"منتدى آراء" يناقش "واقع الإعلام بين التحول الرقمي وتنوع الجمهور"

 

مسقط - الرؤية

نظَّم "صحار الدولي" النسخة الافتراضية الثانية، والسابعة ضمن سلسلة مبادرته الرائدة، "آراء- منتدى رئيس مجلس الإدارة"، والتي استضافت الإعلامية مينا العريبي رئيس  تحرير صحيفة "ذا ناشيونال"؛ حيث شهد المنتدى متابعة ومشاهدة واسعة من قبل المهتمين بصناعة الإعلام، إضافة لعدد من المسؤولين في القطاع.

وسلطتْ النسخة الأحدث لمنتدى "آراء" -والتي تمَّ بثها مباشرة عبر قناة صحار الدولي على يوتيوب وتطبيق زووم- الضوء على مستقبل صناعة الإعلام؛ في ظل التحولات الرقمية، وكيف يُمكن أن يؤثر ذلك في تغيير سلوكيات وعادات القراء، تحت عنوان "واقع الإعلام.. بين التحول الرقمي وتنوع الجمهور".

وحول أهمية المنتدى كمنصة فاعلة لتبادل الخبرات والتجارب العالمية والاستفادة منها على النطاق المحلي، ألقى محمد بن محفوظ العارضي رئيس مجلس إدارة صحار الدولي، كلمة افتتاحية للمنتدى؛ ذكر فيها: "نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى التسابق في مضمار المعرفة، حتى نستفيد من التجارب الإنسانية الكثيرة والكبيرة من حولنا؛ فالاطلاع على تجارب الآخرين، وبما تنطوي عليه من نجاحات وإخفاقات سيحفز فينا الرغبة لتحقيق النجاح والاستفادة من تلك التجارب، لاسيما في ظل الظروف الاستثنائية الراهنة والتحديات التي تفرضها جائحة كورونا (كوفيد 19) على العالم بأجمعه؛ مما يجعلنا نتوقع سيناريوهات مختلفة في شتى القطاعات بما في ذلك الإعلام.

وأضاف العارضي: تمر صناعة الإعلام بمنعطف حاد تحت تأثير التطورات التكنولوجية المتسارعة لا سيما خلال الظروف الراهنة وسط توقعات بنهاية الصحافة الورقية خلال عقد أو عقدين من الزمن على الأكثر، وبحسب الخبراء والمراقبين فإن هذه ليست المسألة الوحيدة التي تواجه الإعلام فحسب؛ فالإعلام التقليدي الذي تحوّل إلى رقمي بات يواجه تحديات كبيرة من حيث العائدات؛ نتيجة هيمنة شركات الإنترنت على سوق الإعلان الرقمي، علاوة على وقوعه تحت ضغط اللحاق بالتطورات التكنولوجية المتسارعة التي تؤدي إلى تغيير عادات القراءة لدى الناس.

بعدها، قدَّمت الإعلامية مينا العريبي محاضرة؛ تطرَّقت خلالها إلى واقع صناعة الإعلام اليوم، وأبرز التحديات التي تواجه مؤسساته، مشيرة إلى أنَّ الظروف الحالية الناجمة عن جائحة كورونا "كوفيد 19" راكمت هذه التحديات؛ مما دفع بالمؤسسات الإعلامية للمسارعة إلى التحول الرقمي كخيار في أعقاب توقف الكثير من الأنشطة وفرض الحظر على حركة الأفراد، ودفع الكثير من المراسلين الصحفيين والموظفين للعمل من المنازل. وأضافت العريبي: التحول الرقمي كان متوقعًا منذ زمن، إلا أن الظروف الحالية عجلت في ذلك، ليصبح واقعًا وخيارًا لا مناص عنه، مشيرة إلى أنه ولأول مرة في التاريخ يفوق إجمالي الإنفاق الدولي على الإعلانات الرقمية، سوق الإعلان التقليدي، بعد أن استحوذ الأخير على ما نسبته 55% من إجمالي السوق الدولي على الإعلانات البالغ حجمه 530 مليار دولار. وأشارت إلى أنَّ "التحولات الرقمية ستسهم بصورة كبيرة في سرعة الحصول على المعلومة والتواصل المستمر مع القراء عبر مختلف وسائل الإعلام الاجتماعي المنتشرة بصورة كبيرة، كما أنَّ الكثير من الدول اليوم أصبحت تطالب القارئ بأن يدفع في مقابل ما يقرؤه، وهو ما يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث أصبحت المعلومات الدقيقة تحصل على مردود مادي نتيجة تسجيل القراء، وهذا أمر يجب الاشتغال عليه بصورة أفضل في العالم العربي من أجل حماية الاعلام الرقمي ليس فحسب بين وسائل الإعلام، ولكن أيضا في مواجهة المؤسسات التكنولوجية الضخمة".

وشهدت الامسية الافتراضية تفاعلًا واسعًا؛ حيث جرى طرح العديد من المحاور والتساؤلات عبر المتابعين والمشاهدين؛ تناولت التحديات التي تواجه الإعلام ومستقبل الصناعة في ظل المتغيرات المتسارعة التي تواجهها، وكيف يُمكن تجاوزها، كما جَرَى خلال المناقشات تسليط الضوء على العديد من القضايا والمواضيع، التي تؤرق منتسبي القطاع، علاوة على المتغيرات التي يمكن أن تطرأ على الإعلام بثوبه الجديد الرقمي.

تعليق عبر الفيس بوك