الركود والبطالة والهجمات السيبرانية ضمن 7 مخاوف تثير القلق العالمي

 

ترجمة-رنا عبدالحكيم

يعاني قادة الأعمال حول العالم من حالة قلق بالغ في ظل الركود المطول الذي يشهده الاقتصاد العالمي، بينما يبحثون كيفية تجاوز تداعيات جائحة الفيروس التاجي.

لكن، بحسب تقرير نشرته شبكة "CNN" هناك الكثير من الأسباب الأخرى تفاقم من قلقهم. فوفقًا لتقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي و"مارش آند ماكلينان" ومجموعة زيورخ للتأمين، يشعر المسؤولون التنفيذيون الذين تتمثل مهمتهم في تحديد المخاطر بالقلق أيضًا من ارتفاع حالات الإفلاس ذات الصلة، وزيادة مستويات البطالة بين الشباب وكثرة الهجمات السيبرانية الناشئة عن التحول إلى العمل عن بعد.

وقام باحثون باستطلاع آراء ما يقرب من 350 من كبار المتخصصين في المخاطر من الشركات الكبرى حول العالم. وبحسب التقرير الذي نشر أمس الثلاثاء، فإن ثلثي المستطلعين أدرجوا الركود العالمي الذي طال أمده، باعتباره الخطر "الأكثر إثارة للقلق" الذي يواجه شركاتهم. وأشار مؤلفو التقرير إلى زيادة عدم المساواة، وضعف الالتزامات المناخية وإساءة استخدام التكنولوجيا باعتبارها مخاطر ناشئة عن جائحة "كوفيد-19". وأجري هذا المسح في الأسبوعين الأولين من شهر أبريل.

ويسعى صانعو السياسات في جميع أنحاء العالم الآن إلى إخراج اقتصاداتهم من الركود الناجم عن الفيروس التاجي، وإعادة فتح الأعمال التجارية والمدارس ووسائل النقل، مع الحد من خطر حدوث موجة ثانية من الإصابات التي قد تفرض عمليات إغلاق جديدة.

وقال صندوق النقد الدولي الشهر الماضي إنه يتوقع انكماش الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 3% في عام 2020، وهو التراجع الأعمق للاقتصاد منذ الكساد الكبير في الثلاثينيات.

وقال مؤلفو تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي "تضاءل النشاط الاقتصادي بسبب كوفيد 19، وتطلب الأمر ضخ تريليونات الدولارات في حزم اقتصادية، ومن المرجح أن يتسبب الفيروس في حدوث تحولات هيكلية في الاقتصاد العالمي في المستقبل؛ حيث تخطط الدول للتعافي والإنعاش". وأضافوا أن "تراكم الديون من المرجح أن يثقل كاهل الميزانيات الحكومية وأرصدة الشركات لسنوات عديدة... فالاقتصادات الناشئة معرضة لخطر الانغماس في أزمة أعمق، في حين أن الشركات قد تواجه أنماط استهلاك وإنتاج ومنافسة ضارة بشكل متزايد"، مشيرين إلى مخاوف المديرين التنفيذيين من الإفلاس الواسع النطاق وتوحيد الصناعة.

ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يرتفع الدين الحكومي في الاقتصادات المتقدمة إلى 122% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام من 105% في 2019.

ومثل ضعف المراكز المالية في الاقتصادات الكبرى مصدر قلق 40% من المديرين التنفيذيين الذين شملهم الاستطلاع؛ حيث أشار مؤلفو التقرير إلى أن الإنفاق اليوم يمكن أن يؤدي إلى عصر جديد من التقشف أو زيادة الضرائب. وعندما سُئلوا عن أهم مخاوفهم بالنسبة للعالم، ذكروا مستويات عالية من البطالة الهيكلية، خاصة بين الشباب، وتفشي عالمي آخر لكوفيد-19 أو أي مرض معد آخر. وقال بيتر جيجر كبير مسؤولي المخاطر في زيوريخ في بيان "سيكون للوباء آثار طويلة الأمد؛ حيث تؤثر البطالة المرتفعة على ثقة المستهلك وعدم المساواة والرفاهية وتتحدى فعالية أنظمة الحماية الاجتماعية". وأضاف "مع ضغوط كبيرة على التوظيف والتعليم، فقد أكثر من 1.6 مليار طالب التعليم أثناء الوباء، ولذا نحن نواجه خطر جيل ضائع آخر، والقرارات المتخذة الآن ستحدد كيفية تأثير هذه المخاطر أو الفرص".

في حين أن التضامن الذي أوجدته جائحة الفيروس التاجي يوفر إمكانية "بناء مجتمعات أكثر تماسكًا وشمولًا ومساواة"، ووفقًا لمؤلفي التقرير، فإنَّ عدم الاستقرار الاجتماعي الناشئ عن زيادة عدم المساواة والبطالة يمثل خطرًا ناشئًا يواجه الاقتصادات العالمية. وقالوا: "من المرجح أن يؤدي ارتفاع العمل عن بعد للعمال ذوي المهارات العالية إلى المزيد من الاختلالات في سوق العمل وزيادة جديدة بأعداد أولئك الذين لديهم أكثر المهارات المتنقلة".

وهناك بالفعل أدلة تبرهن أن العمال ذوي الدخل المنخفض والعمال المهاجرين يتحملون وطأة التداعيات الاقتصادية من إجراءات الإغلاق.

تعليق عبر الفيس بوك