د. خالد بن عبدالوهاب أحمد البلوشي
كشفت لنا توابع جائحة كورونا أهمية العناصر الوطنية في العديد من المواقع والمؤسسات العامة والخاصة؛ حيث غادر العديد من الوافدين تلك المرافق السياحية إما طواعية أو نتاج ترشيد الإنفاق، مما وضع تلك الفنادق في مواقف لا تحسد عليها، وأحدث فجوة خدمية لديها، لكن تواجد المواطنين لعب دورا حيويا ومهما في استمرارية عمل تلك المرافق؛ حيث عزز وجودهم من وضعها ومواكبة تبعات الجائحة.
وسوف نتناول في هذا المقال قطاع الفنادق بشتى أنواعها؛ حيث بلغ عددها حتى نهاية العام المنصرم 491 فندقا متنوعه من فئة الـ5 نجوم وما دون. وتحتضن تلك الفنادق على مستوى السلطنة حوالى 20 ألف موظف، في شتى المستويات؛ سواء إدارية أو خدمية أو فنية، وبلغ عدد الموظفين العمانين حوالى 6364 موظفا، والأجانب حوالى 13692؛ أي بنسبة 31.7% للعمانيين، و66.3% للوافدين، حسبما تظهر إحصاءات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، نشرة الاحصاءات السياحية لسنة 2019.
وكما هو ملاحظ نرى أن تلك الأرقام والنسب تمثل فرصا رائعة يتوجب اقتناصها لتعمين بعض المهن في العديد من إدارات الفنادق، على أن يتم ذلك من خلال إعداد مشروع عاجل وسريع بشراكة مع إدارات الفنادق ووزارة العمل وزارة السياحة والتراث؛ كونهم الشركاء الاستراتيجيين لهذا القطاع، على أن يضمن المشروع اختيار الكفاءات المؤهلة الحريصة على أن تعمل في هذا القطاع الواعد.
الجميع يعلم أن وزارة التراث والسياحة تعمل على تحفيز نمو قطاع الفنادق سواء من خلال شركة عمران المملوكة للدولة، أو شركة أساس، وبعض المؤسسات الخاصة والأفراد ممن يمتلكون بعضا من هذه الفنادق.
وهناك العديد من المهن التي نأمل أن نرى فيها كفاءات وطنية تعمل على إدارتها، خاصة منصب المدير العام (لسلاسل الفنادق الوطنية التى تمتلكها الدولة أو شركات محلية)، ووظائف خدمة الضيوف والتسويق والإعلام والمبيعات، وهذه بالطبع أمثلة بسيطة؛ حيث تتنوع المهن وتعدد في هذا القطاع الخدمي المهم، ولدينا ما لا يقل عن 13 ألف فرصة عمل يشغلها العديد من الوافدين، والمطلوب إعداد برنامج إحلال وتعمين منظم لتوفير على الأقل 6 آلاف وظيفة كمرحلة أولية، بالتنسيق مع المؤسسات الأكاديمية التى بإمكانها رفد هذا القطاع بالكوادر الشبابية الوطنية؛ ومنها على سبيل المثال وليس الحصر كلية عمان للسياحة، وكلية الأداب والعلوم الاجتماعية (قسم السياحة) بجامعة السلطان قابوس، والمعهد الوطني للضيافة.
يجب أن تتكاتف الجهود وتبدأ بتعمين الوظائف القيادية أولا، والتي إذا تم إنجازها سيتحق لنا التباهي بها، ونعلن للملأ أننا أنجزنا وحقققنا فعلا سبقا إيجابيا فى التعمين بسبب جائحة كورونا.
هناك مثل شعبي دارج يطلق في هذه المواقف، موضحا أهميه المواطن في وطنه؛ حيث يقول المثل "لا يحك ظهرك إلا ظفرك"، فالبقاء في النهاية للمواطن الذي أخذ على عاتقه خدمة وطنه مهما كانت الأوضاع وتحمل على عاتقه مهاما جساما في أحلك الأوقات وأصعبها.