قطة وافدة في القدس الغربية وأخرى متمترسة بالقدس الشرقية

 

سلطان بن سليمان العبري

Sultan12444@gmail.com

بعدما سجَّلت كثيراً من الملاحظات على هاتفها، فكرت أن تُثبتها على ورقة في دفتر ملاحظاتها الذي لا يفارقها -على الأقل في تنقلاتها البعيدة- من يدري فقد تنسى أو تُضيِّع هاتفها أو قد يُسرق!

كما سرقت منها أشياء كثيرة، هكذا فكرت "راشيل" أو"رشا" التي تنام وتصحو وهي مقسُومة لقسمين، تماما كـ"القدس" الشرقية والغربية، بلد أبيها الفلسطيني وأمها البولندية، لكن مع اختلاف كبير، فـ"خضر" الوالد مسلم، كان عليه أن يجتاز مئات العراقيل ليتزوج بـ"أيالا" أو "أييليت" اليهودية.

هكذا كانت تدوِّن في ملاحظاتها بعدما سألت أمها عن معنى اسمها الذي ظنته مأخوذًا من اللغة الإنجليزية "إيليت - النُّخبة" وإذا بعيونها تتسع دهشة، حين عرفت بأن الاسم "أيالا" مأخوذ من كلمة عربية "الإيائل - الغزلان" وهذا زاد من شكوكها، فكل شيء مأخوذ، مستورد حتى الاسم.

ومع ذلك هي مُضطَّرة للبحث وتقصِّي حقيقة كل شيء بدءاً من الاسم، وحتى عن شكلها المحيِّر بين اللونين الأشقر العائد لأمها والسُّمرة الخفية الممزوجة ببعض "البرونزي".

راشيل مُضطرة للبحث عن كل شيء لتدافع عن وجودها في عائلة مقسومة بين ديانتين، وبين بلد يتنازعه طرفان، بلد مشطور كالرئتين، كالبُطين الأيمن والأيسر في القلب الواحد، كتكملة حبَّتي الجوز والبندق، نصفه لها والنصف الآخر المفروض أن يكون لها بدون تردد، عليها التفكير في شخص آخر، قد يكون أي من أفراد عائلتها ليشاركها ما تبقى من قلبها الشكاك !

"راشيل" تفكِّر هكذا دائمًا في النصفين ليكونا واحدًا يوماً ما، ورُبما في الواحد الذي قُسم لقسمين، فلسطين بلد أبيها وهذا مُؤكد بالنسبة لـ"خضر"، لكن عليها التأكد من ذلك بنفسها خاصة أن أيالا -أمها البولندية- تقول أيضا إنَّ فلسطين لها، مع تعديل خطير، تغيير الكلمة لإسرائيل أيضا. لهذا؛ كان عليها أن تترك برلين ولو شهراً واحداً، لتحاول لم شطري القلب "الساندويتشة" لبعضهما البعض، على أمل أن تُشبِع فضولها وليس بطنها فقط.

كتبتْ في الدفتر الصغير أشياء كثيرة منها: كاميرا، ملابس، نظارة شمسية وأخرى طبية، وقبل أن تلقي برأسها للمخدة، قامت من سريرها مذعورة لتضيف لدفتر ملاحظاتها كلمة "ميكي"!

قالت في سرها "كيف نسيت ميكي"، ابتسمت، ثم عبست!!

- يا الهي، لا بد أنَّ علي الذهاب لإدارة المطار لتثبيت نقل قطتي اللطيفة.

- عادي، المهم "ميكي" يكون معي، أبي سيقوم بالمهمة، فهو تاجر، ويعرف أدق تفاصيل ترحيل الأغراض في طائرات السفر حتمًا.

نامت وهي تهزُّ رأسها قبل أن تحشوه في السرير، وهمست: "بعد أسبوع سأعرف كل شيء!".

