"تشاينا ديلي": ترامب مطالب بالتركيز على مكافحة "كورونا" وليس محاربة الصين

ترجمة - رنا عبدالحكيم

حثَّت صحيفة تشاينا ديلي الصينية الولايات المتحدة على التركيز على جهود مكافحة فيروس كورونا (كوفيد 19)، وليس مُحاربة الصين، مشيرة إلى تنامي أعداد المصابين بالفيروس في أمريكا، واستمراره في حصد أرواح الأمريكيين أكثر من أي دولة أخرى.

وفي مَقال مَنشُور بالصحيفة، يدعُو الكاتب إلى أنْ تكون الإفادة الصحفية اليومية التي يصدرها البيت الأبيض حول الجائحة أكثر اهتماما بصحة الأمريكيين، لكن الواقع يشير إلى أن هذه الإفادة تتحول إلى تجمع انتخابي قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل، بما في ذلك الهجوم المنتظم على الصين. وقالت الصحيفة إنَّ الرئيس الأمريكي زعم أن العجز التجاري الأمريكي مع الصين كان عند 500 مليار دولار، وهو ما قال إنه يعني أن الولايات المتحدة تخسر 500 مليار دولار لصالح الصين. لكن الحقيقة أن عجز تجارة السلع والخدمات الأمريكية مع الصين، وفقًا لبيانات الحكومة الأمريكية، بلغ 381 مليار دولار في 2018. وحتى لو بلغت واردات السلع الأمريكية من الصين 540 مليار دولار، فإن الولايات المتحدة لم تمنح الصين هذا المبلغ مقابل لا شيء. لكن على النقيض، تلقت واشنطن كميات كبيرة من أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة والملابس والألعاب والسلع الرياضية والأثاث، وذلك على سبيل المثال لا الحصر.

وزعم ترامب أن الصين تقدم إلى الولايات المتحدة عدة مليارات من الدولارات من الرسوم الجمركية، قائلاً إن الصينيين، وليس الأمريكيين، يدفعون الرسوم التي فرضها على السلع الصينية التي تدخل الولايات المتحدة، ومع ذلك، قال بنك جولدمان ساكس والعديد من الاقتصاديين الأمريكيين أن تكلفة هذه الرسوم قد انخفضت "بالكامل" على الشركات والأسر الأمريكية.

ووفقًا لتشاد باون وهو زميل في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، فإن الرسوم الجديدة قد عطلت الإمدادات الطبية الضرورية لمحاربة الولايات المتحدة لتفشي الفيروس التاجي.

في حين أن هذه أكاذيب قديمة، فقد أدلى الرئيس الأمريكي ببيان جديد ومثير للصدمة في 17 أبريل أن الولايات المتحدة ليس لديها معظم حالات الإصابة بكوفيد 19 والوفيات. وقال إن معظم الحالات والوفيات في العالم يجب أن تكون في الصين لأنها بلد ضخم.

وأوضحت الصحيفة أن عدد الحالات والوفيات لا يتناسب بالضرورة مع تعداد سكان البلد، كما إن الأمر مرتبط بشكل وثيق مع تدابير الاحتواء والتخفيف المتخذة لمكافحة الوباء. وبالمقارنة مع الولايات المتحدة، كانت إجراءات الصين أكثر حسماً وتشدداً وفعالية. ومع ذلك، من غير الأخلاقي للغاية أن يتمنى رئيس دلوة أن يكون هناك المزيد من المرضى والقتلى في بلد آخر.

وأشارت الصحيفة إلى مزاعم ترامب بأنَّ الفيروس سُرِّب من معمل في ووهان، وعلقت على ذلك قائلة إن رئيس دولة يطلق نظرية المؤامرة على الهواء مباشرة أمر مروع وغير أخلاقي. فقد أوضح العديد من العلماء والحكومات والمؤسسات، مثل منظمة الصحة العالمية، أن الفيروس التاجي الجديد الذي يسبب مرض "كوفيد 19" نشأ في الطبيعة، وليس في المختبر.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته "إن.بي.سي نيوز" و"وول ستريت جورنال" -نُشر يوم الأحد الماضي- أن 52% من المشاركين في الاستطلاع من الولايات المتحدة قالوا إنهم بشكل عام لا يثقون في الرئيس بشأن معلوماته عن الفيروس، بينما قال 36% فقط إنهم يثقون به.

واختتمت الصحيفة قائلة: "من المحزن أن نرى الهجوم على الصين يتحول إلى روتين منظم من إفادة البيت الأبيض حول الوباء، لقد حان الوقت لأن يركز الرئيس الأمريكي عقله وموارده على مكافحة الوباء بدلاً من الانغماس في ضرب الصين في محاولة لصرف الانتباه عن الانتقادات بسبب سوء تعامله مع تفشي المرض، ومثل هذا الإلهاء سيجعل من الصعب على الولايات المتحدة تسطيح المنحنى".

تعليق عبر الفيس بوك