خطط تحفيز اقتصادي بـ750 مليار يورو

توقعات بركود أوروبي "أعمق".. و"الاتحاد" نحو حزمة انتعاش "ضخمة"

ترجمة- رنا عبدالحكيم

من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد الأوروبي على نحو أكثر حدة هذا العام، وسيستغرق وقتًا أطول للتعافي من جائحة الفيروس التاجي عما كان متوقعا، مما يزيد الضغط على قادة الاتحاد الأوروبي لوضع اللمسات الأخيرة على خطط حزمة انتعاش ضخمة، وفق تقرير نشرته شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية.

وتتوقع المفوضية الأوروبية أن ينكمش اقتصاد الاتحاد الأوروبي بنسبة 8.3% في عام 2020، وهو أسوأ بكثير من تراجع 7.4% المُتوقع قبل شهرين. ومن المتوقع أن يكون النمو في العام المقبل "أقل قوة قليلاً" مما كان يعتقد سابقًا، مع نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5.8%.

وقال المفوض فالديس دومبروفيسكيس في بيان "الأثر الاقتصادي للحظر أشد مما توقعنا في البداية." وأضاف "ما زلنا نتنقل في المياه العاصفة ونواجه الكثير من المخاطر، بما في ذلك موجة كبيرة أخرى من الإصابات".

كما تمَّ تخفيض توقعات الدول الـ19 التي تستخدم اليورو. ومن المتوقع الآن انكماش بنسبة 8.7% في عام 2020، وهي نقطة مئوية كاملة أكثر من التوقعات السابقة.

وتفترض توقعات المفوضية أن إجراءات الإغلاق ستستمر في التراجع وأنه لن تكون هناك موجة ثانية من الإصابات، وهي عوامل غير مؤكدة إلى حد كبير. وبالفعل، تم فرض إغلاق جديد في المنطقة المحيطة بمصنع لتعبئة اللحوم في ألمانيا، في حين أعادت البرتغال فرض قيود في العديد من مناطق لشبونة بعد ارتفاع ظهور حالات جديدة.

وقالت المفوضية "إن حجم ومدة الوباء، وربما إجراءات الإغلاق المُستقبلية المحتملة، ما زالت مجهولة بشكل أساسي"، مضيفة أن المخاطر السلبية على توقعاتها "مرتفعة بشكل استثنائي". ويعني عدم اليقين الكبير أيضًا أنَّ الاقتصاد قد يرتد بقوة أكبر مما كان مُتوقعًا.

وهناك بعض الدلائل المبكرة على التعافي؛ حيث تعمل البلدان الأوروبية على تخفيف عمليات الإغلاق والترحيب بالسياح والسماح بإعادة فتح بعض الشركات بيعت كل تذاكر متحف اللوفر في باريس، الذي أعيد افتتاحه يوم الإثنين الماضي مع وجود اشتراطات التباعد الجسدي، والتي وصلت إلى 7400 تذكرة متاحة، وفقًا لبلومبرج. وخسر المتحف 40 مليون يورو (45 مليون دولار) في الإيرادات منذ إغلاقه في مارس، ويتوقع أن تصل طاقته اليومية القصوى خلال الصيف إلى 10000، أو أقل من ربع العدد المُعتاد.

ولا تزال دول الاتحاد الأوروبي تحاول الاتفاق على تفاصيل حزمة الإغاثة من الفيروس التاجي بقيمة 750 مليار يورو (825 مليار دولار). وقد لقي اقتراح المفوضية الأوروبية بتوزيع ثلثي الأموال عن طريق المنح معارضة من مجموعة دول تعرف باسم "Frugal Four"- النمسا وهولندا والسويد والدنمارك- التي تفضل القروض.

وستأتي حزمة الإغاثة على رأس 540 مليار يورو (592 مليار دولار) ضمن جهود التحفيز الحالية للاتحاد الأوروبي، إضافة إلى حزم المساعدة الخاصة بالدول، وستكون بمثابة إغاثة مرحب بها لدول مثل إسبانيا وإيطاليا والبرتغال واليونان، التي تعتمد بشكل أكبر على السياحة وقد تضررت بشكل خاص من تداعيات الفيروس التاجي.

ووفقاً للمفوضية، يُمكن أن يساعد صندوق الإنعاش في تحسين التوقعات للمنطقة، فإنَّ توقعاتها لا تأخذ في الاعتبار الحزمة المقترحة لأنها لم توافق عليها الدول الأعضاء بعد. ويمكن لقادة الاتحاد الأوروبي التوصل إلى اتفاق عندما يجتمعون في 17 و18 يوليو الجاري.

وقال دومبروفيسكيس إنَّ التوقعات الجديدة تقدم "مثالا قويا" للحاجة إلى اتفاق بشأن إجراءات الإغاثة.

وترى المفوضية أنَّ الانخفاض في الناتج وقوة الانتعاش "من المقرر أن يختلف بشكل ملحوظ" بين البلدان. وقالت إن هناك "مخاطر كبيرة" تتمثل في أن صعوبات التدفق النقدي "تتحول إلى مشكلات قائمة" للعديد من الشركات وأن سوق العمل يُعاني من أضرار على المدى الطويل.

ومن المتوقع أن ينخفض اقتصاد إيطاليا، التي عانت من أعلى عدد من الوفيات الناجمة عن الفيروس التاجي في أوروبا، بنسبة 11.2% هذا العام، وهو أسوأ انخفاض في المنطقة. وقالت المفوضية إنِّه من غير المتوقع أن يعود الناتج المحلي الإجمالي للبلاد إلى مستوى العام الماضي قبل عام 2022. كما ستتقلص اقتصادات فرنسا وإسبانيا بأكثر من 10%.

تعليق عبر الفيس بوك