امتلأت الطائرة فعلا بأشخاص كُثر، ملوَّنين من كل بلد وطائفة ولون، بيض أوروبيون، سُمر أفارقة، لم تكن تراهم، قلبها مشغول بالقدس كما يُسمِّيها أبوها، وأورشليم كما تُسميها أمها، قبل أن تصرخ " الذهب يا ذهب بالعربي" ؛ فأورشليم معناها كوة الشمس واسم "الدلع" قبة الذهب، وعليها أن ترى أخيرًا وتطبق كل ما في خيالها على أرض أبيها وأمها.

هبطت الطائرة في مطار بن غوريون الدولي، ومن على المدرج أحست أنها هبطت على كومة من المشاكل، جدتها وعماتها يرقصن ويلوحن ويصرخن، وجدتها لأمها وخالاتها، ينظرن بقرف للطرف الآخر.

همستْ في نفسها "تو الناس، ردينا للمشاكل"، خفت الحدة حين نزلت في حضن جدتها اليهودية التي قالت بصرامة، اتفقنا أن نتقاسم أيامك، أسبوع لنا وأسبوع لهم، وستبدأين معهم، ثم اقتربت من أذنها وهمست: "اسمعي منهم وارمي في البحر، سنخبرك بالحقيقة نحن"، وما إن انتقلت لحضن جدتها "المقدسية" حتى شمت في ثنايا ملابسها رائحة مأكولات لا تعرف عنها شيئا!

مشت، تنقلت في بيوت قديمة وآثار عز ومجد غابر يملأ طرقات القدس الشرقية، باتت تشم رائحة هواء مختلف ونسيم عليل يملأ رئتيها بما لم تشمه وتعيشه لا في برلين ولا في وارسو أو أي عاصمة أوروبية، وهواء ممزوج برائحة تعب وثقافات وأناس وديانات وتمور وبخور ممزوج بتعب وعرق صيادين وبحر وأشجار برتقال وفواكه متنوعة لا تعرفها، تحسها فقط، كل هذه الأشياء  كيف تجمعت هنا "همست في سرها" فيما "ميكي" أحس برعشة من نوع ما، أنفه بات يعمل أسرع وأكثر، فهو مثلها يستكشف مكانًا مختلفا عليه.

بالسيارة لم تتحسَّس المكان كما أحبت، وليلة الأمس قضتها في أحضان عائلة لا تتقن لا الألمانية ولا الإنجليزية كثيرًا، لهذا كانت لغة العيون هي الحاضر الغالب، ورائحة الأكل الممزوج بكل التوابل الشرقية وتنوعاتها مع كمية كبيرة من الملح التي لم تعهدها، والسكر في الحلويات على الطاولة التي لم يكن فيها مكان لأي صحن صغير، كانت تريد أن تخبرهم عن الفارق بين الأكل الالماني المسلوق والأكل الذي تتذوقه لأول مرة بشكل مختلف من يد جدتها وعماتها، كان لذيذاً شهيًّا لدرجة همست في سرها معها" يبدو أني سأعود الى برلين دبة قطبية، لا هم لها سوى النوم والأكل"!

اليوم عليها أن تخرج مع عمتها "أمنية" التي تخرَّجت في قسم الدراسات الإنسانية  قريباً، في رحلة استجلاء لمكان تخيلت أن أباها كان يمشيه صُبح مساء، كانت تضع قدمها على الشارع وتتوقف لثوان أحيانا، على أمل أن توافق خطوتها خطوة أبيها في مكان ما.

الفضول يكاد يقتلها، لكنها لم تشأ أن تزعج عمتها بكثير الأسئلة، عن أجداد ماتوا، جيران وأناس يتجددون، وعن بعض الأوساخ والرسوم و"الشخابيط" على الجدران، وعن صوت يتكرر في كثير من الشبابيك، سألت عمتها، لمن هذا الصوت الجميل!

- فيروز، لبنانية تحب القدس وتغني لها، تغني للجمال ولكل شيء حلو.

- ليتني أفهم ما تقول، فصوتها جميل وواضح أن فيه صدق.

سألتها عمتها: كيف عرفت؟

- لا أدري ، هكذا وصل لقلبي.

