صحفية علمية تكشف إخفاقات مواجهة "كورونا" وسبل تفاديه مستقبلا

"كوفيد- 19".. تخاذُل العالم في مكافحة الوباء يهدد بجائحة "أسوأ"

ترجمة- رنا عبدالحكيم

تستعرض ديبورا ماكينزي الصحفية العلمية المخضرمة، في كتابها "كوفيد- 19" وجهة نظرها الصادمة لكيفية حدوث هذه الجائحة، وسبل التأكد من عدم حدوث ذلك مرة أخرى.

غلاف.jpg

 

وبأسلوب كتابة جذاب يسهل هضمه، عكفت ماكينزي في هذا الكتاب الجذاب والموثق والمحفز على التفكير، على سرد القصة الكاملة حول كيف ولماذا ظهرت الفيروسات السابقة التي كان ينبغي أن تكون بمثابة تأهيل لنا للوباء الحالي، فضلاً عن تسليط الضوء على إخفاقات الصحة العامة الصادمة التي مهدت الطريق للفشل في احتواء تفشي المرض، والأهم من ذلك، ما يجب علينا القيام به لمنع الأوبئة مستقبلا.

ديبورا ماكنزي.jpeg
 

وعلى مدار الثلاثين عامًا الماضية من الأوبئة، تقول ماكينزي إنَّ العالم حصل على ما يكيفه من دروس لوقف تفشي الفيروس التاجي، لكن يبدو أن الأنظمة الصحية لم تتعظ، والنتيجة تفشي جائحة على نطاق لم يسبق له مثيل في حياتنا.

وترى ماكينزي أن الفيروس التاجي "جائحة ما كان يجب أن تحدث أبداً". وتلقي باللوم على عاتق السياسيين لعدم أخذ التحذيرات الصحية على محمل الجد بما فيه الكفاية واستثمار المزيد من الأموال لردع الوباء. وتشير إلى أنَّه حتى نصلح كوكبنا المصاب ونعالج القضايا المرتبطة بالعولمة واختلال الموائل الحيوانية، فمن غير المحتمل أن يكون فيروس كوفيد-19 هو آخر فيروس وبائي، محذرة من أنَّ "الإدراك المتأخر يساعدك على كسب المعركة التالية، وليس الأخيرة".

وغطت ديبورا ماكينزي أخبار الأمراض الناشئة لأكثر من ثلاثة عقود، وتستفيد من تجربتها الثرة لتشرح كيف انتقل كوفيد-19 من تفشٍ محتمل يمكن السيطرة عليه إلى جائحة عالمية. كما تقدم ماكينزي رصدا تاريخًيا مقنعًا لأهم الفاشيات الأخيرة، بما في ذلك سارس وميرس و"إتش 1 إن 1" وزيكا وإيبولا، لتقدم للقارئ ما يمكن تسميته دورة تدريبة مكثفة في "مدخل إلى علم الوبائيات"، وتشرح كيف تنتشر الفيروسات وكيف تنتهي الأوبئة، وتحدد الدروس التي فشل العالم في تعلمها من كل أزمة سابقة.

وبتفاصيل أكثر عمقاً، تصطحب القارئ في جولة موسعة للتعرف على آليات وصول وانتشار كوفيد-19، موضحة الخطوات التي عرفت الحكومات أنها كان بإمكانها اتخاذها لمنع ذلك أو على الأقل الاستعداد لذلك.

وبالنظر إلى المستقبل، تقدم ماكينزي حجة جريئة ومتفائلة؛ حيث تقول: "قد يؤدي هذا الوباء في النهاية إلى تحفيز العالم على التعامل مع الفيروسات بمحمل الجد، ومحاربة هذا الوباء ومنع حدوث وباء آخر سيعجل بإجراءات سياسية على كافة الأصعدة على مستوى العالم، سواء من الحكومات أو المجتمع العلمي أو الأفراد أنفسهم.

وتحذر المؤلفة من أنَّ جائحة أخرى ستأتي بالتأكيد، ربما قريبًا، ومن المُحتمل أن تكون مختلفة نوعاً ما عن أنفلونزا الطيور، لكنها على أيِّ حال ستكون "أسوأ من ذلك الذي نُكافحه الآن".

وتشمل الإجراءات التي تقترحها ماكيزني، تعزيز جهود المراقبة والإبلاغ عن الأمراض الناشئة، وتخزين الإمدادات الطبية مثل الكمامات والمضادات الحيوية لمُكافحة الأمراض المعروفة، فضلاً عن تطوير "القدرة التصنيعية المتصاعدة"، ومساءلة الحكومات عن تلك الإجراءات والوعود التي تمَّ تقديمها.

وتختتم المؤلفة كتابها بالتأكيد على أنّ "ثمَّة أمر واحد يمكننا قوله بيقين صادق وهو أنَّ كوفيد-19 لم يتم تخليقه مخبريا".

تعليق عبر الفيس بوك