واسيني الأعرج يشيد بالسياسات الخارجية للسلطنة: عُمان رؤية تبصرية محايدة

مسقط - الرؤية

أشادَ الكاتبُ الكبيرُ واسيني الأعرج بمواقف السلطنة على المستوى الدولي؛ في إطار حديثه عن مآلات الشرق الأوسط، والدور الذي يمكن أن يسهم به الحياد العماني في خضم سعيها للسلام.. وقال: "هذه الرؤية التبصرية تمثل ضوءا في آخر النفق، ونأمل للنموذج العماني أن يتوسع في مساحته سياسياً وإنسانيًّا".

جاء ذلك خلال استضافته في برنامج "كتاب مفتوح" الذي يعده ويقدّمه الشاعران عبدالرزاق الربيعي، ووسام العاني، برعاية مركز حدائق الفكر للثقافة والخدمات، بالجزء الثاني من "محطات وصفحات من مشوار العربي الأخير". وكشف الأعرج عن سعادته بصداقات عميقة مع مثقفين عمانيين خلال زيارته السلطنة والالتقاء بشعبها الطيب، واعتبر دار الأوبرا السلطانية واحدة من أهم المراكز الثقافية والفنية في العالم. وأضاف: "لم يكن في ذهني، وأنا أكتب رواية "حكاية العربي الأخير"، فضح الأفكار التي يستند إليها الغرب الاستعماري، هذا الغرب الحديث الذي يعيد تنشيط نفسه، وإنما أخذت الفكرة من خلال تأمل، وتبصُّر، ومن خلال عمل أرشيفي أيضا، فبدأت أشتغل على ما ينتظرنا نحن العرب مستقبلا، ذلك أننا نعيش مرحلة معقّدة، وصعبة جدا تحتاج إلى قوة داخلية، وروحية، وتبصّرية، حتى نستطيع تجاوز هذه المطبّات الخطيرة، ويمكن ملاحظة مخاطرها مما يحدث في بلداننا العربية من تفكّك، وتشظٍّ، خذ مثلاً ما تبقّى من العراق، وسوريا، وكلّ الدول العربية التي كان لها دور في السؤال التاريخي حول الانتقال من حالة التخلف إلى حالة التقدم، أو على الأقل حالة تسمح لها بالاستمرار تاريخيًّا".

وعلى مدى أكثر من ساعتين ونصف الساعة من الحوار الحي والمباشر، عبر "يوتيوب"، ومواقع التواصل الاجتماعي، قدَّم الكاتب طروحاته، وأفكاره في كثير من القضايا الفكرية المعاصرة، متناولا واقع العالم العربي، والتحدّيات التي تستهدف وجوده إنسانيًّا، وثقافيًّا، مؤكّدا انتصاره على الحقد والضغينة داخله كجزائري فقد والده على يد المستعمر الفرنسي، فيما يقيم حاليا في فرنسا، ويكتب في لغتها، ذلك أنّ "الضغينة قنبلة موقوتة إذا تُركت تتربّى داخل الإنسان، فإنّها ستنفجر فيه أولاً قبل أن تنفجر في الآخرين؛ لذا يجب أن يكون للإنسان زمن للحرب وزمن للسلم"، كما قال. مضيفاً: "إنّ الأجيال التي حاربت والدي مضت ولم تعد موجودة، وللعربي ثقافة تسمح له بالتفريق بين الآخرين، من جنرالات كانوا يستعبدون الجزائر، وبين الشخصيات الثقافية الفرنسية، وكثير منها كان يقف مع الثورة الجزائرية".

وحول النظرة التشاؤمية التي طبعت رواية "حكاية العربي الأخير"، ذكر الكاتب واسيني الأعرج أنه استلم الكثير من التعليقات حول النظرة التشاؤمية، أو غير المتفائلة للرواية، لكنه يرى أن تفاؤل الكاتب يجب ألا يكون كذباً، وتزويراً للحقائق، فدور الكاتب أن يعرض اللوحة كما هي لأنه يثق في قدرة القُرّاء، وفي الناس الذين يجادلهم. وأكّد بأننا نحتاج إلى فهم شرقيّتنا في هذا العصر لنستطيع الانتقال من وضع صعب إلى وضع جيد.

تعليق عبر الفيس بوك