العمل عن بعد

 

سعيد بن علي البادي

العمل عن بُعد أو العمل من المنزل أو غيرها من المسميات التي يحلو للبعض إطلاقها، يعرف بأنَّه العمل أو المهام الوظيفية التي يمكن للموظف إنجازها بدون الحضور لمقر العمل أومبنى المؤسسة مستخدمًا وسائل الاتصالات بمختلف أنواعها. وهناك العديد من المجالات والتخصصات التي يُمكنها تقديم الخدمات عن بعد كأعمال الصيانة والتعليم وتقديم الخدمات الاستشارية والبرمجة والتسويق وغيرها حسب طبيعة ونوعية المهام أو الأعمال المطلوب تقديمها للمستفيدين. وقد تمَّ تفعيل هذا النوع من الأعمال حديثاً في بعض المؤسسات وذلك بسبب تعرض السلطنة كغيرها من دول العالم لجائحة كوفيد19 التي أثَرت سلبًا على معظم القطاعات بسبب تطبيق الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار الفيروس المسبب للمرض.

من إيجابيات وفوائد العمل عن بعد للمؤسسة، تقليل تكلفة تشغيل مقار العمل من حيث توفير مصاريف إيجار المكاتب والصيانة وتوفير فواتير الكهرباء والماء وغيرها من التكاليف التشغيلية المتعلقة بتجهيز المباني. بالإضافة إلى ذلك سرعة وجودة إنجاز المهام حيث إنه يتم إسناد المهام اليومية للموظف باستخدام شبكة الإنترنت. إلى جانب ذلك تحسين إنتاجية الموظف من خلال استغلال الوقت المهدر من قبل الموظفين بسبب روتين وبروتوكولات الحضور اليومي لأغراض تسليم واستلام المهام اليومية يدويًا والتزام الموظف بتسجيل الحضور والانصراف بنظام البصمة أو غيرها من الجوانب المستهلكة لوقت العمل. ومن جانب آخر، يُمكن للمؤسسة استثمار وقت الموظف لتأدية أكثر من مهمة في نفس الوقت باستخدام نفس الموارد المتوفرة. كذلك تقليل طلب الموظف للإجازات سواء المرضية أو الطارئة التي تستهلك الكثير من أيام العمل على حساب إنتاجية المؤسسة.

أما التحديات التي تواجه المؤسسة في تطبيق العمل عن بُعد فهي كيفية الحفاظ على مستويات الخدمة المُقدمة من حيث الجودة المطلوبة للمستهلك. إضافة إلى ذلك، قدرة المؤسسة على تصميم المهام الوظيفية المكلف بها الموظف وتأطير هذه المهام بوقت محدد ومناسب لإنجازها بحيث من الممكن إدارة وتطوير أدائه اليومي عن بعد، وهنا تكمن قدرة المؤسسة على التكيف مع متغيرات سوق العمل مع تحقيق مستويات إنتاجية مرتفعة .

أما من جانب الموظف، فهناك الكثير من الإيجابيات التي يمكن اكتسابها من خلال تطوير مهارات الاتصال والتواصل مع الآخرين وتنمية مهارة إدارة الوقت والأولويات ومهارات حل المشاكل واتخاذ القرارات المناسبة. ويمكن للموظف استغلال الوقت في التعلم وتطوير معرفته في مجال العمل من خلال حضور الدورات التدريبية التي تقيمها المؤسسة أو من خلال البرامج المتوفرة على شبكة الإنترنت. أما من الناحية النفسية فإنِّ إعطاء الموظف مساحة من الحرية لإنجاز مهام عمله سيرفع من إنتاجيته وكذلك شعوره بالمسؤولية تجاه مؤسسته ومجتمعه.

وبما أنَّ مفهوم العمل عن بعد تعتمد فكرته على إسناد مهمة ما إلى موظف أو شخص ما يمتلك مهارات معينة ينجز هذه المهمة خلال وقت متفق عليه، فإني أراه أحد الحلول التي من الممكن أن تلجأ إليها المؤسسة لتقليل نفقات التوظيف والمشاريع وغيرها من المهام المؤقتة، أما من ناحية الفرد، فقد يكون حلا "مؤقتا" للباحث عن عمل ليستثمر وقته في عمل في ذات تخصصه أو مهارة معينة عن طريق التعاقد مع صاحب عمل. وكذلك يعتبر حلاً لمن أراد الالتحاق بعمل إضافي.

تعليق عبر الفيس بوك