"حرائق الغابات".. ترامب يعاقب الناخبين في الغرب الأمريكي على عدم التصويت لصالحه

4 مليارات دولار خسائر كوارث المناخ في أمريكا خلال أغسطس

وزير العمل الأمريكي السابق: ترامب الرئيس الأشد عداء للبيئة في التاريخ

ترجمة - رنا عبدالحكيم

يرزح غرب الولايات المتحدة تحت وطأة حرائق الغابات، خاصة في ولايات كاليفورنيا وأوريجون وواشنطن؛ ما أدى لتفحُّم المنازل ومقتل العشرات، وتضرر آلاف السكان هناك، فضلا عن إجلاء مئات الآلاف، مع اتساع رقعة الحرائق والتهامها بلدات بأكملها، والقضاء على ملايين الفدادين الزراعية، فيما تتصاعد أعمدة الدخان لتملأ سماء الغرب الأمريكي بأسره.

وفي مقال بقلم روبرت رايش وزير العمل الأمريكي الأسبق، نشرته صحيفة ذا جاريان البريطانية، قال رايش إنَّه وعلى الرغم من ذلك لم يتخذ الرئيس دونالد ترامب أي خطوة لمواجهة هذه الخسائر الفادحة. وقبل شهر، أراد ترامب حماية الأرواح في ولايتي أوريجون وكاليفورنيا من "مثيري الشغب واللصوص"، فأرسل القوات الفيدرالية إلى شوارع بورتلاند وهدد بإرسالهم إلى أوكلاند ولوس أنجلوس اللتين كانتا تشهدان مظاهرات غضب.

وهناك سبب واحد لتجاهل ترامب لهذه الولايات، وهو أنَّها صوَّتت ضده في انتخابات عام 2016، ويبدو أنه لا يزال يحمل ضغينة لهم في نفسه. والبعض يقول إنه سيرفض طلب كاليفورنيا للحصول على تمويل طارئ، فقد قال مايلز تايلور رئيس الأركان السابق لوزارة الأمن الداخلي: "أخبرنا (ترامب) أن نتوقف عن تقديم الأموال للأشخاص الذين احترقت منازلهم، فقد كان مُحمَّلا بأطنان من الغضب والكراهية لأن الناخبين في ولاية كاليفورنيا لم يدعموه".

وثمَّة تفسير آخر لصمت ترامب، يتمثل في أن حرائق الغابات مرتبطة بالتغير المناخي الذي يسببه الإنسان، بينما اتخذ ترامب كل ما في وسعه لعدم مجابهته.

وتنتشرُ كوارث الطقس القاسي في جميع أنحاء أمريكا، ففي يوم الأربعاء الماضي، أصدرت الإدارة الوطنية لعلوم المحيطات والغلاف الجوي تقريرها الأخير عن حالة المناخ، ووجدت أنه في أغسطس فقط تعرضت الولايات المتحدة لكوارث بلغت قيمتها 4 مليارات دولار، فإضافة إلى حرائق الغابات، هب إعصاران هائلان على الغرب الأوسط الأمريكي.

وهذه حقائق مزعجة لرئيس قضى معظم فترة رئاسته في تفكيك كل سياسة مناخية وبيئية رئيسية. وبدءًا من قراره الأحادي بالانسحاب من اتفاقية باريس للتغير المناخي، كان ترامب أكثر الرؤساء معاداة للبيئة في التاريخ.

فقد وصف ترامب تغير المناخ بأنه "خدعة"، وادعى، دون دليل، أن طواحين الهواء تسبب السرطان، وأضعف حدود "عهد أوباما" فيما يتعلق بثاني أكسيد الكربون الناتج عن الاحتباس الحراري من محطات توليد الكهرباء ومن السيارات والشاحنات. كما تراجع عن تطبيق القواعد التي تحكم الهواء النظيف والماء والمواد الكيميائية السامة، وفتح المزيد من الأراضي العامة للتنقيب عن النفط والغاز.

واستهدفَ ترامب ولاية كاليفورنيا على وجه الخصوص، حيث ألغى سلطة الولاية في وضع معايير أكثر صرامة لانبعاثات السيارات من تلك التي تتطلبها الحكومة الفيدرالية.

وإجمالاً.. عكست إدارة ترامب أو ألغت ما يقرب من 70 من القواعد واللوائح البيئية أو أكثر من 30 تعديلا ما زالت قيد البحث.

والآن، قبل 7 أسابيع من يوم الانتخابات، مع اشتعال معظم أنحاء أمريكا أو معاناتها من عواقب أخرى لتغير المناخ، يدافع ترامب بلا خجل عن سجله ويهاجم جو بايدن منافسه في الانتخابات الرئاسية.

ومع ذلك، فإنَّ الأمريكيين أمامهم خيار واضح في غضون أسابيع قليلة؛ وذلك عندما يقرِّرون ما إذا كان ترامب يستحق أربع سنوات أخرى؛ حيث سيكون تغير المناخ أحد معايير التصويت.

ولا ينبغي أن يكون الاختيار صعبًا؛ فعلى غرار فيروس كورونا، فإنَّ العواقب الوخيمة لتغير المناخ تقدم دليلًا لا لبس فيه على أنه لا يهتم كثيرًا بالصالح العام.

تعليق عبر الفيس بوك