بمناسبة الذكرى الـ74 ليوم الاستقلال الهندي

السفير الهندي لدى السلطنة: عُمان دولة صديقة وشريكة موثوق بها

مسقط- الرؤية

أكد سعادة منو مهاور سفير جمهورية الهند لدى السلطنة أنَّ سلطنة عُمان دولة صديقة مقربة وشريكة موثوق بها للهند، وأن الشراكة الإستراتيجية النابضة بين البلدين تستند على القيم والمصالح المشتركة والتقارب في المناهج.

وقال في كلمة الذكرى الرابعة والسبعين ليوم الاستقلال الهندي: "أتقدم بأحر التهاني والتمنيات القلبية لجميع أفراد الجالية الهندية المقيمة في سلطنة عمان؛ ونيابة عن الحكومة الهندية والشعب الهندي بما في ذلك الجالية الهندية في سلطنة عُمان أتقدم بأطيب التمنيات وأحرى التبريكات إلى المقام السامي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم-حفظه الله- وحكومة سلطنة عُمان والشعب العماني متمنياً دوام السلام والتقدم والازدهار لسلطنة عُمان".

وأضاف أنَّ العالم الآن في ظل جائحة كوفيد-19 لا يمكنه مواجهة التحديات بهذا الحجم بشكل فعال إلا من خلال العمل العالمي المتضافر، مشيراً إلى أن الهند تؤمن بفلسفة Vasudhaiva Kutumbakam –  وهو ما يعني "العالم بأكمله عائلة واحدة". وتابع قائلا: "قدمنا دائمًا دعمنا لأصدقائنا وشركائنا في الزلازل أو الأعاصير أو أية حالة أزمة طبيعية أو من صنع الإنسان، وتميزت استجابتنا بالسرعة والتضامن، وفي هذه المعركة ضد كوفيد أيضًا قدمت الهند المساعدة الطبية إلى أكثر من 130 دولة، وشاركت معاهدنا البحثية بنشاط في الجهود العالمية للبحث عن لقاح".

وبين السفير الهندي لدى السلطنة أنَّ أزمة كوفيد أظهرت مرونة الشراكة الاستراتيجية بين الهند وسلطنة عُمان؛ حيث يعمل المتخصصون الصحيون الهنود جنبًا إلى جنب مع إخوانهم العمانيين لتوفير الرعاية الصحية للمتضررين. وأكد أنَّ حكومة سلطنة عمان تولي رعاية جيدة للغاية للجالية الهندية المقيمة في عمان، معرباً عن تقديره الشديد لذلك. وأضاف: "سهلت الدولتان عودة مواطني كل منهما إلى الوطن وظلت الهند موردًا موثوقًا به للأغذية والمواد الأساسية الأخرى إلى سلطنة عُمان في وقت تعطلت فيه سلاسل التوريد العالمية بشدة".

وأشار إلى أنَّه خلال 73 عاماً من الاستقلال قطعت الهند شوطا طويلا، وتطورت الهند كدولة حديثة وديناميكية؛ حيث يعمل أكثر من 1.35 مليار هندي معًا لتحقيق أحلامهم وتطلعاتهم. وتحت قيادة رئيس الوزراء ناريندرا مودي تمَّ تنفيذ مبادرات رئيسية من أجل التحول الاجتماعي والاقتصادي السريع للهند. وحققت الهند مكاسب كبيرة في المجالات مثل الشمول المالي الكامل والإسكان والبنية التحتية وسهولة ممارسة الأعمال التجارية والإصلاحات الضريبية وإطلاق أكبر مبادرة للرعاية الصحية في العالم، أيوشمان بهارات من بين الأمور الأخرى. وقد أرست هذه المكاسب القواعد للجولة القادمة من المبادرات التنموية.

وفي أعقاب جائحة كوفيد-19 دعا رئيس الوزراء مودي المجتمع الدولي إلى العمل من أجل التنمية التي تتمحور حول الإنسان ومن أجل عالم أكثر مرونة وازدهارًا. وستقدم الهند مساهمتها من خلال تحقيق "أتمانيربار بهارات" وهو ما يعني "الهند المعتمدة على نفسها والمرونة والمتكاملة مع الاقتصاد العالمي".

وقال السفير: "بينما نحتفل بإنجازاتنا ندرك أيضًا مسؤولياتنا تجاه كوكب الأرض. ونفرع شعارات Sabka Saath و Sabka Vikaas و Sabka Vishwas  بمعنى "مع الجميع ومن أجل نمو الجميع وبثقة الجميع".

وأوضح أنَّ الزيارات المتبادلة على المستويات العليا بين عُمان والهند، ساعدت خلال السنوات الأخيرة على المضي قدمًا وتعزيز التعاون في جميع المجالات الرئيسية بما في ذلك التجارة والأعمال والدفاع والأمن والعلوم والتكنولوجيا والتواصل بين الأفراد. وأضاف: "كانت زيارة رئيس الوزراء مودي إلى سلطنة عُمان في فبراير 2018 بدعوة من المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- علامة فارقة في علاقاتنا الثنائية، وتمَّ إجراء مراجعة شاملة لتعاوننا خلال الزيارة الناجحة للغاية والتي قام بها الدكتور س. جيشانكر إلى السلطنة في ديسمبر 2019، كما إنه خلال المكالمة الهاتفية التي جرت أخيراً بين رئيس الوزراء ناريندرا مودي وحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- شهدت مناقشة التحديات الصحية والاقتصادية بسبب الجائحة الجارية، وأكدا مجددا الالتزام بالعمل المشترك".

وأعرب السفير الهندي عن تطلعه لتوسيع الشراكة بين الهند وسلطنة عُمان، وقال إنه يمكن للهند أن تكون شريكًا قويًا ومرنًا للسلطنة في جميع المجالات ذات الأولوية المحددة في "رؤية 2040". وأضاف: "هناك أوجه تكامل قوية في مجالات التعدين واللوجستيات والأغذية والزراعة والأسماك، ويمكن للسلطنة الاستفادة من قدرات الهند في المجالات الجديدة للفضاء وتقنية المعلومات والتكنولوجيا السيبرانية، وتشارك الهند بالفعل مع سلطنة عُمان في جهودها لبناء القدرات من خلال برنامج التعاون التقني والاقتصادي الهندي (ITEC) والذي نخطط لتوسيع نطاقه".

واختتم سعادته التصريح بالقول: "نؤمن يقيناً بأن التعاون الثنائي بين الهند وسلطنة عُمان سيصل إلى آفاق جديدة في السنوات المقبلة، وتتطلع السفارة الهندية إلى العمل عن كثب مع حكومة سلطنة عُمان والشعب العماني والجالية الهندية في عُمان لتحقيق هذا الهدف".

تعليق عبر الفيس بوك