فجأة توقف "ميكي" ولم يعد يمشي معهم، استدارت لتستجلي الأمر ، وإذا بـ"ميكي" ينظر لما يمكن أن تكون قطة تبحث عن أكل حول القمامة؟

قالت في سرها: "قطة من القدس" أهذا وقته!

أكملتا، كانتا تتناقشان قليلا؛ فعمتها لا تدري من أين تبدأ، في كل مرة تريد الإجابة عن سؤال ما، تتخيل أن عليها أن لا تكون فظة ولطيفة، والأهم قليلة الكلام "هكذا ظنت الأوربيين"، لكنَّها قررت فجأة أن تُثرثِر، فابنة أخيها عطشى للمعرفة والكلام، وإلا لما زارتهم بعد كل هذه السنين.

حدثتها قليلا عن الـ144 دونم (وحدة قياس الكيلومترات في فلسطين والأردن)، التي "لنا" لأبيها أم لامها وعن مساحات شاسعة راحت بطرفة عين، عن قرى تحطَّمت وعن دير ياسين وعجور وقرى وناس إما ماتوا أو تشردوا في دول كثيرة.

وعن دُموع ذرفت وعيون نامت بين ركام الأحزان، كانت تفكر رشا "هي هنا بالمكان العربي رشا" هكذا وصاها أبوها، حين تذهب للجانب الآخر ستصبح راشيل، الآن هي رشا، الغزالة الجميلة التي تشم رائحة الماضي، رائحة القدس الشرقية، رائحة تمتد لمساحات رحبة أو تزيد "لما حولها" انتبهت للكلمة بعدما استشهدت عمتها بجملة "القدس وما حولها"، وكانت تلك فرصة للعمة أن تحكي عن بلاد الشام كوحدة واحدة وليس القدس ونابلس ورام الله ويافا وحيفا وغيرهم فقط. حتى إنها رأت في نفسها القوة -بعد تردد- لتخبرها عن أمة تمتد من المحيط إلى الخليج، وعن أمة عالمية إنسانية الطابع مختزلة في الإسلام، القدس لهم كلهم.

همست في سرها: "لا يحدث هذا في الفاتيكان"، ولا في اليونان ولا روما أو برلين، كلهم مدن، واضح أني دخلت في متاهة.

جاعت وأرادت أن تأكل، اقترحت أن تذهب لأول مطعم تواجهه الآن، قالت لعمتها:

- هذا المطعم نظيف.

- هذا المطعم "ازكى" مطعم بيعمل فول وحمص وفلافل.

- ماذا يعني حمص وفلافل؟

- همست في سرها وهي تتأفف بصوت منخفض: "واضح أني سأتعب اليوم، الله يعيني ستوقفني عند كل كلمة"

- تفضلي بعدين بنحكي.

- قطتها أرادت أن تدخل معها كما اعتادت، لكن البائع ورغم ترحيبه الحار نهاها عن إدخالها للمحل، حتى لا تقفز هنا أو هناك، كما اعتاد من القطط العربية!

بعد معركة كلامية من طرف واحد تحدثت فيها بالألمانية دون أن يفهمها أحد، جلست غاضبة، وسألت عمتها:

- ما بها قطتي، لِمَ لا تدخل معي، أين اتركها؟

- أخبرتك أن لا تحضريها معنا، الله يسامحك.

صحوتها المتأخرة من النوم وتفكيرها فيما ترتديه وتتنازع مع عمتها حوله "مناسب وغير مناسب" للناس والمجتمع، وقائمة المحذورات التي سمعتها من جدتها، يكاد قرص الشمس يكتمل في سماء القدس، وفجأة ارتفع صوت الأذان، ليرج صحون الفول والحمص والفلافل وقبل كل ذلك قلبها فيما ذيل ميكي من بعيد يهتز أيضا.

لم تعرف كيف تعبر عن شعورها الغريب تجاه كم المشاعر والمعلومات التي تلقتها حول العالم الجديد الذي دخلته بقدميها، غير تقبيل عمتها طويلا بعدما احتضنتها وبكت حتى أيقظتها رائحة غريبة انبعثت من ملابس العمة فيها أكثر من شيء لا تعرفه، قالت للعمة:

- شكرا!

