الوفيات بالنسبة للصين "مأساة".. وترامب يراها "أمل انتخابي"

"تشاينا ديلي": قادة الولايات المتحدة يحتاجون إلى دروس في الرياضيات والعلوم

ترجمة- رنا عبدالحكيم

انتقدت صحيفة تشاينا ديلي الصينية اتهامات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصين بعدم توخي الدقة في إعلان أرقام المصابين والوفيات بفيروس كورونا، وقالت إن قادة الولايات المتحدة يحتاجون إلى دروس في الرياضيات والعلوم.

وفي مقال للكاتب تشانغ تشو بالصحيفة، يقول في مستهله: "هل يعتقد أي شخص حقًا في صحة هذا الرقم؟" هذا ما طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فجأة في المؤتمر الصحفي للبيت الأبيض يوم الأحد الماضي، عندما تبين أن عدد الوفيات الناتجة عن كوفيد-19 في الصين كان 0.33 لكل 100000 شخص، مقارنة مع 45.2 في بلجيكا و11.2 في الولايات المتحدة".

ويرى الكاتب أن التحيز ضد الصين في البيت الأبيض برز مرة أخرى، فردا على كل إنجازات الصين، يميلون دائمًا إلى التمسك برأي مريب، ففي أذهانهم، يجب أن تتخلف الصين عن الدول الغربية في كل جانب.

وفي الواقع، فكرة مقارنة معدلات الوفيات في مختلف البلدان سخيفة، نحن لسنا في مسابقة الموت ويجب أن نعتز بكل حياة إنسانية، فالصين لديها أدنى معدل للوفيات بين الاقتصادات الكبرى في العالم، لكننا لم نتفاخر بذلك. وبدلاً من ذلك، أعلنت الصين في 4 أبريل حدادا وطنيا على كل حياة فقدت في المعركة ضد الفيروس التاجي.

وإلى جانب ذلك، نستثمر كل الجهود في إنقاذ كل حياة، حتى عندما يكون هناك بصيص أمل في النجاح. وتشير البيانات إلى أن الصين أنفقت ما متوسطه 150 ألف يوان (21159 دولارًا أمريكيًا)، أو خمسة أضعاف متوسط ​​الدخل السنوي لكل شخص، على كل مريض في حالة خطيرة لإنقاذ الأرواح. والأهم من ذلك، ستتحمل الدولة جميع التكاليف ولا يحتاج المريض إلى دفع بنس واحد من جيبه.

وبالنسبة لنا، كل وفاة سببها الفيروس هي مأساة. لكن بالنسبة للزعيم الأمريكي، فإنَّ عشرات الآلاف من القتلى ليسوا سوى إحصاءات يأمل في استخدامها في الانتخابات.

وحول الأرقام، ربما يحتاج قادة الولايات المتحدة إلى بعض المستشارين الذين يجيدون الرياضيات والعلوم. هناك 1.4 مليار شخص في الصين، ووهان، مع بقاء 9 ملايين مقيم في الداخل خلال الوباء، يمثلون أقل من 1% من الإجمالي. وفي المرحلة المبكرة من الوباء، اتخذت الصين خطوات حازمة لإغلاق ووهان، الأمر الذي منع الوباء من الانتشار بشكل كبير إلى أجزاء أخرى من البلاد، وهو تفسير أساسي لانخفاض معدل الوفيات. سيطرت الغالبية العظمى من الأمة على الوباء قبل أن يصبح شرسًا للغاية.

إلى جانب ذلك، حشدت الصين كميات كبيرة من الموارد الطبية في ووهان، مما أعطى غالبية المرضى هناك أفضل علاج، وخفض بدوره معدل الوفيات.

وأي شخص لديه تعليم جيد في الرياضيات والعلوم سيحصل على هذه الفكرة، بدلاً من وصفها بأنها "مزيفة" بشكل أعمى فقط لأنها تحدث في الصين. ربما يحتاج قادة الولايات المتحدة إلى توسيع الفريق الاستشاري ليشمل هؤلاء الخبراء. ويختتم الكاتب مقالته: "هذه نصيحتنا لهم!" في سخرية لاذعة ضد الولايات المتحدة.

تعليق عبر الفيس بوك