ضمن الدراسات البيئية العلمية والحقلية

مكتب حفظ البيئة يكثف جهود صون حيوان الوعل النوبي

...
...
...
...
...
...
...
...

مسقط - الرؤية

ضِمْن جهود مَكْتَب حفظ البيئة في الحفاظ على التنوع البيولوجي بالمحميات الطبيعية ومناطق انتشار الكائنات الحية البرية النادرة المهدَّدة بالانقراض، قام الفريق البحثي بالمكتب بتنفيذ دراسة حقلية حول انتشار الوعل النوبي بمنطقة منخفض الحقف في محمية الكائنات الحية والفطرية بمحافظة الوسطى.

وقال جناب السيد تيمور بن عبدالله آل سعيد إخصائي الحياة البرية بالمكتب والمشرف على الفريق البحثي في دراسات الوعل النوبي: إنَّ الوعل النوبي هو ماعز جبلي ضمن المجترات الكبيرة التي تستوطن بالسلطنة وبعض مناطق دول الشرق الأوسط والقارة الإفريقية، ويعتبر أحد الأصناف التي تندر مشاهدتها في البيئة البرية العمانية؛ حيث يصنف بأنه مُعرَّض لخطر الانقراض بسبب الصيد الجائر... وغيرها من التهديدات المحدقة بموائلها الطبيعية. وأضاف أنَّ الذكور تتميَّز بأنَّ لها لحى طويلة وداكنة، وتحتوي الأرجل على علامات بيضاء منتشرة حولها، مشيرا إلى أنَّ الوعل النوبي أحد أبرز ثروات الحياة البرية العمانية؛ فقد جاب نطاق البيئة الجبلية منذ قرون عدة، إلا أن أعداده محدودة في جبال السلطنة. وبيَّن أنَّ الوعل النوبي عادة ما ينتشر على شكل تجمُّعات صغيرة أو قطعان متناثرة لا تتعدى 10-20 رأسا. وأشار إلى أنَّ أكبر تجمعات للوعل النوبي في عُمان، تتواجد في سلاسل محافظة ظفار وفي الحزام الجبلي للمنحدرات الشرقية بمنخفض الحقف بمحمية الكائنات الحية والفطرية بمحافظة الوسطى.

وحول أهداف الدراسة البيئية العلمية المتخصصة التي ينفذها مكتب حفظ البيئة، قال تيمور آل سعيد: إنه وبعد اعتماد تصنيف حالة الوعل النوبي في العام 2008 ضمن القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض من قبل الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) قام مكتب حفظ البيئة في العام 2015 بجهود كبيرة لصون الوعل النوبي بمحمية الكائنات الحية والفطرية. وأوضح أنَّه تم إطلاق مشروع موسع ومعمق لدراسة حيوان الوعل النوبي بالسلطنة وبشراكة ودعم من شركة تنمية نفط عمان، إلى جانب دراسة طبيعة مناطق انتشاره لتحقيق عدة أهداف ذات بُعد إستراتيجي بعيدة المدى. وقال إنَّ هذه الأهداف يتمثل أبرزها في معرفة نطاق الانتشار والتوزيع الجغرافي وكثافة أعداد حيوان الوعل النوبي ومدى قدرته على التكيف مع البيئات التي يوجد بها، إلى جانب تحديد العلاقة بين هذا النوع من الوعول الموجودة في السلطنة ومدى ارتباطها بأنواع الوعول الأخرى في العالم؛ من خلال الدراسات الجينية، ووضع التوصيات التي من شأنها حماية القطعان المتبقية في براري السلطنة، علاوة على تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية المتخصصة في مجال دراسة الظباء الماعزية خاصة الوعل النوبي.

وأوضح تيمور آل سعيد أن آليات تنفيذ الدراسة البحثية تضمَّنت نصب كاميرات فخية لتحديد نطاق مناطق الانتشار وتقييم البيئات وتحليل الوضع البيئي والبيولوجي وتحليل النظام الإيكولوجي (الغذائي) للوعل. وقال إنه في إطار خطة الدراسة المنفذة، تمَّ الإمساك بعدد من حيوان الوعل النوبي، وتثبيت أطواق التعقب لها بواسطة الأقمار الاصطناعية للتعرف على مسارات حركته، وتتبع أنماطه المعيشية، إضافة لسلوك تغذيته. وفي جوانب استكمال الدراسات البحثية بصورة مُعمقة، تمَّ أخذ عينات دم وأنسجة مختلفة لهذا النوع النادر من الحيوانات؛ وذلك لدراسة التنوع الجيني لأغراض وتصنيف النوع عملية وصحية.

وأشارت النتائج العملية الأولية إلى نُدرة الوعل النوبي في مناطق انتشاره وموائله الطبيعية، وسيتم تركيب أعداد أخرى من أطواق التتبع في مرحلة لاحقة؛ من أجل استكمال الدراسات المختبرية التي ينفذها المكتب.

وشرح تيمور آل سعيد خريطة العمل التي توضِّح أنه تمَّ تركيب الكاميرات الفخية التي تظهر باللون الأخضر بشكل منظم في منطقة الدراسة التي تبلغ مساحتها 5400 كيلومتر تقريبًا؛ حيث قام فريق البحث بتركيب عدد من الكاميرات في كل مربع (5x5 كيلومترات مربعة)؛ وذلك للتأكد من أخذ البيانات من كل موقع. وبيَّن أن اطواق التتبع عبر الأقمار الصناعية تعمل بصورة مباشرة ويتم مراقبتها من قبل فريق العمل.

وأشار تيمور آل سعيد إلى أنه من الأهداف الرئيسية، وفي إطار خطة تطوير الكفاءات الوطنية في هذا المجال، يتم تنفيذ خطة الدراسات البحثية (الماجستير والدكتوراه) المتعلقة بالدراسة الجينية (الجينيوم) للوعل النوبي بالمملكة المتحدة، وتشمل تأهيل عدد من التخصصيين البيئيين في هذا المجال. وقال إن ما يتم التوصل إليه من نتائج علمية لهذه الدراسة يسهم في الوصول إلى نتيجة لمعرفة مدى العلاقة بين الوعول النوبية العمانية وبين الوعول النوبية في السعودية والأردن.

وأكد تيمور آل سعيد أن مكتب حفظ البيئة -وبالتعاون مع الجهات ذات العلاقة- مُلتزم بمواصلة الجهود الحثيثة لحماية وصون الحياة الفطرية والكائنات الحية النادرة المعرضة لخطر الانقراض بالسلطنة من خلال تنفيذ عدد من المشاريع البيئية العلمية المختبرية والحقلية المتخصصة.

تعليق عبر الفيس بوك