"فورين أفريز": توقعات بإلغاء "مُضاعف" للوظائف النسائية

"كورونا" يؤجج هواجس عدم المساواة.. وارتفاع "مُقلق" في مؤشرات العنف ضد المرأة

◄ الأزمة تحرم 49 مليون امرأة من وسائل منع الحمل.. وتتسبب في 15 مليون حالة حمل إضافية غير مخطط لها

ترجمة- رنا عبدالحكيم

رَصَدتْ مجلة "فورين أفريز" الأمريكية مَسَارات تطوُّر فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، كمسبِّبٍ لمرضٍ بدأ غامضًا، ثم سُرعان ما تسبَّب في إغلاق اقتصاديات بلدان ودول في محاولة لتحجيم انتشاره والتقليل من حجم تداعياته السلبية، التي تسببت -رغم ذلك- في ركود عالمي واضح.

المجلة حاولتْ السير بعيدًا عن المألوف في رحلة تطوُّر الفيروس التاجي؛ متوقفة قليلًا عند شهر أبريل الماضي، حيث كان العالم في ذروة المواجهة مع "كورونا" بينما الأمم المتحدة تحذر من بُعدٍ آخر لحالة طوارئ أسمتها بـ"جائحة الظل"، قاصدةً العنف ضد النساء "المستعر خلف الأبواب المغلقة".

"فورين أفريز" قالت بأنَّ التاريخ يعلمنا أن تفشي الأمراض يتسم بإمكانية التنبؤ القاتمة؛ فهي تُصيب المجتمعات، وتكشف وتستغل قوى التهميش الحالية، وتبحث عن خطوط الصدع بين الجنسين والعرق والطائفة والطبقة"، مدللة بذلك على أنه "ليس من قبيل المصادفة -على سبيل المثال- أن يموت الأمريكيون السود في الولايات المتحدة بمعدلات غير متناسبة. أو أنه رغم وفاة المزيد من الرجال بسبب "كوفيد 19"، فإن الآثار الأوسع لهذه الأزمة تهدِّد بالتأثير بشكل غير متناسب على حياة النساء وسبل عيشهن".

ومضت المجلة في ذات الاتجاه مُركِّزة على عددٍ من الأحداث التي جرتْ على أرض الواقع خلال فترة تفشي الجائحة؛ حيث "هناك نساء في مرحلة المخاض تمَّ إبعادهن عن المستشفيات المثقلة بالأعباء، وعاملات منازل لن يتم تعويضهن عن الدخل المفقود من خلال التمويل التحفيزي؛ ومراهقات لم يستطعن ​​مواصلة تعليمهن عبر الإنترنت؛ لأن مجتمعاتهن تستاء عند رؤية هاتف في يد امرأة".. مُعقِبةً بأنه "في حال تجاهل الطرق التي يؤثر بها "كوفيد 19" وآثاره بشكل مختلف على الرجال والنساء، فإنهم يخاطرون بإطالة أمد الأزمة وإبطاء التعافي الاقتصادي".. ناصحةً باستخدام حالة الطوارئ الحالية كفرصة لاستبدال الأنظمة القديمة بأنظمة جديدة وأفضل، يمكن للبلدان إعادة بناء أكثر ازدهارًا وأكثر استعدادًا ومساواة.

واستعادت "فورين أفريز" واقعة فيروس "إيبولا"، كمثال للتدليل على ما ذهبت إليه، فقالت: "بانتهاء أزمة فيروس إيبولا، كان عدد القتلى الصامت من النساء والأطفال أعلى من الرقم الرسمي: 3589 شخصًا في سيراليون لقوا حتفهم بسبب فيروس إيبولا نفسه. وكان عدد المواليد والأمهات الإضافيين الذين ماتوا أثناء الولادة في مكان ما بين 3593 و4936.

"هذا ما تفعله الأوبئة، فهي لا تطغى على أجهزة المناعة فحسب، بل تطغى أيضًا على الأنظمة الصحية، ولأنَّ أجزاء تلك الأنظمة المخصصة لرعاية النساء غالبًا ما تكون أكثر هشاشة ونقصًا في التمويل، فإنها تنهار أولاً وأسرع".. نتيجة توصلت إليها المجلة، قبل أن تدق ناقوساً بأن "الوقت لا يزال فيه متسع لتجنب مثل هذه النتيجة مع كورونا".

وتشير تقديرات إلى أنَّ "كوفيد 19" سيؤدي لعدم وجود وسائل منع الحمل لـ49 مليون امرأة إضافية؛ مما يؤدي إلى 15 مليون حالة حمل إضافية غير مُخطَّط لها. وقالت "فورين أفريز" إنَّ جزءًا من المسؤولية عن معالجة هذا الأمر يقع على عاتق المجتمع الدولي، حيث تقوم مجموعة صغيرة من البلدان بتصنيع معظم المكونات الأساسية النشطة لوسائل منع الحمل العامة، ومنذ ظهور الوباء، قاموا بتخزين هذه المكونات، رغم عدم وجود دليل على أنها تنقصها.. "إنها سياسة تجارية قاسية - وسياسة لا معنى لها".

المجلة تطرقت كذلك إلى نقطة أخرى أوجزتها في "تصميم معدات للوقاية الشخصية تم تسليمها إلى المستشفيات والعيادات للرجال، رغم أن 70 بالمائة من العاملين الصحيين في جميع أنحاء العالم هم من الإناث"، قبل أن تقول إنه "يجب على المصنّعين التأكد من أنهم يصنعون معدات الوقاية الشخصية الكافية التي تناسب الأشخاص الذين يحتاجون استخدامها، ويجب أن تتأكد الأنظمة الصحية من أنهم يشترون ما يكفي".

وعلى ما يبدو أن "كوفيد 19" -بحسب ما ذهبت إليه "فورين أفريز"- يؤثر أيضًا على سبل عيش النساء بشكل كبير أكثر من الرجال؛ حيث تشير التقديرات الأولية إلى أنه في جميع أنحاء العالم، من المرجح أن يتم إلغاء وظائف النساء بمقدار 1.8 مرة في هذا الركود، مقارنة بالوظائف التي يشغلها الرجال. والأكثر من ذلك، أنه ومع تبخر عمل المرأة، فإن عملها غير مدفوع الأجر في رعاية الأطفال وأفراد الأسرة يتزايد بشكل كبير.

واختتمت المجلة الأمريكية بتوجيه تحذيرها من أنه "إذا أوقَف الوباء التقدم نحو المساواة بين الجنسين، فستكون هناك خسائر كارثية تقدر تكلفتها بالتريليونات".

تعليق عبر الفيس بوك