الأنظار تتجه نحو الاجتماع المقبل للتحالف المقرر في 15 يوليو

بين اكتفاء روسي وتطلعات خليجية.. هل يستمر اتفاق "أوبك بلس" بعد سعر 40 دولارا للبرميل؟

الرؤية - الوكالات

ترك تحالف «أوبك بلس» الباب موارباً أمام احتمالات عدة بشأن مصير اتفاق حول تخفيضات غير مسبوقة في إنتاج النفط، إذ لم يتضمن بيان التحالف عقب اجتماع لجنة المراقبة الوزارية يوم الخميس الماضي أي إشارة إلى تمديد الاتفاق. والاتفاق الذي توصلت إليه «أوبك بلس»، في أبريل الماضي يقضي بتخفيضات تاريخية تبلغ 9.7 مليون برميل يومياً، تشكل 10% الإمدادات العالمية.

وبدأ تنفيذ الاتفاق مطلع مايو الماضي، وكان من المفترض أن يستمر حتى نهاية يونيو الجاري، إلا أن اتفاقا مطلع الشهر الجاري، قضى بتمديد الاتفاق حتى نهاية يوليو المقبل. وفي مطلع أغسطس، سيتم تقليص خفض الإنتاج إلى 7.7 مليون برميل يومياً حتى نهاية 2020، وتقليصٍ ثانٍ إلى 5.8 مليون برميل يومياً يبدأ مطلع 2021 حتى أبريل 2022. في تعاملات نهاية الأسبوع الماضي، وبعد ساعات من تأكيد «أوبك بلس» الامتثال لتخفيضات الإنتاج، قفزت أسعار خام برنت لتتجاوز 42 دولاراً للبرميل، فيما اقترب خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي من 40 دولارا.

وتتجه الأنظار إلى اجتماع التحالف المقبل، المقرر في 15 يوليو المقبل، للنظر في إمكانية مد أجل التخفيضات كما هي الآن لشهر آخر، أو الاكتفاء بالفترة المحددة. لكن لا يبدو أن هناك تجانسا في مواقف «أوبك» والمنتجين الآخرين من خارجها، بشأن تمديد التخفيض بحده الأقصى. وعدا عن خلو بيان تحالف «أوبك بلس» من إشارة إلى مصير التخفيضات بعد يوليو، بدأت روسيا التلميح إلى أنها غير معنية بالتمديد.

وبسعر برميل النفط الحالي، وصلت روسيا إلى نقطة التوازن في ميزانيتها، في حين لا تزال السعودية، التي تعاني عجزاً متزايداً دفعها للاقتراض أكثر من مرة هذا العام، بعيدة عن هذه النقطة. وبينما لا تحتاج روسيا إلى أكثر من 42 دولاراً للبرميل لتحقيق التوازن في ميزانيتها، فإن دول الخليج عموما تحتاج إلى سعر فوق 50 دولارا للبرميل في الحد الأدنى للكويت، و84 دولارا في الحد الأقصى للسعودية، لتحقيق التوازن. وتتمتع روسيا بتنوع في اقتصادها يمكنها من تحمل أسعار أقل للنفط، لكن الاعتماد الكبير لاقتصاد السعودية على العائدات النفطية بنسبة تفوق 80 في المئة، يدفعها دائما للضغط في اتجاه رفع الأسعار في الأسواق العالمية. ونقلت صحيفة «آر بي سي» عن رئيس الصندوق السيادي الروسي، كيريل ديمترييف، قوله إن موسكو لا ترى جدوى من تمديد تخفيضات صارمة لإنتاج النفط العالمي، مع اتجاه الاقتصاد العالمي نحو التعافي من تداعيات جائحة كورونا.

وتحمل هذه التصريحات إشارة إلى أن روسيا، ربما لن تكون معنية باستمرار التخفيضات بمستواها الحالي إلى ما بعد الشهر المقبل. وقال ديمترييف «نرى بالفعل أن الاقتصادات بدأت تخرج من فيروس كورونا والأسواق تتعافى، ما يدعم الطلب على النفط، لذا لا نرى جدوى لتمديد القيود الصارمة لأكثر من شهر».

وفي وقت سابق الأسبوع الماضي، صرح وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أن موسكو تشعر بالرضا إزاء الأسعار الحالية. وربما تواجه السعودية، ومعها دول «أوبك» تحديا آخر يحول دون تحقيق رغبتها في تمديد خفض الإنتاج بالحد الأقصى لفترة أخرى، يتمثل برفع شركات أمريكية لإنتاجها من الزيت الصخري، في مسعى لتعويض الخسائر التي تكبدتها إبان حرب الأسعار في مارس وأبريل.

وأظهرت آخر أرقام صدرت عن «إدارة معلومات الطاقة الأمريكية» أن إنتاج النفط في الولايات المتحدة هبط إلى 10.5 مليون برميل يومياً في الأسبوع المنتهي بتاريخ 12 يونيو الجاري، وهو أدنى مستوى منذ مارس 2018.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة