الوباء يتسارع وسط محاولات تجنب فرض الإغلاق مجددا

"فايننشال تايمز": تخفيف قيود كورونا "نهاية البداية" ولا بديل عن التعايش المُؤلم

ترجمة - رنا عبدالحكيم

"نِهَايَة البِدايَة".. بهذا التوصيف باحتْ صحيفة "فايننشال تايمز" -في افتتاحيتها- بجُملة مخاوف وهواجس جرَّاء حالة التخفيف غير المحسوب للقيود الاحترازية التي فُرضت لمواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) في بعض البلدان حول العالم، موضحةً أنَّ "الوباء العالمي يتسارع... وقد استغرق العالم ثلاثة أشهر فقط للوصول إلى مليون حالة مؤكدة".

وألمحت افتتاحيةِ الصحيفة البريطانية إلى أنه "في حين أن سكان الدول الأوروبية والولايات المتحدة قد يأملون أن يكون تخفيف الإغلاق بمثابة بداية النهاية، إلا أنها مجرد نهاية البداية، فالوباء يدخل مرحلة جديدة؛ ويجب أن يتعلم العالم كيف يتعايش مع الفيروس، إلى أنْ يتوافر العلاج أو اللقاح".

ولفتت إلى أنَّ الأرقام قاتمة، وأنَّ الحالات المؤكدة عالميًّا تقترب من 10 ملايين، 25% منها في الولايات المتحدة وحدها، التي تفوق الحالات الجديدة فيها ذروتها من أبريل الماضي.. معرِّجة في ذات السياق على مكان آخر في الأمريكتين -المركز العالمي للوباء- حيث تجاوز إجمالي عبء البرازيل مليون شخص، وتجاوز إجمالي عدد الوفيات 50,000 حالة.

وقالت الصحيفة إنَّه "في حين أن معظم الانتشار الأولي للفيروس بعد انتقاله خارج الصين وشرق آسيا كان في الاقتصادات الغربية، إلا أنَّ التركيز الآن على العالم النامي بما في ذلك بعض الدول الأكثر كثافة سكانية؛ حيث يتنامى عدد الحالات الجديدة من المكسيك إلى جنوب إفريقيا إلى الهند؛ إذ يصعُب الحفاظ على التباعد الاجتماعي في الأحياء الفقيرة أو البلدات أو الأحياء الفقيرة؛ حيث تكون العائلات متعددة الأجيال مزدحمة في ظروف ضيقة وغير صحية.

وأشارت الافتتاحية إلى أنه في البلدان ذات الاقتصادات غير الرسمية الكبيرة، قد يتضور أولئك الذين لا يستطيعون العمل جوعًا، ضاربة مثالا بالهند، التي أدى التأمين المتعجل فيها إلى تقطُّع السبل بملايين العمال المهاجرين الداخليين دون توافر سبل العيش أو الدعم، مما دفع الكثير منهم للبدء في التنقل إلى قراهم.

وأضحت الصحيفة أنَّ التكلفة الباهظة لعمليات الإغلاق تعني أنه حتى الدول الغنية ستفعل كل ما في وسعها لتجنب فرضها للمرة الثانية، وأنَّ العديد من الشركات ستميل إلى الحافة، بعدما أصبحت الاقتصادات المتقدمة والناشئة الآن -إلى حد ما- في نفس القارب، مطالبين جميعًا بالاعتماد على تدابير التخفيف، والمزيد من الحجر الصحي لاحتواء تفشي المرض.

ووضعت "فايننشال تايمز" جُملة محددات مهمَّة للتعايش مع الوضع العالمي الجديد؛ منها بناء أنظمة اختبار وتتبع وعزل شاملة، وزيادة قدرات المستشفيات ومراكز العزل، إضافة لتعزيز الاستثمار -على الأقل- في الاختبارات الجماعية (تحاول الهند اختبار 29 مليونا من سكان نيودلهي). بالإضافة لجُملة المقاييس العالمية كالتباعد الاجتماعي قدر الإمكان، ونظافة اليد، وآداب السعال من خلال تغطية الوجه لإبطاء انتقال العدوى، خاصة من قبل أولئك الذين لا يعرفون أنهم مصابون.

واستندت الصحيفة فيما ذهبت إليه أخيرًا إلى إشارة تيدروس أدهانوم غيبريسوس رئيس منظمة الصحة العالمية، الأسبوع الماضي، عن أن نقص التضامن في مكافحة الفيروس أخطر من تفشي المرض نفسه.. مختتمةً بأنه "لم يفت الأوان على القيادة والتعاون العالميين لإحداث الفارق".

تعليق عبر الفيس بوك