- على ماذا ؟

- كل شيء: صوت الأذان، الأكل، الناس، المكان.. وأرادت أن تكمل فقاطعتها!

- لا شكر على واجب، مع أنك لست غريبة، أنت بنت أخي.

"لست غريبة" ماذا تعني قالت في سرها، أنا وكل شخص يبلغ الـ18 من عمره نصبح غرباء حتى عن ذوينا، تصبح لنا حياتنا الخاصة، لماذا يتجاوزون العمر هنا؟ لماذا يحتكرون الآخر هنا؟ سألت عمتها:

- العائلة حبيبتي ما بتموت حتى لما تموت حقيقة بتظل فينا، إحنا الشرقيين هكذا، نحن نشتاق ونبقى مع بعضنا البعض.

على هذا المنوال مضى اليوم الأول، والثاني والثالث والرابع وحتى الخامس والسادس، كلام كثير، انطباعات، وحكايا عن القدس والممتلكات، حدودها، حدودنا، الدين، الصلوات، اللباس وكل شيء إلا الحب، الحب محرم هنا، أمر مسكوت عنه، الحب غير مُعلن، هكذا اكتشفت رشا؛ حيث تخفض البنات أصواتهن حين يحببن أي شيء، يهمسن همسا لا يصرحن، حين يحبون، وعيونهن تلمع!

في الليل، فكرت في لمة العائلة، المزاح، النكات، كل هذا الاحترام من الصغير للكبير، كل هذا الحرص والحب من الكبير للصغير.. قبلت الوسادة مُمتنة للأيام التي قضتها مع عائلة، لمست وأحست بحبها أكثر مما سمعت صراحة.

جاء وقت الرحيل، أسراب من عمات وجيران وجدات وأعمام وأصحاب جاؤوا مودعين، البعض يدمع، الكثير يبكي بحرقة، وهذا أفزعها!

 قالت راشيل:

- لماذا كل هذا البكاء على بنت يرونها أسبوعًا واحداً فقط، بنت ملآ بالأسئلة دون أن تتلقى كثيراً من الإجابات، فالعائلة لا تُتقن غير العربية كثيراً، وإيحاء الكلام يفضي دائما إلى قلة الحيلة ووجوب الصبر على ما فهمت أنه "احتلال".

نعم هو احتلال، واضح أنه احتلال، هكذا همست في سرها وهي تتجه بسيارة عمها لبيت جدتها في القدس الغربية، الماضي هنا، والجدران تتكلم بأشياء، العراقة والعز والمجد.

وعلى الجانب الآخر، لا شيء سوى صفائح أسمنتية وفلل وعمارات منظمة بأرقام، جميلة، برَّاقة، صامتة هي الأخرى، لكنها ليست قديمة، لا أسرار فيها، كلها متشابهة، ما تراه في تل أبيب، والقدس، في أي مكان ستزوره مقسوما لقسمين.

بعضه تراثي وعريق، والآخر حديث مصطنع، تماما كجدتها "أيليت" التي حدَّثتها كثيرا عن المحرقة والتعذيب، عن ألمانيا النازية، وكيف أنها عملت نفسها ميته لتنجو من الـ"هولوكست" وأفران الغاز، كانت تشتم الألمان والغرب على سكوتهم وتواطؤهم ولم تكن تجيب سيرة هتلر إلا بـ"الشيطان".

بكت وهي تحضر لها صور عائلتها البولندية التي اجتُثت من جذورها في طرقات ألمانيا الشاهدة على الدم، استاءت راشيل وطلبت من جدتها أن تخلد للنوم، وفي الحقيقة كانت تريد أن تتقيَّأ من كل هذا الحقد، وكل هذا النوح على ماضي لم تتأكد منه حتى في برلين، ولم يكن ممسوحاً ومفضلاً الكلام به كثيرا هناك وسط زملاء وزميلات معها في الدراسة مقبلين على الحياة، وعلى الجزء المشع منها، الجزء الذي لم يبنَ على الماضي والأحقاد.

