3800 نوع من البروتين يستخدمه الفيروس التاجي ليثبت على أهدافه ويلتصق بها

مجلة "نيتشر" تسلط الضوء على أبرز 5 أوراق بحثية حول "كوفيد 19"

تكرار فحوصات "كورونا" أعلى أهمية من دقة الاختبارات

ترجمة - رنا عبدالحكيم

سلطت مجلة "نيتشر" الطبية الضوءَ على أبرز 5 أوراق بحثية حول مرض "كوفيد 19"، ونشرت تلخيصات لهذه الأوراق البحثية.

وفي ورقة بحثية نُشِرت في 26 يونيو، أكدت أن تكرار الاختبار أكثر أهمية من حساسية الاختبار لوقف تفشي المرض. وقالت الدراسة إنه يجب على المجتمعات مثل الجامعات التي يمكن أن تسجل حالات "كوفيد 19" بسرعة خارج نطاق السيطرة، أن تختبر بشكل متكرر أعدادًا كبيرة من الأشخاص، حتى لو كان ذلك يعني استخدام اختبار غير حساس نسبيًّا. وأوضحت أنه يمكن لاختبارات "تفاعل البوليمراز المتسلسل" المعروفة باسم (PCR) الكشف عن آثار ضئيلة من المواد الجينية للفيروس، لكنها مكلفة وبطيئة للحصول على النتائج. ولقياس أهمية حساسية الاختبار، قام مايكل مينا في كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد، وزملاؤه بوضع نموذج لتأثير الاختبار الواسع الانتشار على انتشار الفيروس في مجموعة كبيرة من الأشخاص. ووجد الباحثون أن اختبار المراقبة الأسبوعي، مقترنًا بعزل الحالة، سيحد من تفشي المرض حتى لو كانت طريقة الاختبار أقل حساسية من اختبار البي.سي.آر. وعلى النقيض من ذلك، سيسمح اختبار المراقبة الذي يتم كل 14 يومًا للعدد الإجمالي للعدوى بالارتفاع تقريبًا، كما لو لم يكن هناك اختبار على الإطلاق.. ولم يتم مراجعة النتائج حتى الآن.

وفي 24 يونيو، نشرت المجلة ورقة بحثية بعنوان "خريطة مفصلة بدقة تكشف عن "كعب أخيل" للبروتين الفيروسي"؛ فقد ابتكر العلماء ووصفوا أكثر من 3800 نوع من البروتين الذي يستخدمه الفيروس التاجي الجديد ليثبت على أهدافه ويلتصق بها، وهو إنجاز يكشف عن أي أجزاء من البروتين ترتبط بالخلايا البشرية.

وقبل أن يغزو فيروس "كوفيد 19" الخلية، يثبت بروتين فيروسي بإحكام "الأشواك" على مستقبِل وهو جالس على سطح العديد من الخلايا البشرية. وقام جيسي بلوم في مركز فريد هتشنسون لأبحاث السرطان في سياتل بواشنطن وزملاؤه بتعديل حمض أميني واحد في وقت واحد في جزء رئيسي من الأشواك لإنتاج 3804 متغيرات من البروتين. وأظهرت الاختبارات أن العديد من هذه المتغيرات ترتبط بالمستقبِل على الأقل، وكذلك البروتين الموجود في الفيروس التاجي الذي يسبب الجائحة الحالية.

وفي 23 يونيو، نُشِرت دراسة أظهرت نسبة ملحوظة من المصابين لم تظهر عليهم أعراض أساسية على الإطلاق؛ حيث أظهر مسح لآلاف الأشخاص في إيطاليا أن أقل من ثلث الأشخاص المصابين بـ"كوفيد 19" أصيبوا بأعراض في الجهاز التنفسي أو الحمى. وقام بييرو بوليتي من مؤسسة برونو كيسلر في ترينتو بإيطاليا ومارسيلو تيراني من وكالة الحماية الصحية في بافيا في إيطاليا وزملاؤهم درسوا الأشخاص في مقاطعة لومباردي الذين كانوا على اتصال وثيق مع شخص مصاب. وأصيب ما يقرب من نصف هذه الاتصالات البالغ عددها 5484 بالمرض، ومن بين هؤلاء، ظهرت لدى 31% أعراض تنفسية مثل السعال أو الحمى. وفقط 26% ممن تقل أعمارهم عن 60 سنة ظهرت أيضا عليهم أعراض. وكلما زاد عمر الشخص، زادت أيضًا احتمالات تعرضه للأعراض والمرض بما يكفي ليحتاج إلى رعاية مكثفة، أو يتوفى. ويقول المؤلفون إن النتائج قد تفيد الاستعدادات لتفشي المرض في المستشفيات. ولم يتم مراجعة النتائج حتى الان.

وفي 22 يونيو، نشرت المجلة ورقة بحثية حول تحديد الجينات المضيفة التي تساعد على الغزو الفيروسي؛ إذ يمكن أن يساعد اكتشاف الجينات المضيفة التي تساعد النشاط الفيروسي في تطوير علاجات جديدة، ويكشف عن سبب كون بعض الأشخاص أكثر عرضة لـ"كوفيد 19" من الآخرين. واستخدم جون دونيتش في معهد بورد في كامبريدج، وكريج ويلن في كلية ييل للطب في نيو هافن كونيتيكت، وزملاؤهم تقنية "كريسبر- كاس 9" وتعني التكرارات العنقودية المتناظرة القصيرة منتظمة التباعد والبروتين المتعلق بها، لتعديل الجينات في خلايا القرود المستزرعة. ثم بحثوا عن تلك الجينات التي أثرت على العدوى الفيروسية وموت الخلايا المضيفة. ووجد المسح الذي قام به الفريق جينات ترمز إلى العديد من البروتينات غير المعروفة بمساعدة الفيروس التاجي. ومن بينها البروتينات الموجودة في مسار الإشارات الخاصة بـTGF-B (عامل النمو المحول بيتا)، والتي تشارك في تكاثر الخلايا والموت. كما إن المواد الكيميائية التي تثبط هذا المسار تمنع أيضًا موت الخلايا الناجم عن الفيروس التاجي. ولم يتم مراجعة النتائج حتى الآن.

وفي 4 يونيو، نُشِر بحث حول دور فصيلة الدم في الإصابة بـ"كوفيد 19"، وحدد الباحثون نوعين مختلفين من الجينات البشرية التي يمكن أن تجعل الناس أكثر عرضة لفشل الرئة المرتبط بـ"كوفيد 19". وقام توم كارلسن في مستشفى جامعة أوسلو وزملاؤه بتحليل جينومات ما يقرب من 4000 شخص من إيطاليا وإسبانيا: 1980 شخصًا مصابًا بـCOVID-19 الذين أصيبوا بفشل تنفسي وأكثر من 2000 شخص لم يكن لديهم المرض. وكان الأشخاص المصابون بالمرض أكثر احتمالا لحمل أحد المتغيرين الجينين من الأشخاص الذين ليس لديهم المرض. ويكمن أحد المتغيرات في مساحة الجينوم التي تحدد فصائل الدم. ووجد تحليل المتابعة أن الأشخاص أصحاب فصيلة الدم A+ (إيه موجب) لديهم خطر متزايد من الفشل الرئوي، مقارنة مع أصحاب فصائل الدم الأخرى. في حين أن الأشخاص أصحاب فصيلة الدم O (أُو) تمتعوا بحماية نسبية من الإصابة.

تعليق عبر الفيس بوك