تشخيص وتحليل عميق للإمكانات الملحمية لتمكين النساء حول العالم

ليندا سكوت تحشد قوتها الفكرية الضاربة للدفاع عن المرأة في "اقتصاد إكس المزدوج"

ترجمة- رنا عبدالحكيم

تحشد ليندا سكوت قوتها الفكرية والمعرفية الضاربة للدفاع عن إسهامات المرأة الأساسية- لكنها غير مرئية في كثير من الأحيان- في الاقتصاد العالمي، وتجمع في كتابها "اقتصاد إكس المزدوج.. الإمكانات الملحمية لتمكين المرأة" بين البصيرة والتحليل والبيانات متعددة التخصصات لتقديم حالة مقنعة وقابلة للتنفيذ لإطلاق العنان للقوة الاقتصادية للمرأة.

المؤلفة.jpg
 

وصاغت سكوت عبارة "اقتصاد إكس المزدوج" لمعالجة الإقصاء الشامل للنساء من النظام المالي العالمي. ففي كتابها، تتطرق سكوت إلى قوة البيانات الثابتة والخبرة على أرض الواقع، وإن إزالة العوائق التي تحول دون نجاح المرأة ستحقق الفائدة والنجاح للجميع، بغض النظر عن الجنس. وتفتح سكوت أعين القراء إزاء الظلم الاقتصادي الهائل الذي يقيد المرأة في جميع أنحاء العالم، مثل الآباء الذين يبيعون ويشترون  بناتهم ضد إرادتهن، والأزواج الذين يضحون بزوجاتهم بعد أن ينفقوا مهورهن، والرجال الذين يستولون على مكاسب المرأة، والبنوك التي تتعامل بتمييز ضد المرأة الراغبة في الاقتراض، والشركات التي تدفع للمرأة أقل من الرجل، والرجال الذين يعاملون النساء على أنهن أقل في مستوى التفكير العقلي بسبب المفاهيم البدائية لنمو دماغ الإناث، والحكومات التي تحرم النساء من رعاية الأطفال بأسعار معقولة، وتعدد سكوت الكثير من مجالات الظلم ضد المرأة.

وقضية سكوت المركزية في هذا الكتاب، تتمثل في أن نفس النمط من المساواة الاقتصادية للإناث، إلى جانب التهديد بالعنف الذكوري، يمكن تحديده في جميع أنحاء العالم، وتطرح التساؤل: هل من المحتمل حقًا أن تقوم النساء في كل مكان بنفس خيارات هزيمة الذات مرارًا وتكرارًا؟ أم على الأرجح أن شيئًا ما يعيقهن؟

وتتميز سكوت بأنها لا تناقش القضية من منظور غربي، إذ إنه من الأسهل رؤية الظلم البين من خلال الكشف عنه في المجتمعات المتطرفة؛ حيث لا تزال المرأة غير قادرة على امتلاك الممتلكات في حد ذاتها، أو اختيار شريك الزواج.

كتاب سكوت مليء بالتفاصيل البشرية التي تجعل الأقسام الأفريقية منه تنبض بالحياة أكثر من الأقسام الغربية. ويحاول الكتاب أن يستكشف الطرق التي ربما شهدت تحولا في حياة الأمهات العاملات في بريطانيا على مدى العقدين الماضيين أو في الواقع الطريقة التي تطورت بها حياة الشباب ومواقفهم.

ويمثل هذا الكتاب تحليلا عميقا لعدم المساواة بين الجنسين على الصعيد العالمي، والدعوة الحماسية للتغيير من قبل إحدى رائدات حركة "من أجل التمكين الاقتصادي للمرأة". واعتمدت المؤلفة في كتابها على ثروة من المصادر بما في ذلك البحث الأصلي لها ودراسات حالة حية، وتكشف من خلالها كيف أنّ التبعية الاقتصادية والإقصاء يتم بصورة نظامية للنساء في العالمين النامي والمتقدم. ونجحت سكوت في التأكيد على أن الاعتماد على النساء كمشاركات متساويات في الاقتصاد، يفتح المجال أمام معالجة العديد من مشاكل البشرية الأكثر إلحاحًا.

ورغم كل هذا، فإن سكوت تعتقد أن هذه المشكلة المتفشية يمكن حلها، وتقترح إجراءات ملموسة وتحث قراءها على النهوض والانضمام إلى الحركة العالمية من أجل التمكين الاقتصادي للمرأة التي تكتسب زخماً يوم تلو الآخر.

تعليق عبر الفيس بوك