وزير الصحة يشارك في الحلقة النقاشية الإلكترونية بتنظيم من "الاختصاصات الطبية"

مختصون: تعزيز النظام الصحي المرن وتوظيف التكنولوجيا وتدريب الكوادر من الدروس المستفادة خلال "كورونا"

 

مسقط - الرؤية

شاركَ مَعَالي الدُّكتور أحمد بن مُحمَّد السعيدي وزير الصحة، في الحلقة النقاشية "الدروس المستفادة من كوفيد 19.. والطريقة المثلى للمضي قدمًا"، والتي نظَّمها المجلس العُماني للاختصاصات الطبية عبر الاتصال المرئي، بمشاركة 4 قيادات إدارية من مستشفيات كبرى في السلطنة.

وأدارَ الحوار الدُّكتور عبدالله الحارثي مدير عام مستشفى خولة، وبمشاركة الدكتور قاسم السالمي مدير عام المستشفى السلطاني، والدكتور خليفة الوهيبي مدير عام مستشفى جامعة السلطان قابوس، والدكتور حمد الحارثي مدير مستشفى النهضة. وحضر الحلقة أكثر من 350 شخصا من الفئات الطبية والطبية المساعدة، والمهتمين من أفراد المجتمع، ناقش خلالها مديرو المستشفيات أبرز التحديات والصعوبات، والدروس المستفادة من جائحة فيروس كورونا "كوفيد 19".

وقال مَعَالي الدُّكتور وزير الصحة إنَّ حَضْرة صَاحِب الجَلالَة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- واللجنة العُليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19) فخورون بجميع العاملين في القطاع الصحي، ويثمنون دورهم العظيم في مواجهة هذه الجائحة.  وأوضح معاليه أن تطوير الموارد البشرية وتمكين العاملين الصحيين في خط الدفاع الأول أمر أساسي، معربا عن سعادته بما قامت به إدارات المستشفيات في هذا الصدد، ومقدما الشكر والتقدير إلى القطاع الصحي الخاص والشركات التي قدمت الدعم في سبيل مواجهة الجائحة. وأضاف أنه لا توجد دولة في العالم قدمت تنبؤا دقيقا للجائحة، مشيرا إلى أن الاستعداد المبكر في السلطنة من إيجابيات الأزمة، بالرغم من التنوع السكاني في السلطنة.

وبدأ النقاش بعرض للدكتور قاسم السالمي مدير عام المستشفى السلطاني؛ أبرز ما جاء فيه 6 دروس مستفادة من جائحة فيروس كورونا، وقال: "أولا نستطيع التغلب على الأوبئة بنظام صحي مرن، وليس بالرعاية العلاجية فقط، وثانيًا: الترابط والتكامل بين الحكومة والقطاع الصحي والشركاء من كافة القطاعات من أهم الدروس المستفادة، وثالثا: التقنية هي المستقبل، وظهر ذلك جليا في هذه الجائحة، ويجب علينا مواكبتها واستخدامها في نظامنا الصحي، ورابعًا: أهمية إعادة هندسة وتهيئة الأماكن واستخدامها لأهداف متعددة كما تم في توسعة أقسام العناية المركزة، وخامسًا: الموارد البشرية هي الأساس؛ ويجب الاهتمام بهم، وتقديرهم ومشاركتهم في صنع القرار، وسادسًا: إشراك المجتمع، وتنظيم ومراجعة قوانين الإسكان والقوى المعاملة له أهمية خاصة في مثل هذه الظروف".

وفي العرض الذي قدَّمه الدكتور حمد الحارثي مدير عام مستشفى النهضة؛ ذكر أن الجائحة مثلت تحديا لإدارة المستشفى من عدة نواحي؛ منها: توفير الأجهزة والمعدات والكادر البشري والاهتمام بالحماية للكادر الطبي وإحداث التغييرات اللازمة للتأقلم مع متطلبات الجائحة. وأضاف أنه تم اتخاذ التدابير اللازمة لوضع أولويات تقديم الخدمات الطبية وتأجيل بعضها لاستيعاب الضغط الذي تسبب به هذا الوباء، كما تمت إدارة الكوادر العاملة بالمستشفى بطريقة مختلفة ونقل البعض منهم إلى أقسام جديدة. وأوضح أن هناك عدد من الدروس المكتسبة من هذه الجائحة يمكن تلخصيها فيما يلي: الجاهزية لمثل هذه الجوائح، والاستعداد لتحمل ضغوطات العمل في مثل هذه الأوقات، وتحديد الاوليات من الدروس المهمة، علاوة على العمل بالموارد المتاحة، وأهمية التواصل بشكل فعال والتعاون مع المؤسسات الأخرى، إلى جانب إيجاد البدائل الطبية والمعدات بشكل دائم وإعداد خطط بديلة، فضلا عن أهمية تقييم الوضع والنظر للثغرات الموجودة في النظام الصحي وايجاد حلول لها والنظر للنواحي الحياتية من منظور جديد.

وقال الدكتور خليفة الوهيبي مدير عام مستشفى جامعة السلطان قابوس إنَّه تمَّ التحضير لمواجهة الجائحة في المستشفى الجامعي منذ شهر مارس وبأعلى المستويات الادارية، كما تمَّ تشكيل 3 فرق للتعامل مع الجوانب المختلفة لتداعيات الجائحة. وتمَّ التعامل مع الجائحة على مراحل للتغلب على التحديات والصعوبات. وأضاف أنه تم إعادة هيكلة المساحات المتوفرة في المستشفى لاستيعاب أعداد أكبر من المرضى والتعامل بفعالية مع فيروس كورونا (كوفيد 19)، كذلك تقديم خدمات الدعم النفسي للمتأثرين بالجائحة، كما أسهم تفعيل الخدمات الإلكترونية للصيدلية في الحد من أعداد الأشخاص المتواجدين لاستلام الأدوية، وأسهم استخدام التكنولوجيا في توفير خدمات عديدة كالتعليم عن بعد والاجتماعات المرئية والعيادات الافتراضية. وتابع الوهيبي: "لا ننسى الدور الكبير الذي قام به الأطباء والممرضين وجميع العاملين الصحيين، ونشكرهم على ذلك فقد قام العديد منهم بمهام متعددة في ظل الظروف الحالية وبالأخص الممرضين والعاملين في المختبرات التي تعمل من 18-24 ساعة يوميا".

وقال الدكتور عبدالله الحارثي مدير عام مستشفى خولة ومدير الحلقة النقاشية: إنَّ الأزمة تفرض على الجميع العمل المشترك من أجل درء هذه الجائحة، والالتزام بإجراءات موحدة، موضحا أهمية تدريب الكوادر الصحية سواء الممرضين أو الأطباء ليصبحوا قادرين على القيام بوظائف متعددة من الأولويات المهمة. وأضاف أن الجائحة أكدت أهمية فرض التأمين الصحي على جميع المقيمين على أرض السلطنة، مشيدا بدور المسؤولية الاجتماعية لبعض الشركات الرائدة في توفير الدعم والمواد الطبية خلال فترة الوباء. ودعا الحارثي إلى تعزيز التعاون مع دول الجوار في مثل هذه الجوائح، سواء من ناحية توفير المعدات والأدوات الطبية أو من خلال دعم الكوادر البشرية.

تعليق عبر الفيس بوك