مصباح علاء الدين التعليمي

 

 

منير بن محفوظ القاسمي **

**مشرف تربوي ومدرب في مجال تكنولوجيا التعليم

@muneer_alqasmi

 

في القصة المشهورة عن علاء الدين أنَّه وجد مصباحا سحريا يخرج من خلاله مارد كان مسجوناً داخل ذلك المصباح ومكافأة لعلاء الدين كان المارد يستجيب لطلباته كيفما شاء حتى أصبح ذلك الشاب الفقير غنيًا وذا مكانة في مجتمعه.

وبغض النظر عن خيالية القصة إلا أنني أوردتها في مقالي لأوضح أن لكل شخص منِّا بين يديه مصباح علاء الدين السحري يستخدمه في كل مكان وزمان، فالهواتف الذكية أضحت ماردا يقدم لمستخدمه أنواعا من الطلبات والأمنيات ذات الطابع البرمجي المستجاب.

وبالمختصر، قد لا أجد بُداً من فتح جهازي النقال في كل سؤال يخطر في بالي لمحرك بحث جوجل إلا وأجد الإجابة سواء كانت هي أم قريبة جدًا من سؤالي، ومع الحجر المنزلي الذي مارسه علينا (كوفيد ١٩) عنوة والانقطاع المُفاجئ عن التعليم والعمل والحياة الاجتماعية وجدنا أنفسنا أمام المارد الخلوي هذا نتعلم منه كل ما فقدناه من مهارات حياتية وبحسب المقولة الشهيرة "مكره أخاك لا بطل" استطاع هذا الهاتف أن يعلمنا الكثير.

ففي الرياضة تعلمنا من مقاطع اليوتيوب كيف نستطيع عمل رياضات منزلية بطرق بسيطة وفي الطبخ تعلمنا أسهل الطرق في عمل بعض المأكولات الرمضانية وفي إصلاح الأدوات الكهربائية لجأنا لليوتيوب لحل عطل معين حتى في حلاقة اللحية والشعر لجأنا لليوتيوب وغير ذلك الكثير.

وبالرجوع للتعليم المدرسي فقد أعطى اليوتيوب الطلاب حلولا أخرى لشرح المحتوى التعليمي وبطرق مختلفة افتقدها جيلنا سابقا- الجيل الطيب- كما يُشاع، فشرح موضوع مُعين لمادة معينة يجدها الطالب مرفوعة على اليوتيوب من قبل أحد المعلمين في مختلف الأقطار وبلغات متعددة غالبًا، وفي ظل هذه الجائحة تابعنا الكثير من الدروس التعليمية التي رفعت حديثا في قنوات المعلمين لمساعدة الطلاب على الفهم والاستيعاب وعدم الانقطاع الطويل عن التعليم.

والحق يجب أن يقال، إن الجهد الذي يبذله المعلم لرفع درسه التعليمي ليس بالهين فقبل رفعه للمنتج عبر أي موقع يقوم بتصميم للمحتوى التعليمي وفي داخل هذا التصميم جهد كبير يبدأ بصياغة الأهداف التعليمية السلوكية وتحديد المحتوى المقدم واختيار الوسيط التقني المناسب لإعداد هذا الفيديو وتعديله وصناعة المؤثرات والمونتاج المناسبين واختيار البيئة التعليمية وتهيئتها ثم رفع الفيديو وانتظار اكتماله ثم نشره. وهذا كله من أجلك أيها المتعلم.

وبالتالي فإنَّ بين يديكم مصباحا سحريا لم يكن بين أيدينا أثناء مراحلنا التعليمية السابقة لذا يجب استثمار ما به من برامج بالشكل الأمثل ومتابعة كل مفيد فيه والتعلم الذاتي من خلاله والتركيز على متابعة كل جديد يغذي معارفك وينمي مداركك فاستثمره.

تعليق عبر الفيس بوك