بين عُمان وألمانيا: أسرار صغيرة!

 

 

سلطان بن سليمان العبري

Sultan12444@gmail.com

قبل نحو 4 سنوات، عرضت قناة "دويتشه فيلا" تقريراً عن مهرجان صلالة، وهي ليست المرة الأولى التي تتحدَّث فيها القناة الألمانية عن السلطنة، وكان ذلك كافياً بالنسبة لي لأبدأ رحلة البحث عن هذا البلد الذي ينتابني إحساسٌ غريبٌ بأنه يُشبهنا إلى حدٍّ ما، فالدوري الرياضي هناك لا يحظى بمتابعة أوروبية مثل الدوري عندنا خليجيًّا، وفنيا لا نعرف عن فنانيهم أيضًا.

لذا؛ كان لا بد لي أن أتساءل عن أشياء أخرى غير الفن والرياضة، وكان من أوائل نتائج البحث التي حصلتْ عليها حين بحثت باسم ألمانيا والسلطنة بشكل مُشترك، ظهر لي أننا مشتركان معا في نحو 17 منظومة عالمية مهمة كـ"مؤسسة التمويل الدولية، واليونسكو، والمنظمة البحرية الدولية، ومؤسسة التنمية الدولية، والمركز الدولي لتسوية النزاعات الاستشارية، ووكالة ضمان الاستثمار متعدد الأطراف، ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، والاتحاد الدولي للاتصالات، ومنظمة الأمم المتحدة، والمنظمة العالمية للملكية الفكرية، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، ومنظمة الشرطة الجنائية الدولية، والبنك الدولي للإنشاء والتعمير، والفريق المعني برصد الأرض، والاتحاد البريدي العالمي، ومنظمة التجارة العالمية، والمنظمة الهيدروغرافية الدولية".. وهذه القائمة أفرحتني لأنها تعني أن تفكيرنا قريب من بعضنا البعض.

لكن: لماذا اخترت ألمانيا دون غيرها؟ لماذا كان قلبي يحدثني عنها؟ والجواب عن السؤالين: "لا أعرف" هل هي السمعة السابقة لبلدينا وما شابها من همز ولمز. لفترة ما قبل الستينيات ثم جاء الاعتراف المتأخر لنا ولهم، بحسن التنظيم السياسي والاقتصادي والاجتماعي لعدم تدخلنا في شؤون الآخرين ونظم المكائد لهم، وبدلا من ذلك تطوير الذات اقتصاديا، وتطوير الإنسانيْن العماني والألماني، لكن هذا أمر عام يعرفه الكثيرون، وكان فضولي يدفعني لمعرفة أمور لا يعرفها الكثيرون، فوجدت مؤخرا ما أظن أنه قد يشبع نهمي لمعرفة أشياء صغيرة لكنها مؤثرة وتعطي انطباعا عاماً عن بلد لا يتكلف أو يتجمل.

ففي الشهر الثاني (فبراير) من كل عام، تقوم مدينة فولفسبورج بتغيير سرعة السيارات لتصبح في حدها الأدنى في المناطق الريفية بالمدينة في موسم تكاثر الضفادع كي لا يؤذيها الناس،  وكان مدهشا لي حين زرت المدينة وتصادف أن كان هناك مباراة مع الجار "فرايبورغ" وقد اتسعت عيناي دهشة، حين رأيت البلدية تقوم بتغيير مسارات السيارات وفتح مسارب جديدة لها، في موسم تكاثر الضفادع "القرة" كما نسميها في قرانا وبعض ولاياتنا الداخلية الجميلة.

وفي مطلع هذا الشتاء، تناقل كثير من النشطاء صورة لعماني بسيط يحمل ماعزا يدخلها لدفء منزله من المطر الغزير، وهذا أعطاني انطباعا بأن بلدينا يمارسان الإنسانية في أبهى وأعظم صورها، دون إنشاء خطابة؛ حيث يتحول هذا المنطق والإحساس إلى تجسيد في الشارع وعلى الواقع وهذا هو الأهم.

تعليق عبر الفيس بوك