صحت، باتت تصحو كل يوم، على كلام قليل من الجدة التي أحست في عيون حفيدتها الريبة والشك، وهي أصلا كتومة قليلة الكلام، منذ كانت طفلة تعلَّمت أن عليها الصمت إن أرادت أن تعيش طويلا، منذ كتمت نفسها في معسكرات النازي كما أسمتها، لتبدو دُمية ميتة وسط الأنقاض والأشلاء، وكيف أنها استمدَّت القوة من امرأة بجانبها اشارت لها بالصمت والتمثيل، وطلبت منها أن تضع كثيرا من الدم على وجهها حتى لا يراها النازيون.

حين سمعت راشيل كل ذلك، لم تحزن رغم الكلمات الرنانة والموجعة التي كانت تختارها الجدة إيليت؛ فالصدق الذي وصلها من صوت الأذان ورائحة الطيبة في ملابس جدتها الثانية كانت أقوى وأكثر وضوحا.

القدس تُراب داسته أقوام وحضارات، ديانات ثلاث وجنسيات بالمئات وطأت أرضها، بغض النظر عن عدد الدونمات والكيلومترات والمساحات، وحتى عن الزمن نفسه، ظلت القدس في نظرها مكانا متنازعًا عليه وسيبقى !

لكن.. لماذا لم تحس بكل تلك الحميمة مع جدتها البولندية الحريصة على كل شيء، الدقيقة والصارمة والتي لا تسمح للهواء أن يدخل شباكها، بعكس جدتها الثانية المتسامحة والتي تفتح شبابيكها وأبوابها للشمس وللريح وللجيران الذين يملأون المكان.

وواضح أنهم يتحدون كل شيء، ويحسون كل شيء، ويمتلكون كل شيء بمجرد أن يدخلون بيت العائلة حتى يتألفوا ويلتمُّوا، لم تعرف ما يقولون، كانت تحس فقط. فيما بيت جدتها إيليت كئيب، صامت مثلها، لا جيران ولا أقارب، ولا ذكريات غير المخبوءة في رأسها والألبوم القديم.

حتى "ميكي" في البيت الجديد عاد للسكون قبل أن تستفزه من جديد القطة التي رآها من بعيد حين كانت في القدس الشرقية، والتي يبدو أنَّها ستتوج رحلة الحب العابر التي عاشها بعشق وربما زواج، يغلب أن تكون الثمرة الوحيدة لكل تلك الرحلة البسيطة الغريبة.

الرحلة التي بدأت بالشك وتزعزع اليقين، وانتهت عليهما أيضا.

حتى رحلتها لحائط المبكى، ورؤيتها لأشخاص يرتدون الأسود وعلى طرفي قبعاتهم من الأسفل جدائلهم الاصطناعية مثلهم، ورؤوسهم تهتز، لم تشعر تجاههم إلا بالسذاجة، حتى إنها همست بصوت عالٍ: "أغبياء" تكتبون أمانيكم ويأتي زنجي أسود تكرهونه ليرميها بدلا منكم في القمامة.

قرفت من المنظر، ثم ذهبت لوداع جدتها إيليت، دون أن تتفوَّه بكلمة، ودعتها كما تودع أي شيء بارد، كما اعتادت، بلا قُبل طويلة ولا كلام كثير: "إلى اللقاء، أتمنى لك حظا سعيدا"!

أيُّ الوداعين كان أطول؟ أيُّ الأسبوعين كان أجمل؟ أيُّ الطرفين على الحق؟ أيُّ الأبوين أصدق؟ أيُّ القسمين سينجح في تقبُّل الآخر؟ كلاهما انتهى وسيصبح من الماضي، ماذا تقول لأبيها ولأمها؟ لا تعرف، ويغلب أن لا تعرف، فكل ما عرفته أن "ميكي" وقع في غرام قطة عربية، وأنَّ الصراع الذي في رأسها سيتحول إلى صداع دائم بلا حل!

تعليق عبر الفيس بوك