منصات تعليم عُمانية الابتكار.. جهد يستحق الدعم

 

منير بن محفوظ القاسمي

@muneer_alqasmi

نفرح كثيرًا عندما نعلم أنَّ مُعلمًا قام بإنشاء منصة تفاعلية لطلابه، استعان بها لتدريس مادته عن بُعد، ونسعد أكثر عندما نسمع أنَّ هناك مجموعة من المبتكرين قاموا بتصميم تطبيق تعليمي يُعين المستفيدين على متابعة دروسهم، وتنتابنا الغبطة عندما نرى توجُّها تربويًّا من أصحاب القرار للاهتمام بأنظمة وبرامج التعليم الإلكتروني.

وعليه.. نرسم الآمال بوجود منصات تعليمية عمانية مبتكرة ومتنوعة قد تتطوَّر وتتقدَّم مع مرور الوقت لتشكل داعما تكنولوجيا قويًّا في السباق المحموم نحو مواكبة عالم الرقمنة والذكاءات الاصطناعية للأنظمة العالمية.

وهذا ما وجدناه في ظل جائحة كورونا، فإنَّ هذه الأزمة أعطت الحياة لابتكارات لم يكن ينظر إليها سابقا رغم وجودها؛ فالمنصات التعليمية لم تكن وليدة اللحظة، بل تواجدت سابقا بقوة، وبدأ كثير من المهتمين بالمطالبة بالتركيز عليها كوسيلة مهمة من وسائل التقنية التفاعلية، إلا أنها كانت حبيسة الاقتناعات الفردية لبعض صناع القرار، وليكن.. فما يهمنا اليوم أننا على أعتاب القناعة والرضا المجتمعي بها.

ولتوضيح عمل المنصات التعليمية والجهد المبذول في تصميمها؛ فهي بالعادة تأتي في نوعين؛ فالنوع الأول بناء منصة تعليمية من الصفر بحسب متطلبات المصمم أو المؤسسة التعليمية، وهذا الخيار يكلف كثيرا، والنوع الآخر هو استخدام منصات تعليمية مجانية جاهزة، أو الاشتراك بها؛ أشهرها: نظام موديل Moodle؛ وبالعادة فإنَّ هذه المنصات المجانية يُمكن تحميلها على موقع معين وتثبيتها، وبدء العمل بها مباشرة، مع إمكانية تطويرها حسب ما يراه المصمم لتتلاءم مع كل جهة تعليمية.

وعلى سبيل الدعاية لها، وهي تستحق ذلك، تتواجد منصات عُمانية تقدم خدمات جليلة للطلاب والمعلمين كمنصة "أسهل"، ومنصة عمان أكاديمي، وتطبيق منصة دروس عمان الرقمية، ومنصات أخرى واعدة، أسَّسها مجموعة من الشباب العمانيين الواعدين لتقديم الدعم التعليمي للطلاب عبرها، وهي بمثابة أيقونة يجب الإشادة بها، ولكن لنعلم أيضا أنَّ الجهد في إنشاء هذه المنصات أو إتاحتها عبر الشبكات ليس بالهين أبدا؛ فهي تحتاج لدعم مادي أيضا.

وعليه.. نأمل أنْ يلاقي هؤلاء الشباب الدعم المستحق لتتقدم هذه المنصات، وتكون شريكا حقيقيا للتعليم الواعد في قادم الأيام.

 

* مشرف تربوي ومدرب في مجال تكنولوجيا التعليم

تعليق عبر الفيس بوك