اعتماد أنظمة المدن الذكية للحفاظ على البيئة

"مدائن" تبدأ رسميا إنشاء "مدينة عبري الصناعية" بمساحة إجمالية 10 ملايين متر مربع

 

< الشحي: المدينة الجديدة تدعم مسار النهوض بالقطاع الصناعي وتخلق فرص عمل

< الحسني: عازمون على تحويل السلطنة لمركز إقليمي ريادي في التصنيع والابتكار

< البادي: نترقب نقلة نوعية بالصناعات التحويلية وبرامج القيمة المحلية المضافة

 

مسقط - الرؤية

بدأت المؤسسة العامة للمناطق الصناعية (مدائن)، رسميا، العمل على إنشاء مدينة عبري الصناعية في ولاية عبري بمحافظة الظاهرة، على مساحة إجمالية تقدر بـ10 ملايين متر مربع؛ حيث يجري العمل حالياً على إعداد المخطط العام لمدينة عبري الصناعية من خلال الشركة الاستشارية التي تم تعيينها، ومن المتوقع خلال الربع الأخير من العام الجاري الانتهاء من أعمال التصميم التفصيلية، وإعداد مستندات مناقصة التنفيذ للمرحلة الأولى، والتي ستتضمَّن أعمال البنية الأساسية والخدمات، إضافة لتنفيذ عدد من الورش الصناعية والمرافق الأساسية، وتتضمَّن المدينة الجديدة -والتي تقع على الطريق المؤدي للمنفذ الحدودي بين السلطنة والمملكة العربية السعودية- إقامة مجموعة أنشطة صناعية وتجارية وخدمية كالصناعات الخفيفة والمتوسطة، ومنطقة تجارية، ومكاتب إدارية، وورش صناعية، ومخازن لوجستية ومركزا صحيا وسكنات للعمالة الوافدة، إضافة لمركز الخدمات "مسار".

وقال سعادة الشيخ سيف بن حمير آل مالك الشحي محافظ الظاهرة: إن تدشين المؤسسة العامة للمناطق الصناعية (مدائن) لمدينة عبري الصناعية يأتي في توقيت مثالي لخلق بيئة متكاملة للقطاع الصناعي في محافظة الظاهرة بصورة خاصة، والسلطنة بصورة عامة، فكما هو معلوم أن المحافظة تتمتع بمقومات كبيرة في عدد من الأنشطة الاقتصادية، لا سيما الصناعات المتعلقة بالرخام والكروم، ومن ثمَّ فوجود مدينة صناعية مجهزة بالخدمات الأساسية سيكون داعما حقيقيا للدفع بتطوير مثل هذه الأنشطة ودعم الاقتصاد الوطني للسلطنة، وأضاف الشحي: إن وجود مدينة صناعية بهذا الحجم سوف يخلق الكثير من فرص العمل لشريحة كبيرة من الكوادر العمانية، كما سيوفر البيئة المناسبة للقطاع الخاص لمزاولة مختلف الأنشطة الصناعية والتجارية والخدمية في مكان واحد متكامل.

فيما لفت هلال بن حمد الحسني الرئيس التنفيذي للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية (مدائن)، إلى أنَّ إنشاء مدينة عبري الصناعية يأتي مواصلة لخطط حكومة السلطنة الرامية لتوزيع التنمية الاقتصادية على مختلف محافظات السلطنة، وتماشياً مع الأولويات الوطنية لرؤية عمان 2040، وبالتحديد فيما يتعلق بالتنويع الاقتصادي، وإيجاد بيئة تنافسية جاذبة للاستثمار المحلي والخارجي، وبالتالي تحقيق أهداف "مدائن" المتمثلة في جذب الاستثمارات الأجنبية للسلطنة وتوطين رأس المال الوطني، وتحفيز القطاع الخاص للمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة والشاملة، وإيجاد فرص عمل جديدة للكوادر الوطنية، إضافة لتشجيع الصادرات وتنمية التجارة الدولية وتشجيع إقامة الصناعات التصديرية.

وأوضح أن "مدائن" ستعتمد في تصميم مدينة عبري الصناعية لأول مرة على أنظمة إنشاء المدن الذكية القائمة على استخدام الطاقة الشمسية التي تهدف للمحافظة على البيئة وإدخال التقنيات الحديثة في مجال إدارة المدن الصناعية، مؤكداً أن "مدائن" ماضية بكل عزيمة وثبات على تحقيق رؤيتها المتمثلة في تعزيز مكانة عمان كمركز إقليمي ريادي في مجالات التصنيع، وتقنية المعلومات والاتصالات، والابتكار، والتميز في مبادرات القيمة المضافة؛ وذلك عبر جذب الاستثمارات الصناعية وتقديم الدعم المتواصل لها من خلال وضع الإستراتيجيات التنافسية إقليميا وعالميا، وإيجاد بنية أساسية متطورة، وتوفير خدمات القيمة المضافة.

وأشار سيف بن سعيد البادي عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان ورئيس فرع الغرفة بالظاهرة، إلى أن المدن الصناعية التي تشرف عليها المؤسسة العامة للمناطق الصناعية تعد رافداً اقتصادياً للمحافظات التي تقع فيها من جهة، وتساهم في خلق حراك اقتصادي في السلطنة على كافة الأصعدة من خلال جذب الاستثمارات المحلية والخارجية من جهة أخرى، وما يميز هذه المدن الصناعية أيضا مساهمتها في توفير فرص أعمال للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال العمانيين وبالتالي إيجاد فرص وظيفية مباشرة وغير مباشرة، وأضاف البادي: إن وجود مدينة صناعية في محافظة الظاهرة على مساحة 10 ملايين متر مربع سوف يُسهم في إحداث نقلة نوعية للجوانب الاقتصادية والصناعات التحويلية والقيمة المضافة وتنشيط مختلف الجوانب التجارية.

يذكر أن انطلاقة المدن الصناعية في السلطنة كانت بتأسيس مدينة الرسيل الصناعية عام 1983م تحت مسمى هيئة الرسيل الصناعية، ونظراً لنجاح التجربة وتوسع نطاق التنمية الشاملة والمستدامة لتشمل كافة المحافظات، تم تأسيس المؤسسة العامة للمناطق الصناعية (مدائن) في العام 1993، والتي أصبحت تتولى حالياً إدارة وتشغيل 8 مدن صناعية موزعة على مختلف محافظات السلطنة، إضافة لإدارتها وتشغيلها واحة المعرفة مسقط المتخصصة في صناعة تقنية المعلومات والمنطقة الحرة بالمزيونة، كما تتبنى مدائن حزمة من المبادرات التي تهدف لتحقيق قيمة مضافة لحركة الاستثمار في السلطنة والاقتصاد الوطني.

تعليق عبر الفيس بوك