الحرب بين أذربيجان وأرمينيا تستعر.. وأعداد قتلى المعارك في ارتفاع

...
...

يريفان- رويترز

أعلن إقليم ناجورنو قرة باغ الانفصالي في أذربيجان اليوم الاثنين مقتل 28 آخرين من جنوده في اشتباكات مع القوات الأذربيجانية، ليرتفع بذلك إجمالي عدد قتلاه إلى 59.

وتبادلت القوات الأرمينية والأذربيجانية إطلاق النار بكثافة لليوم الثاني على التوالي اليوم الاثنين في الإقليم، ويتهم كل طرف الآخر باستخدام المدفعية الثقيلة.

واتهمت أرمينيا تركيا بتقديم دعم عسكري مباشر لأذربيجان وسط تصاعد للاشتباكات بين الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين بسبب إقليم ناجورنو قرة باغ. وقالت وزارة الخارجية الأرمينية في بيان إن تركيا لها "وجود مباشر على الأرض". وأضافت أن خبراء عسكريين من تركيا "يقاتلون جنبا إلى جنب" مع أذربيجان التي قالت يريفان إنها تستخدم أيضا أسلحة تركية من بينها طائرات مسيرة وحربية.

بينما قالت تركيا إنه يجب على أرمينيا إنهاء احتلالها لأراضي أذربيجان وإعادة "المرتزقة والإرهابيين" الذين جلبتهم من الخارج وذلك من أجل استقرار إقليم ناجورنو قرة باغ، حيث تدور اشتباكات بين قوات أرمينية وأذربيجانية. وقال وزير الدفاع التركي خلوص أكار "يجب أن توقف أرمينيا هجماتها على الفور وتعيد المرتزقة والإرهابيين الذين أتت بهم من الخارج وتنسحب من أراضي أذربيجان"، مضيفا أن من الضروري وقف إطلاق النار وإحلال السلام. وقالت تركيا إنها ستساند أذربيجان في الاشتباكات العنيفة الدائرة لليوم الثاني والتي ذكرت تقارير أنها أسفرت عن مقتل العشرات وإصابة المئات. وقالت أرمينيا إن تركيا تشارك في الاشتباكات، لكن أذربيجان نفت ذلك.

وتبادلت قوات أرمينيا وأذربيجان إطلاق النار بكثافة لليوم الثاني صباح اليوم الاثنين بسبب إقليم ناجورنو قرة باغ وتبادل الجانبان الاتهامات باستخدام المدفعية الثقيلة بينما وردت تقارير عن مقتل 21 على الأقل وإصابة المئات.

والقتال هو الأشرس منذ عام 2016 وجدد المخاوف بشأن الاستقرار في منطقة جنوب القوقاز وهي ممر لخطوط الأنابيب التي تنقل النفط والغاز لأسواق عالمية. ونشبت اشتباكات بين الحين والآخر على مدى عقود بين الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين بسبب إقليم ناجورنو قرة باغ المنشق الذي يقع في أذربيجان لكن يديره الأرمن.

وأعلن رئيس أذربيجان إلهام علييف التعبئة العسكرية الجزئية. وقال وزير خارجية أذربيجان اليوم الاثنين إن ستة مدنيين قُتلوا وأصيب 19 منذ اندلاع الاشتباكات مع القوات الأرمينية. ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن ممثل لوزارة الدفاع الأرمينية قوله إن مئتي أرميني أصيبوا.

وأعلن الإقليم الانفصالي مقتل 15 جنديا من قواته. كان ناجورنو قرة باغ قد ذكر أمس الأحد أن 16 من جنوده قتلوا وأصيب ما يربو على مئة بعد أن شنت أذربيجان هجوما جويا ومدفعيا. وقال الإقليم إنه استعاد السيطرة على بعض الأراضي التي كان قد خسرها أمس الأحد وإن أذربيجان تستخدم المدفعية الثقيلة في القصف.

وذكرت وزارة الدفاع في أذربيجان أن القوات الأرمينية قصفت بلدة ترتر. وحثت الصين وروسيا الجانبين على ضبط النفس.

وحفزت الاشتباكات جهودا دبلوماسية لخفض التوتر في الصراع الذي يعود لعقود بين أرمينيا ذات الأغلبية المسيحية وأذربيجان ذات الأغلبية المسلمة. ودعت روسيا إلى وقف فوري لإطلاق النار بينما قالت تركيا إنها ستساند أذربيجان حليفتها التقليدية.

ونقلت وكالة إنترفاكس عن سفير أرمينيا لدى روسيا قوله إن تركيا نقلت نحو أربعة آلاف مقاتل من شمال سوريا إلى أذربيجان. ونفت باكو هذا الاتهام.

وندد برلمان أرمينيا اليوم الاثنين بما وصفه بأنه "هجوم عسكري شامل" من أذربيجان على ناجورنو قرة باغ وقال إن تدخل تركيا في الأزمة يهدد بزعزعة استقرار المنطقة.

وبموجب القانون الدولي، يعد إقليم ناجورنو قرة باغ جزءا من أذربيجان لكن الأرمن الذين يشكلون الأغلبية العظمى من سكانه يرفضون حكم باكو.

ويدير الإقليم شؤونه الخاصة بدعم من أرمينيا منذ انشقاقه عن أذربيجان خلال صراع نشب لدى انهيار الاتحاد السوفيتي في 1991. وعلى الرغم من الاتفاق على وقف إطلاق النار في 1994 بعد مقتل الآلاف ونزوح أعداد أكبر، إلا أن الدولتين تتبادلان بشكل متكرر الاتهامات بشن هجمات حول ناجورنو قرة باغ وعلى الحدود بينهما.

وتمر خطوط أنابيب تنقل النفط والغاز الطبيعي من بحر قزوين من أذربيجان إلى الأسواق العالمية قرب ناجورنو قرة باغ. وقتل مئتا شخص على الأقل في تصاعد للصراع بين أرمينيا وأذربيجان في أبريل نيسان 2016. وقتل 16 على الأقل في اشتباكات في يوليو.

تعليق عبر الفيس بوك