العودة!!

 

 

المعتصم البوسعيدي


مدخل: "ويسألُني الرّفاقُ ألا لقاءٌ .. وهل من عودةٍ بعد الغيابِ؟ .. غداً سنعودُ والأجيالُ تصغي.. إلى وقعِ الخُطى عند الإيابِ.. مع الأملِ المجنَّحِ والأغاني.. مع النسرِ المُحلِّقِ والعقابِ"

بدأت الحياة تعود إلى الملاعبِ الخضراء، كما حال الحياة الطبيعية؛ حيثُ يبدو أنَّ العالم ماضٍ نحو التعايش مع فيروس كورونا مع اتخاذ الأسباب، وقد شاهدنا بداية الدوري الألماني وظهور ابتسامة من الزمن القريب الذي طوته صفحة الغياب بسبب هذه الجائحة، وثمَّة محاولات جادة لعودة بقية الدوريات الأوروبية بما فيها الدوري الإيطالي بالرغم مما شهدته إيطاليا من ارتفاع كبير في الإصابات والوفيات.

قبل ذلك، لا شك أنَّ التوقف كبد الرياضة خسائر كبيرة، خاصة الدوريات العالمية التي كان عصبها عوائد النقل واستقطاب الجماهير وإقامة الموسم الرياضي وما يدره فيه من استثمارات وحسابات الربح والخسارة، فكان الأمر أشبه بإعادة صياغة مختلفة لكل شيء، وبالتالي سعت الاتحادات والأندية لمعرفة إلى أين المسير؟ وإيجاد حلول لما أحدثته الظروف الاستثنائية ومحاولة تقليل الأضرار على الجميع.

الحديث عن العودة ليس محدوداً ببقعةٍ مكانيةٍ ولا بأحدٍ دون الآخر، فهذا يشمل الجميع مهما كانت قسوة الأوضاع، وفي السلطنة ــ كما في غيرها ــ يُطرح تساؤل عودة الموسم الرياضي وكيفيته وآلياته، رغم أنَّ القرار مرهون بيد الحكومة أكثر من أي جهة أخرى، كما إن المشاكل المالية للأندية طفت على السطح، وبات الصراع الخفي يدور بين عديد الأطراف، وهو أمر ــ مشاكل الأندية ــ لمن يعي الرياضة يحدث في كل مكان ــ رغم أننا لا نحبذ حدوثه ــ لكن الإشكالية قد تقع في "شخصنة" الصراعات وكثرة اللمز والهمز، وادعاء الحقيقة الكاملة، ومحاولة صناعة قالب الحلوى وتوزيعه.

 

إنَّ العودة التي نرجوها يجب أن تنطلق من التفكير الجدي في التغيير والتطوير، مساحة التوقف هذه هل تمَّ فيها ــ فعلاً ــ مراجعة الحسابات على كل الأصعدة، أم أننا نكتفي بما ستحدثه الأيام وما ستفعله الحكومة دون تقديم الحلول لها، فهناك من تجمد في انتظار الانصهار، ويرى ما يحدث بعين واحدة ولا يسعى لإحداث أمر، وقناعاته توقفت عند موقف مرور الحافلة التي لا يعلم متى ستأتي، هذا إذا كان لها سير جديد على موقفه المهجور!!.

أرى أن العودة ليست مرهونة فقط بقرار حكومي وبالاتحادات الدولية، بل يجب وضع الحلول ومناقشتها ووضعها على طاولة أصحاب القرار، وأرى أن علينا إبقاء ولو النذر اليسير من التواصل وممارسة العمل بما يتوافق مع الوضع، الأمر ليس مالياً ومتى ما كان المال متوفرا بسيولته سنعمل وسنعود، الأمر أننا كيان يجب أن يقدم دوره ويتفاعل مع محيطه وما يدور به من أحداث، حتى إذا ما كانت العودة تدريجياً لوضعها الطبيعي نكون نحن ساهمنا بها وعشناها لحظة بلحظة وكنَّا رقماً موجباً نستقطب الأرقام.

 

تعليق عبر الفيس بوك