لبنان يستعد لترشيح رئيس وزراء جديد قبيل زيارة ماكرون

بيروت - رويترز

من المنتظر تكليف مصطفى أديب سفير لبنان لدى ألمانيا رئيسا للوزراء اليوم الاثنين قبيل زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي سيضغط من أجل تنفيذ إصلاحات طال انتظارها لإخراج البلاد من أزمة كبيرة.

ويقود ماكرون جهودا دولية للضغط على القادة اللبنانيين المنقسمين للتعامل مع الأزمة المالية التي دمرت الاقتصاد حتى قبل انفجار الرابع من أغسطس الذي أودى بحياة 190 شخصا.

وبرز اسم أديب لمنصب رئيس الوزراء بعد أن رشحه رؤساء وزراء سابقون من بينهم سعد الحريري الذي يقود أكبر حزب سياسي سني. ويجب أن يذهب منصب رئيس الوزراء لمسلم سني.

كان تيار المستقبل بزعامة الحريري وحزب الله الشيعي القوي المدعوم من إيران والحزب التقدمي الاشتراكي بقيادة السياسي الدرزي وليد جنبلاط من بين أوائل من رشحوا أديب في المشاورات الرسمية التي استضافها الرئيس ميشال عون اليوم الاثنين.

وعلى عون، وهو مسيحي ماروني، تكليف المرشح الذي يحظى بأكبر قدر من التأييد بين النواب. وأديب في طريقه على ما يبدو للحصول على أغلبية ساحقة.

وقال مسؤولون لبنانيون كبار إن ماكرون ضغط على القادة اللبنانيين للاتفاق على مرشح خلال الثماني والأربعين ساعة التي سبقت التوافق على أديب. وفي الأسبوع الماضي وصل القادة اللبنانيون إلى طريق مسدود بشأن اختيار رئيس الوزراء.

ومن المقرر أن يصل ماكرون إلى لبنان في وقت متأخر اليوم الاثنين وسيجتمع مع الساسة غدا الثلاثاء.

ودعا الحريري، عقب لقائه مع الرئيس اللبناني اليوم الاثنين، إلى سرعة تشكيل حكومة من الوزراء المتخصصين.

وأديب حاصل على درجة الدكتوراه في القانون والعلوم السياسية وسبق له العمل مستشارا لرئيس الوزراء الأسبق ميقاتي. ويعمل سفيرا في ألمانيا منذ 2013.

وقال مصدر سياسي شيعي رفيع لرويترز إن الحزبين الشيعيين المهيمنين في لبنان، حزب الله المدعوم من إيران وحركة أمل بقيادة رئيس مجلس النواب نبيه بري، سيسميان أديب أيضا رئيسا للحكومة خلال المشاورات النيابية.

وقال جبران باسيل زعيم التيار الوطني الحر، حليف حزب الله، إن التيار سيرشح أديب رئيسا للوزراء. وباسيل صهر عون الذي أسس التيار الوطني الحر.

وستبدأ عملية تشكيل الحكومة الجديدة بمجرد الترشيح. ستواصل حكومة دياب تصريف الأعمال لحين الاتفاق على حكومة جديدة.

وأدت الأزمة المالية في لبنان إلى خسارة العملة ما يصل إلى 80 بالمئة من قيمتها منذ أكتوبر وعجز أصحاب الودائع عن السحب من مدخراتهم في نظام مصرفي مصاب بالشلل. كما ارتفعت معدلات الفقر والبطالة.

وسعيا لتأمين دعم مالي يقيله من عثرته، بدأ لبنان محادثات مع صندوق النقد الدولي في مايو أيار بعد تخلفه عن سداد ديونه الضخمة. لكن هذه المحادثات تعثرت وسط انقسامات على الجانب اللبناني بشأن حجم خسائر النظام المالي.

تعليق عبر الفيس بوك