سقط عشرات الجنود قتلى مع استمرار الاشتباكات بين القوات الأذربيجانية والأرمينية حول منطقة جنوب القوقاز المتنازع عليها، فيما تتصاعد الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار فورًا، وفقا لما نشرته صحيفة ذا جارديان البريطانية.

وخلال الاشتباكات قُتل مدنيون، ويقال إنهم من بين مئات الجرحى في أعنف اشتباكات منذ عام 2016 في منطقة حيوية لمرور الغاز والنفط إلى الأسواق الدولية. وتصاعدت التوترات بين البلدين منذ شهور حول منطقة ناجورنو قرة باغ، وهي جيب يعد قانونًا جزءًا من أذربيجان، لكن يديره الأرمن منذ إعلان الاستقلال في عام 1991. ووردت أنباء عن اشتباكات متواصلة، واتهم الجانبان بعضهما البعض باستخدام المدفعية الثقيلة واستهداف المدنيين ونشر المرتزقة الأجانب.

وقالت السلطة التي تدير ناجورنو قرة باغ إن 28 آخرين من جنودها قُتلوا في القتال مع القوات الأذربيجانية، مما رفع إجمالي عدد الضحايا إلى 59. كما أبلغت وزارة الدفاع في الإقليم عن مقتل مدنيين اثنين، امرأة وحفيدها.

وقالت وزارة الدفاع الأرمينية، إن نحو 200 شخص أصيبوا في القتال، بينما قالت السلطات الأذربيجانية إن 26 مدنيا أصيبوا في جانبها. وقالت أرمينيا إن نحو 30 من جنودها قتلوا وإنها استعادت بعض المواقع التي فقدتها مطلع الأسبوع.

وقال محللون إن الصراع على مفترق طرق أوروبا وآسيا يهدد باستقطاب قوى إقليمية أكبر من بينها روسيا وإيران وتركيا. وقد انحازت الأخيرة بقوة إلى حلفائها في أذربيجان ودعت إلى إنهاء ما وصفته بـ"احتلال" أرمينيا للمنطقة المتنازع عليها. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، "بمجرد مغادرة أرمينيا للأراضي التي تحتلها على الفور، ستعود المنطقة إلى السلام والوئام".

وانضمت القوى الإقليمية، بما في ذلك إيران وروسيا، إلى الصين والولايات المتحدة وإسبانيا ودول أخرى في توفق دولي لإدانة العنف والدعوة إلى الاستئناف الفوري لمحادثات السلام لحل الصراع المستمر منذ قرن حول المنطقة.

وقال بيتر ستانو المتحدث باسم المفوضية الأوروبية للصحفيين في بروكسل "نأمل ونحث الجميع على بذل كل ما في وسعهم لمنع اندلاع حرب شاملة لأن هذا هو آخر شيء تحتاجه المنطقة. فلا يوجد حل عسكري لهذا الصراع".

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الوضع في ناجورنو قرة باغ "يثير قلق موسكو ودول أخرى". وأضاف للصحفيين "نعتقد أنه ينبغي إنهاء الأعمال العدائية على الفور"، موضحا أن عملية حل الصراع بين البلدين يجب أن تتحول إلى بعد "سياسي دبلوماسي".

وسعى الجانبان إلى تصوير بعضهما البعض على أنه المعتدي في اشتباكات هذا الأسبوع؛ حيث أدان البرلمان الأرميني ما وصفه "بهجوم عسكري واسع النطاق" من جانب أذربيجان على المنطقة المتنازع عليها.

واتهم المسؤولون الأرمن تركيا بتقديم معلومات استخباراتية ومساعدة عسكرية لأذربيجان، إضافة إلى إرسال حوالي 4000 من قوات الميليشيات السورية إلى المنطقة، وهو ادعاء وصفته باكو بأنه "هراء مطلق".

وتزعم أذربيجان أن عملياتها كانت رداً على القصف الأرميني وتهدف إلى حماية المجتمعات المدنية.

ونفى عمر جليك المتحدث باسم حزب أردوغان الحاكم التقارير التي تفيد بأن تركيا أرسلت أسلحة أو مقاتلين أجانب إلى أذربيجان. وكتب على تويتر "أرمينيا منزعجة من تضامن تركيا مع أذربيجان وتنشر الأكاذيب ضد تركيا".

وخاضت أرمينيا وأذربيجان حربًا استمرت 6 سنوات على المنطقة حتى أُعلن وقف إطلاق النار في عام 1994، ومنذ ذلك الحين، حكمت ناجورنو قرة باغ نفسها على أنها "جمهورية أرتساخ المستقلة" بحكم الواقع. وقتل عشرات الآلاف في الحرب وشرد نحو مليون شخص.

واستمر كلا البلدين في اتهام بعضهما البعض بانتهاك وقف إطلاق النار في الجيب وفي أماكن أخرى على طول حدودهما في السنوات التي تلت ذلك ، بما في ذلك طوال عام 2020. وقُتل ما لا يقل عن 200 شخص في إحياء الصراع في أبريل 2016.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة