كيف يحلق المعلم في عالم الفضاء الإلكتروني؟

 

مريم الشيزاوية

باحثة دكتوراه في تكنولوجيا التعليم

 

يشهد العصر الحالي تطورًا تكنولوجيًا وثورة معلوماتية في شتى الميادين، وأصبح لزامًا علينا إعداد أنفسنا لمُواجهة التغيرات الناتجة عنه، لاسيما في مجال التعليم الذي أدى إلى ظهور العديد من المدارس الإلكترونية والفصول الافتراضية والتعليم عن بعد والتعليم المدمج، وكلها تعتمد على توظيف التقنيات الحديثة في العملية التعليمية، التي لعبت دور المرشد للمعلم ويسرت عليه تقديم المحتوى العلمي بشكل سهل لطلابه، وفي الوقت الحالي وفي ظل ما نشهده من تحديات فرضت علينا حتمية استخدام التعليم الإلكتروني في منصات التعليم عن بُعد، ومع هذا التحول الإلكتروني لابد للمعلمين أن يكونوا قادرين على التعامل الجيِّد في الفضاء الإلكتروني، وهناك عدد من المرتكزات التي ينبغي أن يعمل بها كل معلم لتكون انطلاقته وفق أسس ثابتة تعود بالنفع له ولطلابه، وهي:

  1.  تعد " البنية التحتية" من دعائم التعليم الإلكتروني ومرتكزه الأساسي، بما تحويه من إمكانات مادية وتجهيزات مكانية تشكل نقطة انطلاقة في عالم التعليم الرقمي، وأنت كمعلم في الدروس التقليدية (المباشرة) تكون قد قطعت شوطًا كبيرًا في طريق النجاح، وما تحتاج له الآن هو تعديل مسارك في التعليم واستخدام الوسط الافتراضي أو الرقمي وما يتمتع به من مزايا، ولا يتأتى ذلك إلا بالتأكد من الأدوات المتوفرة لدى مؤسستك التعليمية حتى تستفيد منها.

 

  1.  إن التخطيط الجيد هو سر نجاح التعليم الإلكتروني، وإن ما يُساعد المعلم على تحقيق الأهداف التعليمية لكل مادة في الوقت المحدد وبطريقة فعّالة هي الإجابة عن التساؤلات التالية (لماذا يعلم – ماذا سيعلم – كيف سيعلم – متى سيعلم) التي من خلالها سيكون قادرًا على مواجهة المواقف التعليمية والتغلب عليها، كما أنها تكون عونًا له في تقديم ما يتناسب مع مصلحة الطلبة، وهو الحال في الوسط الافتراضي لابد من التخطيط الجيد وتقسيم الوقت بين (التدريس المباشر – الأنشطة التفاعلية – حلقات النقاش).

 

  1. بقاء الطلبة مُتفاعلين طوال فترة تقديم المحتوى، وهذا يُعد تحديًا فليس الغاية جذب الانتباه والتشويق في البداية، بل إنشاء بيئة تعليمية محفزة يكون الطالب فيها شريكا ومساهما ومتفاعلا.

 

  1. تقديم المحتوى في قالب ذي أنماط تعليمية متنوعة لتراعي (تفريد التعليم) للطلبة، فالبعض ذي نمط بصري تجذبه الرسومات البصرية أكثر من الكلمات المألوفة المجردة، بينما آخر نمطه سمعي يركز انتباهه فيما يسمع.

 

  1. استخدم ما يفيدك ويحقق غرضك وتستطيع أن تقدم محتواك العلمي بشكل إبداعي رقمي، ومستثمر في ذلك الوقت المخصص لك في تقديم المحتوى المُفيد الميسر الذي يحقق أهدافك ويحافظ على تركيز طلابك .

تعليق عبر الفيس بوك