أين نحن من الذكاء الاصطناعي لتصريف المياه؟

سُعاد بنت سرور البلوشية

Balushisuad84@gmail.com

الموارد المائية أحد أهم الموارد المرتبطة بالحياة البشرية والتنموية التي ينبغي إيلاؤها الأهمية لاستدامتها، بالتركيز على فنِّيات وآليَّات الإدارة السليمة لهذه الموارد باستخدام مختلف التقنيات المتقدِّمة، والتي وفَّرتها ثورة المعلومات والاتصالات، فأين نحن في سلطنة عُمان من الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتصريف المياه، التي تتسبَّب سنويًّا في الكثير من الخسائر المادية والمعنوية للحكومة والأفراد؟

إذا نظراً لتنوُّع المناخ الجغرافي الذي تتميَّز به السلطنة، وتعدُّد أنواع مصادر هذه الموارد التي تتسبَّب في إيجاد نوع من الصعوبات في إدارتها والتحكُّم فيها بانتظام، فإنَّنا بحاجة مستعجلة لحلول ذكية تلبي احتياجات المواطنين التي حددتها الحكومة، في توفير مقوِّمات الازدهار وسبل العيش الكريم مع خدمات ذات جودة عالية وكفاءة دائمة، تعتمدُ على توظيف الأدمغة المبتكرة والمبدعة التي تتميَّز بها الثروة البشرية الوطنية، والتركيز على البحث والدراسات العلمية والتطوير والتخطيط الأمثل، في إيجاد بدائل بسيطة وملائمة لكل منطقة وفقاً لتضاريسها وظروفها الطبيعية، واستحضار عبقرية العُمانيين قديماً في ابتكار الأفلاج وآلية توزيعها بسيناريوهات ضمنت استدامتها لعقود عدة.

والذكاء الاصطناعي باتجاهاته وانعكاساته المختلفة يُعد تقنية متطورة يُمكنها حل الكثير من المشاكل التي تواجه المجتمعات بالمحاكاة والنمذجة، فيمكننا -ومن خلال الخبرات البشرية- فتح مجال المشاركة للباحثين والطلاب والمبتكرين من مُخرجات المؤسسات التعليمية العالية المحلية والدولية، في الاستعانة بهذه التقنيات والأجهزة الإلكترونية المنتشرة والقائمة على الشبكة لإيجاد نظم متكاملة لإدارة مواردنا المائية، وفقاً للتحديات التي تُواجهها في الوقت الحالي بشكلٍ عام، وعند سقوط الأمطار أو الأنواء الاستثنائية بشكلٍ خاص، على سبيل المثال، بتشكيل فرق عمل تعمل كخلية واحدة وفي وقت قياسي للحصول على نتائج ناجحة مع اختصار في الوقت والجهد.

كما أنَّ التعاونَ بين المهندسين والفنيين والتقنيين المهتمين بالذكاء الاصطناعي من المؤسسات الحكومية أو الخاصة مع أفراد المجتمع المدني، بدمج المعلومات التفصيلية عن المياه بمختلف أنواعها (كمياه البحر، مياه السدود، مياه المساجد، مياه الصرف الصحي...وغيرها)، ومستويات انتشارها وتجمعها وكميات توصيلها واستهلاكها وصرفها، وما إلى ذلك من حقائق وبيانات تتعلق بهذا المورد الحيوي المهم، للوصول إلى معادلات عادلة تضمن استمرار توزيع هذه المياه وفق شبكات صرف تواكب مختلف التغيرات التي تمر بها البلاد.

فالحاجة لوضع هذه التقنيات الحديثة موضع اهتمام لصناع القرارات، وبالأخص أولئك المكلفين بإدارة موارد المياه في السلطنة، أولوية مهمة، ولا تشكل هذه الأولوية سوى واحدة من أصل مجموعة أكبر من الأولويات في مجالات مختلفة متأثرة، يقتضي التعمق فيها والتركيز على أبعادها القريبة والبعيدة، لتحقيق أشكال اصطناعية من الذكاء في البحث والتخطيط والاستقراء واستشراف المستقبل بأذهان منفتحة تساعد على التفكير في مجالات تطبيق واعدة وبأقل المخاطر.

تعليق عبر الفيس بوك