التوتر يخيم على مفاوضات "بريكست".. وبريطانيا "تتعنت" إزاء النقاط الخلافية

ترجمة- رنا عبدالحكيم

نقلت وكالة بلومبرج الإخبارية عن مصادر مُطلعة على مُباحثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، أن الاجتماعات غير الرسمية بين بريطانيا وكبار مفاوضي الاتحاد الأوروبي فشلت في إحراز تقدم، وهي الاجتماعات التي عقدت في أعقاب لقاء رئيس الوزراء بوريس جونسون مؤتمرا بالفيديو مع قادة الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي.

ومنذ ذلك الحين لم يبد المسؤولون من كلا الجانبين تفاؤلاً إزاء إمكانية التوصل إلى صفقة حول طبيعة العلاقات بين بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي، بعد خروج المملكة المتحدة من الكتلة الأوروبية. ويقول مسؤولو الاتحاد الأوروبي إنَّ محاولاتهم لتسوية الخلافات لم تجد صدى لدى الجانب البريطاني، في حين أنَّ البريطانيين يقولون إن تنازلات الكتلة لا تلبي التطلعات بصورة كافية.

ومع نفاد الوقت للتوصل إلى اتفاق، يزداد الضغط على ديفيد فروست وميشيل بارنييه المفاوضين من الاتحاد الأوروبي؛ حيث بدأت أمس الإثنين الجولة الأولى من المفاوضات الكاملة التي تستمر لمدة 6 أسابيع، وإذا فشل الجانبان في التوصل إلى اتفاق، سيتم إعادة فرض الرسوم والحصص عندما تخرج بريطانيا من التكتل بحلول نهاية العام.

مباحثات جونسون التي أجريت عبر الفيديو وأشار فيها إلى الاتحاد الأوروبي أنه مستعد لعقد صفقة، كان من المفترض أن تشجع الفنيين على العمل من أجل التوصل سريعًا إلى اتفاق. ويقول الجانبان إن فرص التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية أغسطس آخذة في التلاشي.

وفي الأسابيع الأخيرة، عقد فروست وبارنييه سلسلة من الاجتماعات والمناقشات، وعلى الرغم من أن ذلك ساعد على تبديد بعض الخلافات الكبيرة بين الطرفين اللذين بدأت اجتماعاتهما الافتراضية منذ شهر مايو، إلا أنه لم يسهم بصورة كبيرة في بناء أرضية مشتركة.

وأشار بارنييه إلى أن الاتحاد الأوروبي على استعداد لإبداء الرأي حول أكثر المواضيع إثارة للجدل في المفاوضات، وهي وصول قوارب الاتحاد الأوروبي إلى مياه الصيد البريطانية.

لكن.. إلى أي مدى ستبقى بريطانيا متماشية مع القواعد الأوروبية بشأن مساعدة الدول؟ وما هو الدور الذي ستلعبه محكمة العدل الأوروبية في مراقبة الاتفاقية؟

يقول أحد المسؤولين إن الاتحاد الأوروبي في حيرة من أمر بريطانيا، إذ لم تبد أي إشارة إلى الجانب الذي ترغب في تقديم تنازلات بشأنه، مضيفًا أن المحادثات الأخيرة تجاوزت الطريق القديمة، ويمكن تفسير جزء من افتقار بريطانيا إلى الديناميكية من خلال الاعتقاد بأنها صاحبة اليد العليا في المفاوضات. ولا يبدو جونسون مرتاحًا فقط لقطع العلاقات مع الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق، ويجادل المسؤولون البريطانيون أنه في العديد من المجالات- مصايد الأسماك على سبيل المثال- ستعتقد الدول الأوروبية في النهاية أنه من الأفضل القبول بموقف بريطانيا المتشدد لأنها ستكون حتى أسوأ حالا في حال عدم التوصل إلى اتفاق.

وإذا تمكن الجانبان من رأب الصدع في مجالات الخلاف الرئيسية الثلاث على الرغم من ذلك، فإن كلا الجانبين يعترفان بأنَّ الاتفاق قد يكون جاهزًا في غضون أسابيع، مما يعني أنه لا يزال من الممكن التوصل إلى اتفاق بحلول الموعد النهائي للاتحاد الأوروبي في أكتوبر المقبل.

وتتطرق محادثات هذا الأسبوع إلى مُناقشة العديد من المجالات بدءا من الطاقة إلى التعاون الأمني. ومن المقرر عقد جولة مفاوضات نهائية  في 17 أغسطس، لكن لم يتم وضع أي خطط  لما يلي تلك المفاوضات المزمعة.

تعليق عبر الفيس بوك