د. أحمد بن عبدالكريم بن عبدالله
معلوم أنَّ النجاح ليس بالأمر السهل الذي يأتي هكذا دون جهد أو تضحيات أو حتى تجاوز الصعوبات والتحديات، ومعلوم كذلك أنَّ النجاح هو تحقيق أو إنجاز هدف ما سواء كان على المستوى الفردي أو المؤسسي أو الدولة حيث يمكن أن يتحقق بنسب متفاوتة يصل في أعلى مستواه إلى درجة التفوق بامتياز، ولكن لابد من وضع الإستراتيجيات المعرفية الخاصة بالأهداف والطرق العلمية الحديثة التي تعمل على تحقيق النجاح والمحافظة عليه باستمرار، ولايمكن حصول ذلك إلا من خلال كفاءة الإدارة وفعاليتها التي تتوفر فيها أهم متطلبات النجاح كالتأهيل والمهارة والعمل بالجدية والأمانة والإخلاص.
وتعتبر الإدارة من أهم العوامل والوسائل المؤدية للنجاح وتحقيق الأهداف أكثر من أيِّ وسيلة أخرى سواء كان رأس المال النقدي أو الأصول بكافة أنواعها لأنها جميعاً قد تذهب وتتبخر بغياب الإدارة الناجحة والسليمة، التي تقوم بالتخطيط والتنظيم والتنسيق والتوجيه والاستغلال الأمثل للموارد دون إهدارها للوقت والجهد والمال وكذلك المحافظة على نمو المؤسسة وتطورها.
ومن هنا لابد لمتخذي قرارات التعيينات الإدارية في المراكز القيادية العليا من ضرورة التمحص والتفكير قبل اختيار تلك القيادات التي تقوم بإدارة أي مؤسسة خدمية أو إنتاجية سواء كان في القطاع العام أو الخاص على حد سواء وبالأخص الأجهزة والمؤسسات الهامة والمواقع الخاصة برعاية مصالح المواطنين. وذلك حسب التجارب والقواعد الإدارية العلمية الحديثة التي تقول بأنه لا يُمكن لأي مؤسسة النجاح إلا إذا تولت مسؤوليتها قيادة إدارية ناجحة تعتمد الطرق والأساليب الإدارية الحديثة والمحفزة التي تراعي الشفافية والعدالة والإبداع والابتكار والإنتاج والعمل بجدية نحو تحقيق أهداف ومصلحة المؤسسة.
وكما ذكرنا فإن النجاح قد يكون على أساس فردي أو مؤسسي لذلك ستختلف الطرق والوسائل المؤدية إليه، فالنجاح الفردي مثلاً سيعتمد على قدرات وإمكانيات الفرد ومستوى الجهد والأداء الذي يبذله بالإضافة إلى الطرق والوسائل التي سيستخدمها لتحقيق الهدف، أما على المستوى المؤسسي فالدور الرئيس والأهم هنا سيكون على القيادة الإدارية التي على رأس المؤسسة وفريقها المساعد الذين سيعملون معاً بروح الفريق الواحد للنجاح في تحقيق أهداف المؤسسة ونموها، لذلك نستطيع الجزم قولًا بأنَّ النجاح هو عبارة عن صناعة وأن الصناعة لابد لها من إدارة وهي التي أطلقنا عليها "إدارة النجاح".
