حظ الأغنية العمانية!

 

سلطان بن سليمان العبري

Sultan12444@gmail.com

بت من الضجر والفراغ الذي خلقته أجواء "كورونا " أعاذنا الله منها، اعتاد كثيراً على أن أقلب بين القنوات الفضائية حتى أجد ما يملي شغفي، لأنني غير مغرم بالمسلسلات والأفلام العربية، فقد اتجهت للفضائيات الأوروبية التي تنطق أو تترجم للغة العربية، وأصبحت مدمناً على قناتين فضائيتين ألمانية وفرنسية، وبمرور الوقت بدأت أتابع برنامجاً من الواضح إنه قديم لكن له متابعين فرنسيين ومن عرب شمال إفريقيا كما قرأتُ عنه لشدة ولعي به.

وهذا البرنامج اسمه بالعربي "حظ الأغنية الفرنسية – لو شان دوشانص"، وبالقدر الذي كنت استمتع للأغاني الفرنسية المترجمة والتي لم أكن أعرف عنها شيئاً، بقدر ما كنت أحزن حين ينتهي البرنامج وأتذكر أحوال الأغنية العمانية.

واتساءل في سري عن عدم انتشارها عربياً كما يحدث لأغاني محمد عبده ونبيل شعيل وعبدالله رويشد وحسين الجسمي، ولا محلياً كما يحدث مع أساطير الأغنية الخليجية مثل رباب وميحد حمد، اللذين لا يحظيان بمتابعة خارجية أبعد من الخليج كما أتصور.

قمة الدهشة كانت حين تصفحت اليوتيوب لأجد شاباً عمانياً وصل لأكثر من 8 ملايين مشاهدة، وعلى حساب آخر حقق 13 مليون مشاهدة وأكثر، وغنى لعمرو ذياب أغنية "حبيبي يا نور العين " في برنامج "ذا فويس" الأوكراني، في البداية لم ألتقط اسمه جيداً، ذلك أنّ حضور المسرح في العاصمة كييف كان مندهشاً حين تم نطق اسم "عُمان" الحبيبة، ولهذا كان علّي البحث عبر الانترنت وجوجل وغيرهم، لأجد العجب العجاب في قناة" A+" التي قدمت إضاءة جميلة حول مسيرته، وهذا قادني لتصفح روابط أكثر، فوجدتُ إنّه وصل لنصف نهائي أوكرانيا بعدما توج بطلاً لمسابقة هندوستاني الهندية وبمباركة من نجم بوليوود شاروخان.

بقي أن أعرف وبفضول أكثر عن هذا الشاب الذي حول اسم عُمان من العربية إلى العالمية، وسبق غيره إلى ما لم يسبقه إليه أحد، فكان الاسم الجميل هيثم بن محمد الرافي، وعلى الجانب الآخر كان علي أن أقرأ بعض التعليقات المحبطة والمستفزة أحياناً من قبل بعض إخواننا العمانيين، فعلمت أنّ نار الحقد ربما هي التي تمنع فرحنا بـ"المنتج العماني" لست عارفاً بأمور النقد الفني، ومؤكد أنّ هناك مئات الأسماء العمانية في موروثنا والتي لا نعلم عنها شيئا، لكن ما وصل إليه هيثم في عصر التكنولوجيا يعد صيحة مهمة، فهذا الزمن هو زمن الشباب، ووسائل التواصل الاجتماعي جعلتهم قريبين ما يدور في العالم أكثر مما يدور في مسقط وباقي المحافظات وهذه حقيقة علينا الاعتراف بها، شئنا أم أبينا!

تعليق عبر الفيس بوك