بحلول يونيو 2021 ستتولد أجسام مضادة لدى أعداد كبيرة من سكان العالم

عالم فيروسات: "كوفيد 19" لن يرحل "قبل الفتك" بكل المعرضين للإصابة

◄ 90 % من العالم عُرضَة لحمل "كورونا".. و"التوزيع العادل" للقاحات فكرة غير منطقية

ترجمة- رنا عبدالحكيم

قبل حوالي سبعة أعوام من الآن لعب دورًا رئيسيًّا في تحقيق لمنظمة الصحة العالمية، حدَّد بسرعة أنَّ الفيروس التاجي وقتها كان سببا لمرض سارس، كما دق بعدها ناقوس خطر بشأن إمكانية تفشي جائحة إنفلونزا الطيور، وشجع البلدان والشركات حينها على زيادة إنتاج اللقاحات في حال بدأ انتشار الفيروس على نطاق واسع بين البشر، ليتصدَّر كلاوس ستوهر عالم الفيروسات الألماني، اليوم، المشهد مرة أخرى كلاعب رئيس، محذرا من احتمالية استمرار تفشي جائحة كورونا لسنوات.

كلاوس ستوهر.jpg
 

ويرسم ستوهر- الذي غادر منظمة الصحة العالمية لينضم إلى شركة الأدوية نوفارتس إيه.جي في العام 2007 وتقاعد منذ عامين- صورة واقعية للمستقبل المنظور، خلال حواره مع وكالة بلومبرج الإخبارية، ونشره موقع "ذا برينت" بعد بعض التعديلات لمزيد من الوضوح.

 

** كيف تنظر لمعدلات تفشي "كوفيد 19" في ظل عدم التوصل للقاح؟

السلوك الوبائي لهذا الفيروس لا يختلف كثيرًا عن أمراض الجهاز التنفسي الأخرى.  كلها تعود مرة أخرى خلال الشتاء، لذا فمن المؤكد أنه ستكون هناك موجة أخرى، وستكون خطيرة للغاية. وأكثر من 90% من السكان عُرضَة لها. إذا لم نشدد مرة أخرى على الإغلاق الخطير أو الإجراءات المماثلة، فسيسبب الفيروس تفشيًا كبيرًا. والشتاء قادم قبل اللقاح. ستكُون هناك زيادة في الحالات، وسوف تكون هناك مشاكل في احتوائها لأن الناس لا يبدو أنهم يتقبلون مزيدا من القيود على حركتهم وحريتهم.

 

** ومتى تتوقع وصول اللقاحات؟

قد يكون لدى دول مثل ألمانيا كمية كبيرة من اللقاح بحلول بداية العام المقبل، وقد يستغرق الطرح أربعة أو خمسة أو ستة أشهر للمسنين. قد تختلف الإستراتيجية في بلد مثل البرازيل أو الأرجنتين أو تشيلي، والتي قد لا تحصل على جرعة واحدة من اللقاح ولا يزال عليها التأقلم.. بينما سيتم تقسيم العالم إلى مجموعتين: مجموعة بها اللقاحات والأخرى بدون اللقاحات.

 

** وكيف تقيمون التقارير التي تتحدث عن ازدياد المناعة العالمية ضد المرض؟

بحلول منتصف العام المقبل سيكون لدى جزء كبير من العالم أجسام مضادة. وسيزداد ذلك تدريجيًا بمرور الوقت. ثم ستكون هناك موجة ثالثة، وعندما ينتهي ذلك، أعتقد أن 80% من العالم قد يكون لديهم أجسام مضادة إذا لم يتم وضع الإغلاق.

 

** وما الذي يعنيه ذلك للقاحات المخبرية قيد التطوير؟

قد يكون هناك، بنهاية هذا العام أو بداية العام المقبل، نصف مليار جرعة متاحة. يبلغ عدد سكان العالم 7.5 مليار نسمة. خاصة في تلك البلدان التي تفتقر إلى البنية التحتية الكافية وتناضل مع أنظمة الرعاية الصحية لديها ولديها أعداد كبيرة من السكان، إذا ما هو اللقاح الذي سيحصلون عليه؟!!

