مسح للكائن البحري في 4 مواقع بظفار

"الزراعة": تراجع كثافة مخزون الصفيلح بنسبة 41%.. والنتائج "مقلقة جدا"

 

مسقط - الرؤية

أجرتْ وزارة الزراعة والثروة السمكية -مُمثلة في مركز بحوث الثروة السمكية بمحافظة ظفار- مسحًا لمخزون الصفيلح للعام 2020، خلال الفترة من 15 مارس إلى 15 أبريل 2020، في كلٍّ من: مرباط، وسدح، وحدبين، وحاسك؛ وذلك بهدف تحديد المؤشرات الحيوية للمخزون؛ وهي: كثافة الصفيلح (صفيلح/م2)، وتجمع الصفيلح (تجمع/م2)، ونسب أحجام الصفيلح ومقارنتها بالمسوحات السابقة.

وتمَّ تنفيذ المسح على 8 مواقع في 4 مناطق دراسة؛ هي: مرباط وسدح وحدبين وحاسك، بإجمالي 32 موقعا باستخدام طريقة الحبل الترانسيكت Transect بطول 100م.

وانخفضتْ كثافة الصفيلح في المصائد -خلال المسح الحالي- بشكل كبير بنسبة 41% مقارنةً بمسح العام 2019م، مع تسجيل انخفاض في الكثافة في جميع مناطق الدراسة بنسب متفاوتة، لتكون حدبين أكثر منطقة شهدت انخفاضاً في مخزونها بين العامين 2019م و2020 بنسبة 58%.

ويبيِّن الشكل (1) كثافة الصفيلح في سلطنة عُمان على مدار 15 عاماً من المسوحات خلال الفترة من العام 2006م إلى العام 2020م. ومن الواضح وجود انخفاض مستمر للمخزون خلال آخر 10 سنوات، وعدم قدرته على التعافي والرجوع لأفضل معدل مسجل في العام 2011م، الذي بلغ 0.39 صفيلح/م2. مما يشير -وبشكلٍ جلي- إلى مدى تأثُّر المخزون الطبيعي ووصوله لمرحلة حرجة يصعُب معها التكهن بقدرته على التعافي على المدى القريب.

 

تجمُّعات الصفيلح

وبلغ معدل تجمعات الصفيلح في المصائد خلال هذا العام 0.01 تجمع/م2 بانخفاض يقدر بـ50% بالمقارنة مع المعدل المسجل في 2019م (0.02تجمع/م2). وفيما ظل معدل التجمع في كلٍّ من مرباط وحاسك كما كان عليه في 2019م (0.01تجمع/م2)، فقد انخفض بشكلٍ كبير في سدح من 0.02تجمع/م2 في 2019م إلى 0.01 تجمع/م2 أي بنسبة انخفاض بلغت 50%، وفي حدبين من 0.03 تجمع/م2 في 2019م إلى 0.01 تجمع/م2 في 2019م  لينخفض بنسبة 67%.

ويبين الشكل (2) معدل تجمعات الصفيلح في المخزون الطبيعي على مدار 15 عاماً من المسوحات خلال الفترة من 2006م إلى 2020م، وهو بدون أدنى شك في تناقص خلال السنوات الأخيرة، وبالأخص الخمس الأخيرة، ولم يتمكن من الرجوع إلى أفضل معدل سُجل في العام 2012.

وتُشير العديد من الدراسات إلى أنَّ أدنى مُعدل تجمعات للصفيلح في بيئته الطبيعية يضمن عملية تكاثر ناجحة هو 0.15 - 0.2 تجمع/م2( Babcook & Kessing, 1999; Riffell et al., 2004) ، إلا أنَّ معدل التجمعات المسجل خلال المسح الحالي منخفضٌ جداً وبعيد كل البُعد عن المعدل المناسب للتكاثر؛ مما يشير وبشدة إلى الوضع الحرج الذي وصل إليه المخزون الطبيعي للصفيلح العماني، والممكن اعتباره غير قادر على الرجوع لوضع جيد في القريب العاجل.

وانخفضَ مُتوسط حجم الصفيلح من 67.4مم في مسح 2019م إلى 65.4مم خلال المسح الحالي بنسبة بلغت 3%. هذا وتمثل الأحجام الصغيرة والمتوسطة في العام 2020م ما نسبته 93.5% من مخزون الصفيلح الطبيعي في العام 2020م هو مكون من أحجام صغيرة ومتوسطة.

وأشارت دراسات سابقة أُجريت في السلطنة إلى أن حجم الصفيلح عند أول بلوغ جنسي هو 65 مم، فيما تشير نتائج المسح الحالي إلى أنَّ متوسط حجم الصفيلح هو 65.4 مم وهو قريب من الحجم عند أول بلوغ. هذا وقد يكون لتناقص متوسط الحجم المتوفر من الصفيلح تأثير سلبي على نوعية وجودة الأحداث التي سوف يتم إنتاجها في المستقبل، إضافة إلى عدم توافر أعداد مناسبة من الأحجام الكبيرة والقانونية للصيد في المستقبل القريب.

 

معدل تواجد الأخطبوط

وتمَّ تنفيذ مسح لتقدير معدل تواجد الأخطبوط النهاري في المواقع الطبيعية للصفيلح بمحافظة ظفار بالتزامن مع مسح الصفيلح الحالي. وأشارت النتائج إلى أنَّ كثافة الأخطبوط أي معدل تواجده هي 0.002 أخطبوط/م2 مع اختلاف هذه الكثافة من موقع إلى آخر.

ويعدُّ معدل تواجد الأخطبوط صغيراً جداً، ومن المرجح وبشدة أنْ لا يمثل عاملاً في القضاء على مخزون الصفيلح. كما أنَّ الأخطبوط لا يتغذى بشكلٍ أساسي على الصفيلح رغم أنه يعد أحد المفترسات له.

وتُشير العديد من الدراسات إلى أنَّ تواجد ووفرة الأخطبوط مثله مثل بعض الرخويات الأخرى كالحبار هو تواجد متغير للغاية نتيجة لقصر دورة حياته، ولتأثر عملية التكاثر فيه بالظروف البيئية للبحر من تغيرٍ للتيارات ودرجات الحرارة؛ وبالتالي فإنَّ تواجده في منطقة معينة هو ظرفي ومؤقت، وعليه فإنَّ الافتراض القائم على أن للأخطبوط دورًا في تناقص المخزون في موسم الصيد 2019م هو ضعيفٌ جدًّا.

واستنتج المسح أنَّ الانخفاض الكبير في كثافة الصفيلح خلال العام الحالي مقارنة بالمسح السابق يعد "مُقلقاً جداً"، ويشير إلى عدم توافر إمكانية لاستدامة المصائد وصعوبة تعافي المخزون على المدى القريب. وأن معدل تجمعات الصفيلح الحالي لا يشير إلى قدرة جيدة للمخزون لحصول تكاثر مناسب ما لم يُتح له المجال للزيادة على المدى البعيد.

وتعد الأحجام الحالية للصفيلح صغيرة إلى متوسطة، ولا تتوافر كميات مناسبة من الأحجام الكبيرة والقانونية المسموح باستخراجها؛ وبالتالي فإنَّ الاستمرار بصيد كافة الأحجام سوف يؤثر بلا شك على سلامة واستدامة هذه المصائد.

تعليق عبر الفيس بوك