باحثة روسية تؤكد: السلطنة من أكثر دول الشرق الأوسط استقرارا.. وخطة لتوقيع اتفاقيات تعاون ثنائي

 

موسكو- العمانية

أكّدت الباحثة الروسية الدكتورة غالينا أليغيفنا المتخصصة في الشؤون العربية أنّ السلطنة من أكثر دول المنطقة استقرارًا، مما يشجع على توطيد العلاقات معها في مجال التعليم.

وأشارت في حديث لها- بمناسبة احتفال الجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب مؤخرا بمرور ستين عاما على تأسيسها- أنّ السلطنة حققت إنجازات كبيرة في مجال التعليم، وانطلاقا من ذلك فإنّ جامعة الصداقة تسعى إلى إقامة علاقات للتعاون مع مؤسسات تعليمية عمانية. وقالت اليغيفنا التي تشغل منصب رئيسة قسم اللغات في الجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب إنّ جامعة السلطان قابوس تأتي على رأس المؤسسات التعليمية التي تسعى الجامعة الروسية إلى الارتباط معها إضافة إلى المؤسسات الأخرى المتخصصة في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها. وأضافت الباحثة المتخصصة في الشؤون العربية أنّ هناك خطة لإرسال وفد علمي وإداري من جامعة الصداقة إلى السلطنة بهدف إجراء محادثات وتوقيع اتفاقيات تعاون تشمل شتى المجالات كتنظيم دورات في اللغة العربية للطلبة الروس، واللغة الروسية للطلبة العمانيين، وتطبيق نظام الدراسة الاندماجية للطلبة، وعقد المؤتمرات والندوات المشتركة، وتبادل المنشورات العلمية وذلك كخطوة أولى في هذا المجال.

يشار إلى أن الجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب التي تأسست منذ 60 عاما قطعت خلالها أشواطا في التقدم العلمي والتطور التقني حتى أصبحت اليوم واحدة من أهم وأحدث المؤسسات التعليمية في روسيا. تضم الجامعة بين جنباتها مختلف الكليات العلمية والأدبية، وتزخر بمراكز البحوث، وكليات التدريب، وأكثر من مائة وخمسين مختبرا علميا.

وفتحت الجامعة أبوابها منذ البداية للطلبة من مختلف بلدان العالم، تتوزع جنسياتهم على أكثر من مائة جنسية. قسم اللغات اللأجنبية واحد من أكثر الأقسام حيوية ونشاطا في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، وتقوم رئيسته الدكتورة غالينا أليغيفنا و أستاذة اللغة العربية فيه بالإشراف على فصول تضم سبع لغات (العربية، الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الإسبانية، الصينية، الفارسية.

وحول الإقبال على تعلم اللغة العربية، قالت أليغيفنا إن السنوات الأخيرة شهدت إقبالا متزايدا على تعلم اللغة العربية، بحيث ظهرت اللغة العربية في أقسام جامعات روسية مختلفة، لم تكن موجودة فيها من قبل، وفي قسمنا

يدرس اللغة العربية حوالي 150 طالبا وطالبة، يتلقون تعليم البكالوريوس والماجستير والدراسات العليا وذلك في مختلف التخصصات كالدراسات العربية والعلاقات الدولية والعلوم السياسية والاجتماعية والإدارة الحكومية والفلسفة والتاريخ وغيرها من التخصصات.

وترى أليغيفنا أن ذلك يعود إلى عدة أسباب رئيسة؛ وهي الأهمية الاستراتيجية والجيوسياسية الكبيرة التي تتمتع بها المنطقة العربية، والتركيز للمجتمع الدولي عليها، ونشر المعلومات الممتعة عن الحضارة العربية في زمن العولمة، هذه الحضارة التي تثير اهتمام الناس في كل أنحاء العالم، وتجتذب فئة الشباب خاصة باعتبار أن الثقافة العربية من أغنى ثقافات العالم وأكثرها تأثيرا على بعض الثقافات الأخرى بما فيها الغربية. وتضيف رئيسة قسم اللغات أن الخبراء والمتخصصين في الدراسات العربية مطلوبون للعمل في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية ووسائل الإعلام والتعليم والعلوم والقطاع الخاص وغيرها من المجالات.

وأضافت أنّ اهتمام الشباب بالحضارة العربية برز نتيجة تعرفهم عليها من خلال القراءة ومشاهدة الأفلام والرحلات السياحية. إلى جانب إدراك الطلبة بالآفاق المشجعة للمتخصصين بالمنطقة العربية واللغة العربية بسبب وجود فرص عمل كافية، بسبب مساحة المنطقة وعدد البلدان العربية وتعدد وتنوع مجالات العمل، ناهيك عن جمال اللغة العربية التي تحتل المرتبة الثالثة في العالم من حيث عدد الدول التي تتخذها لغة رسمية لها.

وحول التعاون بين الجامعة والجامعات في البلدان العربية، قالت الدكتورة غالينا أليغيفنا المتخصصة في الشؤون العربية إن الجامعة مرتبطة بجامعات عربية عبر اتفاقيات عدة، فعلى سبيل المثال هناك اتفاقيات للتعاون مع الجامعة المصرية الروسية وجامعة محمد الخامس (المغرب) وجامعة الحسن الثاني (المغرب) والجامعة الأردنية والجامعة اللبنانية الحكومية، وينشط هذا التعاون في بعض الاتجاهات الأساسية كالتبادل الأكاديمي على مستوى الطلبة والأساتذة، وتبادل الخبرات، والمنشورات، وتأليف الأبحاث المشتركة المصنفة حسب القواعد العلمية الدولية (WoS|SCOPUS) وتنظيم دورات لرفع مستوى وتأهيل الأساتذة، وعقد المؤتمرات والندوات العلمية. وأوضحت أنه في إطار هذا التعاون تقوم الأطراف بإنجاز برامج مشتركة مختلفة المستويات ابتداء من تنظيم دورات في اللغة العربية للطلبة الروس، ودورات في اللغة الروسية للطلبة العرب، إلى جانب ما يسمى بـ"الدراسة المندمجة" خلال فصل دراسي كامل في الجامعة الشريكة، وانتهاء ببرنامج الماجستير المشترك الذي يحمل اسم "روسيا والشرق الأوسط.. الاتجاهات الأساسية للتعاون وآفاق التعامل" (تخصص علاقات دولية)، وهو برنامج فريد من نوعه بين الجامعتين الروسية والعربية وبالذات مع الجامعة اللبنانية.

تعليق عبر الفيس بوك