نظريات التعلم وأساليب التدريس الحديثة (1)

 

مريـم الشـيزاوية **

** اختصاصية معلومات وباحثة دكتوراه في تكنولوجيا التعليم

 

إنَّ الإنسان غالبًا ما يدفعه حب التعلم إلى مُحاولة أن يتعلم كيف يتعلم، ومنذ سنوات بدأ المتخصصون يفسرون ويضعون بعض التساؤلات والأفكار حول طبيعة عملية التعلم، مما ولدّ مجموعة من المبادئ والآراء حول نظريات التعلم مُعلنةً بذلك ولادة جديدة في النظام التربوي من شأنها تطوير الأساليب والطرائق التي كانت سائدة قبل ذلك.

لكن لا يُمكن لأي أسلوب نظام تعلم أن يأخذ طريقه للتطبيق المدرسي إلا بعد فترة من التدريب، وهكذا الحال مع نظريات التعلم، حيث إنَّ الأفراد كانوا يتعلمون عن طريق الخبرة مُعتقدين أنها الوسيلة الأساسية لتعلم أمور الحياة كافة، فالآباء يعلمون أبناءهم وأصحاب التجارة والحرف يعلمون الصنّاع، والحال ذاته في المدارس فكان المعلم يعلم تلاميذه بالطريقة التي تعلم هو بها (طريقة التلقين) مستعملاً أساليب العقاب دون أدنى حاجة لنظريات التعلم في ذلك الوقت.

ومع مرور الزمن تطورت المدارس وبات ينظر لها على أنَّها مؤسسة أنشئت لتعنى بأمور التربية والتعليم الإجباري في كثير من المُجتمعات، مما أدى إلى ظهور العديد من المُشكلات التربوية، فبدأ المعلمون يحاولون إيجاد طرائق وحلول لتلك المشكلات التي أثرت على نتاج التعلم بعد أن تيقنوا أن التعلم في المدرسة ليس بمستوى الكفاية المطلوبة.

وساعد ظهور الدراسات والأبحاث في مجال علم النفس والتربية في محاولة تفسير العديد من التساؤلات فيما يخص عملية التعلم في المدرسة، وقد وجد رجال التربية أنَّ نتاج ونمو مدارس علم النفس هو العون والداعم لحل تلك المشكلات؛ حيث إنَّ لكل مدرسة مجموعة من الأساليب والتطبيقات التربوية التي يمكن الاستفادة منها في تطوير عملية التعلم.

وعند تطبيق المُعلمين لنظريات التعلم واستعمالهم لها في الصف الدراسي وجدوا أنها تقوم بدور الأداة أو الوسيلة في عملية التعلم مع استعمال الأفكار والمبادئ والأسس التي ترتكز عليها للتحكم في مدى فاعليتها في النظام التربوي.

وسعت نظريات التعلم في بداية الألفية الثالثة إلى رسم مسار واضح لأساليب التدريس الفاعلة مواكبة بذلك ظهور العديد من التطبيقات والبرمجيات كالمدونات وخدمات مشاركة الوسائط مما كان له الأثر الكبير في ظهور مفهوم الجيل الثاني للويب : web 2.0.

تعليق عبر الفيس بوك