مراكز مصادر التعلم.. والتعلم عن بُعد

 

منير بن محفوظ القاسمي *

@muneer _alqasmi

تناقشت في حديثٍ إلكترونيٍّ مع أحد الزملاء في تخصُّص مصادر التعلم، حول تصوره لطبيعة العمل بالمركز في ظل التوقُّع باستمرارية آثار جائحة كورونا، ومع وجود مسألة التباعُد الطلابي وإمكانية تطبيق أنظمة إلكترونية تعليمية بديلة للتعليم الصفي، وفيما يخصُّ آلية العمل بمركز مصادر التعلم ودوره المتجدد في دعم التعليم الإلكتروني للمعلمين والطلاب، في ظل ما سمعناه عن مبادرة لإطلاق منصة تعليمية لتنفيذ التعلم عن بُعد، خاصة إذا استمرت الجائحة بنفس الوتيرة من الانتشار.. والسؤال هو: ما دور مركز مصادر التعلم في دعم عملية التعليم عن بُعد؟

وحتى يتضح السؤال أكثر، دعونا نقرِّبه إلى دور إخصائي مصادر التعلم خلال عملية التعلم عن بُعد كعنصر بشري؛ من خلال تقديم الدعم الإداري أو الإشرافي، ومدى جاهزية العنصر التكنولوجي (الجانب التقني) فيه -أجهزة ووسائل وتقنية اتصالات- لدعم عملية التعلم عن بُعد إذا ما تم تطبيقه.

وللتفصيل،  فإنَّ مركز مصادر التعلم هو واحد من التخصُّصات المستحدثة التي ساندت العملية التعليمية منذ تطوُّر مراحل التعليم بالسلطنة بدءًا بالتعليم العام، وانتهاءً بالرؤية الموسَّعة للتعليم الأساسي، وما يصاحب هذا النوع من تحديات؛ لعل أبرزها: وضعه بعد آثار جائحة كوفيد 19؛ ففي السابق كان يعرف هذا التخصص بمكتبة المدرسة، وتنحصر مهامه في تقديم خدمات ثقافية واطلاعية كالتي تقدمها المكتبات في شتى المؤسسات، ليتطور بعدها المسمى مُوَاكِبا أهداف التعليم الأساسي الذي يسعَى لإكساب المتعلم مهارات التعلم الذاتي، والتعامل مع وسائل التعليم والتعلم وتقاناتها المختلفة، ليتم تسميته بمركز مصادر التعلم، والذي أيضا تجدد وصف مهامه الوظيفية ليقدم أدوارا جديدة لم يكن يقدمها سابقا، خاصةً فيما يتعلق بالدور التقني.

لذا؛ تمَّت تهيئة مرفق مستحدث لمكونات المبنى المدرسي، يحتوي على أجهزة الحاسوب... وغيرها من مصادر التعلم المختلفة: السمعية والبصرية، إلى جانب المصادر المقروءة؛ بهدف دعم تدريس الموارد المدرسية المختلفة، وتشجيع المتعلمين على التعلم الذاتي.

وحتى لا نخرج عن إطار ما بدأته في أول السطر من نقاش حول الآلية التطويرية لطبيعة عمل مركز مصادر التعلم، في ظل التوجه لتطبيق نظام تعلم إلكتروني مصاحب للحدث الأبرز للعام 2020، فإننا -وبحسب بعض ما اكتسبناه من خبرات في المجال- نرى أنَّ هذا التخصص لابد أن يسلط عليه الضوء بشكل أكبر، ولابد أن يعطَى مركز مصادر التعلم مهمة التحكم والإشراف -الكنترول- على هذه المنصة في المدرسة؛ فالارتباط بين التعلم الإلكتروني ومصادر التعلم كبير، وحاجة التعلم الإلكتروني لوجود مركز مصادر تعلم قوي بالإمكانيات والتجهيزات والموظف المتخصص مهم جدًّا، وكل ذلك متوفر حسب ما نشاهده عيانا في زياراتنا الإشرافية.

يبقى الدور الآن على تدريب إخصائي مصادر التعلم للأنظمة الإلكترونية والمنصات التفاعلية التي ستعتمد في التعليم القادم، وتوفير بعض النواقص بمركز مصادر التعلم التي سيحتاجها النظام الإلكتروني، وتذليل بعض الصعوبات كالنطاقات الشبكية وقوتها في مدرسة دون أخرى.

نقطة على السطر للمهمتين وأصحاب الشأن: برنامج "آفاق المعرفة.. نظام لإدارة مراكز مصادر التعلم" يتيح الكثير من الخدمات الإلكترونية؛ لذا نرجو أن ينال هذا البرنامج الاهتمام الأكبر وأن يتم إعطاؤه المساحة الأوسع لتقديم خدماته الإلكترونية للطلاب والهيئتين الإدارية والتعليمية والمجتمع بشكل عام، خاصة فيما يتعلق بعمليات إعارة الكتب أو بثها إلكترونيا عبر قواعد بياناتها للاستفادة منها.

* مشرف تربوي ومدرب في مجال تكنولوجيا التعليم

تعليق عبر الفيس بوك