التأكيد العلمي سيؤثر على اللقاحات الحالية

لأول مرة على الإطلاق .. إثبات إصابة شخص بكورونا مرة ثانية

الرؤية - نجلاء عبدالعال

قال باحثون في الصين إن رجلاً يبلغ من العمر 33 عامًا يعيش في هونج كونج أصبح أول شخص تتأكد إصابته بفيروس كورونا في مرتين منفصلتين، وبفارق بين الإصابتين وصل إلى 4 أشهر ونصف الشهر.

وقالت الدكتورة سيلين جوندر إخصائية الأمراض المعدية بكلية الطب جامعة نيويورك إن هذا التأكيد هو أول دليل علمي على أن بعض الأشخاص -على الأقل- يمكن أن يصابوا أكثر من مرة بفيروس كورونا، مشيرة إلى أنه حتى الآن لا يمكن معرفة مدى شيوع إمكانية الإصابة مرتين، لكنه الآن أصبح علميا وارد الحدوث.

وأطلق علماء هونج كونج على هذه الحالة "أول حالة موثقة على الإطلاق" لإعادة الإصابة بفيروس كورونا، لكن العلماء في جميع أنحاء العالم يقولون إن هناك حاجة لمزيد من البحث قبل التوصل إلى هذا الاستنتاج.

وأشارت ماريا فان كيركوف من منظمة الصحة العالمية إلى أن هناك حاجة إلى التريث قبل القفز إلى أية استنتاجات، وقالت إنه حتى لو كانت هذه هي أول حالة موثقة لإعادة الإصابة، فإنه من المبكر التأكيد على أن الإصابة بالفيروس ممكنة أكثر من مرة رغم أن هذا وارد.

وكانت دراستان أجريتا الشهر الماضي في بريطانيا وإسبانيا قد خرجتا بأنه من الممكن لمصابي كوفيد 19 أن تتضاءل مناعتهم في غضون أشهر، مما يعني أن الأجسام المضادة التي تمثل ذاكرة الجهاز المناعي يمكنها أن تضعف خلال شهر أو شهرين مما يجعلها لا تتعرف على الفيروس الذي سبق لها مقاومته.

ويشرح ويليام هاسيلتين الأستاذ السابق بجامعة هارفرد هذه النقطة موضحا أن الجسم "ينسى" أنه أصيب في وقت مضى بفيروس ما ولذلك يعاود الإصابة مرة أخرى، وضرب مثلا بفيروس الأنفلونزا الذي يصاب به البعض كل عام.

يذكر أن بعض الأطباء والمرضى قد أبلغوا عن حالات تعافت من فيروس كورونا وأصيبت به مرة أخرى، لكن بعض الفحوصات تعطى قراءات إيجابية بالخطأ لذلك ففي كثير من هذه الحالات لم يتمكن العلماء من إثبات أنها إصابة للمرة الثانية.

ويعتقد الدكتور كلاي أكليرلي الطبيب الباطني في واشنطن أن أحد مرضاه أصيب بالفعل بالفيروس مرتين لكن رغم إعلانه عن ذلك إلا أنه فشل في إثباته، مؤكدا أن تحاليل المريض بعد تعافيه جاءت سلبية للفيروس مرتين، وبعد فترة أصيب أحد أقارب المريض المتعافي بكورونا فالتقط الشخص المتعافي العدوى مرة أخرى.

وللتأكد من صحة النتيجة بأنه من الممكن الإصابة بالفيروس مرتين فقد أجرى علماء هونج كونج اختبارات للآثار المتبقية في الجسم بعد التعافي وليس فقط ما يطلق عليه "البصمة الجينية للفيروس"، وبينت التحاليل اختلافا بين نتائج التحليل في المرتين مما يعني أن المريض أصيب في مرتين منفصلتين.

أما عن مردود ذلك على اللقاح المنتظر ضد كورونا فتقول دكتورة سيلين جوندر إنه حتى الآن لا يعرف ما الذي ستعنيه إمكانية عودة الإصابة للمتعافين بالنسبة للقاح، وما إذا كان سيتحتم أخذ اللقاح أكثر من مرة لتجنب العدوى، لكنها أكدت على وجود تأثير على آلية تركيب اللقاح وكيفية دراسة هذا اللقاح وآثاره.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة