هل تنجح الجمهورية الشعبية في تحقيق الهدف المئوي الثاني؟!

"الصين 2049" يستشرف التحديات الاقتصادية لقوة التنين العالمية الصاعدة

ترجمة - رنا عبدالحكيم

يستشرفُ المؤلفون ديفيد دولار، ويابنج يي هوانغ، وأندي أنجي -في كتابهم "الصين 2049"- التحديات الاقتصادية التي ستُواجه التنين الصيني كقوة عالمية صاعدة؛ حيث من الواضح أن الصين هي القوة الاقتصادية العظمى القادمة في العالم، غير أن الكتاب يثير تساؤلات ملحة حول كيفية وصول الصين إلى قمة العالم بحلول منتصف القرن الحالي.

في العام 2012، أعلنت الحكومة الصينية هدفين مئويين؛ الأول: مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي لعام 2010 والدخل الفردي لكل من سكان الحضر والريف بحلول العام 2021. في حين تمحور الهدف الثاني حول بناء الصين كدولة متقدمة بالكامل بحلول العام 2049، وهو العام الذي تحتفل فيه جمهورية الصين الشعبية بمرور مائة عام على تأسيسها. في الواقع، صعدت الصين بنجاح من أحد أفقر اقتصادات العالم في العام 1978، إلى اقتصاد يرتفع فيه متوسط الدخل في العام 2019. ومع ذلك، يرى الكتاب أن ثمة قدرًا أكبر من عدم اليقين يحيط بالطريق للهدف المئوي الثاني. ويخوض المؤلفون رحلة البحث عن سلسلة من الأسئلة، منها: كيف يمكن أن تؤثر التحديات المحلية المتزايدة مثل شيخوخة السكان والاعتماد على الآلات والذكاء الاصطناعي والمخاطر المالية على نمو الصين واستقرارها؟ وكيف يمكن أن يؤثر تصاعد التوترات الاقتصادية في الداخل والخارج وتلاشي العولمة على البيئة الدولية لتنمية الصين؟ وما هو الدور الذي يمكن للصين أن تلعبه في إدارة التوترات وإصلاح النظام الاقتصادي العالمي وتطوير نقاط التعاون في مواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ وعدم الاستقرار المالي؟

وفي هذا الكتاب، يقدِّم خبراء اقتصاديون من جامعة رائدة في الصين ومن أشهر مؤسسة فكرية أمريكية، تحليلات معمقة لهذه التحديات، وذلك من خلال طرح عدة تساؤلات حول ما يكفي من المواهب والسياسات الصحيحة والمزيج المؤسسي للانتقال من الاقتصاد القائم على المدخلات إلى الاقتصاد القائم على الابتكار. ويتساءل المؤلفون كذلك عن الآليات الواجبة لتحوُّل النظام المالي؛ بهدف دعم النمو الاقتصادي باستمرار وإبقاء المخاطر المالية تحت السيطرة. ويسلط الكتاب الضوء كذلك على طبيعة الإصلاحات المالية اللازمة لتحقيق التوازن بين الكفاءة الاقتصادية والانسجام الاجتماعي، فضلا عن إبراز الأدوار التي يجب أن تلعبها الشركات المملوكة للدولة في الاقتصاد الصيني مستقبلًا. إضافة إلى ذلك، يطرح المؤلفون سؤالا عميقا حول كيفية تأثير المنافسة التكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين على تنمية كل بلد؟ وهل سيبرز اليوان الصيني كعملة احتياطية رئيسية عالمية؟ وهل سيؤدي ذلك إلى زعزعة استقرار النظام المالي الدولي؟ وماذا سيكون دور الصين في المؤسسات الاقتصادية الدولية؟ وهل ستقبل الولايات المتحدة والقوى الراسخة الأخرى دوراً متزايداً للصين وبقية العالم النامي في إدارة المؤسسات العالمي؛ مثل: منظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي، أم سينتقل العالم إلى كتل متنافسة؟

ويقدِّم هذا الكتاب رؤى فريدة حول التحليلات المستقلة وتوصيات السياسة من قبل مجموعة من كبار العلماء الصينيين والأمريكيين. ويُمكن القول إنَّ نجاح الصين أو فشلها في الإصلاح الاقتصادي سيكون له تأثير كبير، ليس فقط على تنمية الصين، ولكن أيضًا على استقرار وازدهار العالم بأسره.

تعليق عبر الفيس بوك