ثلاثة أخماس المصابين بالفيروس التاجي في الصين لا تظهر عليهم أعراض

ترجمة- رنا عبدالحكيم

لم يُظهِر ثلاثة أخماس حالات الإصابة بالفيروس التاجي الجديد في الصين أي أعراض للمرض عندما تمَّ تشخيصُهم، وفقًا للبيانات التي مِنَ المرجَّح أن تعقِّد تحركات الحكومات في جميع أنحاء العالم لرفع إجراءات الإغلاق الصارمة.

ووجد تحليل لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية للبيانات الأكثر اكتمالًا عن "كوفيد 19" التي بدأت الحكومة الصينية نشرها في بداية أبريل، أنَّ 60% من الحالات المؤكدة التي تم تسجيلها خلال الشهر الماضي كانت غير مصحوبة بأعراض في وقت الاختبار.

وانتشارُ الحالات غير المصحوبة بأعراض سيكون مصدرَ قلق للسلطات، ليس فقط في الصين، ولكن في جميع أنحاء العالم؛ لأنها تسعى لإعادة فتح بلادها بعد أشهر من الإغلاق، وتشير هذه البيانات إلى أنَّ أعدادًا كبيرة من الأشخاص من المحتمل أن يكونوا في المجتمع يتعاملون بشكل طبيعي وينشرون الفيروس دون علم، وهذا مصدر قلق خاص؛ حيث يعتقد العديد من خبراء الصحة العامة أنَّ شركات النقل هي أكثر الأماكن لنقل العدوى والاصابة في مرحلة ما قبل أعراض المرض.

ويعني نقص القدرة على الاختبار على مستوى العالم أنه من الصعب للغاية معرفة عدد حاملي الفيروس الذين لا يعانون من أي أعراض.. لكن ما هي الأدلة التي تشير إلى أنها نسبة كبيرة؟

في بلدة فو الإيطالية، التي اختبرت جميع سكانها البالغ عددهم 3300 نسمة، لم يكن لدى حوالي نصف أولئك الذين تبين أنهم في البداية إيجابية. وفي أيسلندا، وجدت السلطات الصحية أن 43% من المصابين لم تظهر عليهم أي أعراض وقت الاختبار.

وخلص البحث -الذي أجرته مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في كوريا الجنوبية- إلى أن نسبة الأشخاص الذين لا يعانون من الأعراض كانت 30% إلى 36%.

وأثارت بكين ضجة كبيرة لنجاحها في مكافحة انتشار الفيروس وخفض عدد الحالات الجديدة التي بلغت ذروتها بأكثر من 5000 في اليوم في فبراير. تدعي أنها أنهت بشكل فعال الانتشار المحلي للفيروس، وقد أبلغت عن أقل من 100 حالة إصابة جديدة في اليوم خلال الأسبوعين الماضيين.

ومعظم الحالات التي تسجل هي لحالات مستوردة قادمة من الخارج. ولكن الحالات المحلية هي مصدر قلق أكبر؛ لأنها تشكل خطرا أكبر لانتشار الموجة الثانية من العدوى مع رفع إجراءات الإغلاق. في حين أن مركز تفشي ووهان لم يكن لديه أي حالات أعراض جديدة لمدة شهر تقريبًا، فقد تم اكتشاف حوالي 20 حاملًا جديدًا بدون أعراض كل يوم من خلال الاختبارات الجماعية.

سعى تشونج نانشان الناطق الطبي باسم الحكومة الصينية، إلى طمأنة المواطنين بشأن الحالات غير المصحوبة بأعراض بينما يذكرهم بأن يكونوا متيقظين. وقال لوسائل الإعلام الرسمية هذا الشهر "لا أعتقد أن الحالات غير المصحوبة بأعراض تشكل خطرا كبيرا". ولكن قبل بضعة أيام فقط، حذرت اللجنة الصحية الوطنية من أن هذه الحالات "معدية وتنطوي على خطر انتشار المرض".

وقال باباك جافيد أستاذ الطب في جامعة تسينغهوا في بكين "هناك دليل جيد جدًا الآن على أن أقصى ذروة للفيروس هي من مرحلة ما قبل أعراض العدوى". وأضاف: "هناك أيضًا أدلة قوية على النمذجة الرياضية بأن 40-80% من الحالات ناتجة عن حالات أصيبوا من أشخاص لك يظهر عليهم أعراض. وعلى هذا النحو، فإن العدوى قبل الأعراض تشكل خطر انتقال العدوى".

تعليق عبر الفيس بوك