 

** الكثير -ومنهم منظمة الصحة العالمية- يتحدثون عن الوصول العادل، ألا يقلل ذلك حدة المخاوف؟

غالبية سكان العالم لن يتلقوا لقاحًا. سيستمر الفيروس في الانتشار، وقد يستغرق الأمر من سنتين إلى ثلاث سنوات قبل أن يصيب الفيروس غالبية كبيرة من السكان.

ليس اللقاح هو الذي سينهي الوباء، سينتهي هذا الوباء عن طريق حرق كل قطعة خشب جاف سيجدها، بمعنى أنه لن يرحل قبل إصابة آخر شخص معرض للإصابة.

 

** على ما يبدو أنَّ الباحثين المتفائلين سينجحون في الحصول على اللقاحات، فكيف تقيم الاحتمالات والمخاطر؟

"كوفيد 19" ليس فيروسًا يصعب التعامل معه بشكل خاص. فحتى اللقاحات التقليدية يمكن أن تُحدِث فارقا، ولدينا مناهج مختلفة وواعدة جدا. وفي الماضي، عندما يتم إدخال اللقاح، يكون لديك زيادة تدريجية في استخدامه، في عدد الأشخاص المحصنين، وإذا حدث أي شيء، حتى الأحداث النادرة جدًا، فسيتم ملاحظتهم مبكرًا جدًا. ولكن هنا، سيتم استخدام لقاح بكميات كبيرة، ربما مئات الملايين من الجرعات، في فترة زمنية قصيرة نسبيًّا، من ستة أشهر إلى سنة.

وإذا قمت بتحصين 500 مليون شخص، وتضرر واحد فقط من بين كل مليون شخص، فلا يزال لديك عدد كبير من الأشخاص قد يُعانون من مشاكل تتعلق بالسلامة، وهذا شيء يجب معالجته.

 

** وفي رأيك، ما الدور المتوقع من الحكومات خلال الفترة القريبة المقبلة؟

يجب أن نجد طريقة لفتح مجتمعنا بطريقة تدعم هدفنا الطبي على المدى الطويل، وهو أقل عدد من الضحايا بمرور الوقت، مع العلم أنه لا يمكنك تجنب انتشار العدوى. فلا توجد أداة أخرى متاحة. علينا أن نتعايش مع هذا الفيروس، وعلينا أن نجد طريقة مناسبة للتأكد من أننا عندما ننتهي من هذا ننظر إلى الوراء ونقول إننا بذلنا قصارى جهدنا لمنع الموت والمرض. ولكن لا يُمكن انتهاج سياسة النعام هنا، ونأمل أن تحدث بعض المعجزات ويختفي الفيروس.. وأرى أنَّ الإستراتيجية المثالية غير متاحة.

 

** تعاملت مع السارس وإنفلونزا الطيور، هل لديك دروس من الماضي يمكن الاستفادة منها؟

منذ عام 2003 نتحدث عن التخطيط للوباء. وضعت بعض البلدان هذه الخطط واستخدمتها. أعتقد أن أولئك الذين كانت لديهم خطة وبائية لائقة كانوا على بعد خطوتين. ولكن لا تزال هناك دول ليس لديها خطط. قد يكون من الواضح أن أولئك الذين سيحصلون على إنتاج اللقاح على أراضيهم هم فقط الذين سيحصلون على اللقاحات أثناء الوباء. كما آكل أن يؤدي ذلك إلى مزيد من الاستثمار في الاستعداد للوباء والتأهب للقاحات في السنوات المقبلة، حتى يتم التعامل مع الوباء التالي بشكل أفضل.

تعليق عبر الفيس بوك