عمان تواجه كورونا

 

 

منى بنت حمد البلوشية

 

إلى أيّ حدٍ أصبحنا مُحاصرين وأَسرى لكلمة كورونا، إلى أيّ حدٍ وبأيّ تفكير يُمكننا أن نستغني عن هذه الكلمة، التي هزت كيان العالم بأكمله، ومتى يا تُرى سُيطلق سراحنا من كورونا؟!!

ربما انقطعتُ مدة عن كتابة المقالات ليس لشيءٍ وإنما أردتُ الخلاص من الكتابة في هذا الموضوع والذي كتبتُ فيه عدّة مقالات، وأصبح القارئ في مللٍ وهو يقرأ في كل يوم هذه الأخبار المتكررة، ويودّ أن يقرأ المُفرحة، وأخبارا غير الأخبار التي تخص هذا الفيروس.

 حيث إنني وبالفعل أصبحت مثلهم لا أودّ القراءة في هذا الموضوع الذي طال مداه، كنت أتمنى أن أكتب موضوعا آخر لا يحمل بين أسطره كلمة (كورونا) ولكن لا خلاص ولا مفر من ذلك. فقد أصبحتْ الساحة العالمية بأجمعِها تترقب انتهاء هذه الجائحة، التي اجتاحته دون سابقِ إنذار، وتحمّل ذلك الطاقم الطبي الذي هو خط الدفاع الأول كل التضحيات في سبيل إنقاذ المصابين وتحملوا الكثير إزاء هذه الأزمة.

ففي كل صباحٍ تشرق فيه شمس يوم جديد، تجد الجميع يترقبون ذلك البيان اليومي الذي تصدره وزارة الصحة بعدد المصابين الذين سيتم الإعلان عن أعدادهم.نعم، فالجميع يتساءل وينتظر ولن أكذب على نفسي وعليكم فلربما أحياناً أحاول الهروب من ذلك ولكنني أجدُ نفسي بانتظاره أيضًا وإن كان بعد حين.. فكلما فتحت هاتفي وأنا أُقلب وسائل التواصل الاجتماعي أجد الجميع يتحدث عنه وهم ينتظرون لعله لا توجد إصابات لهذا اليوم، ولكن وللأسف الأعداد تتزايد، فحكومتنا الرشيدة منذ أن بدأت هذه الجائحة وهي تتخذ وتتبع إجراءات من أجل الحد من الإصابات وتقليصها، ونحن على أمل بأن يتقلص العدد بإذنه تعالى بعد كل تلك الإجراءات التي اتبعتها، وما دُمنا نتبعها، وتحملُنا لكل تلك التضحيات فنحن نستطيع البقاء في البيوت من أجل عُمان..

 نحن هنا في عُمان نواجه كورونا بكل ما أوتينا من تحديات وبعزمٍ وإصرار وصمود وبصبر نتسلح به، نحن نواجه كورونا بتلك العقول النيّرة والأفكار المبدعة وبخيرات عُمان ونهضتها المتمثلة بشبابها، ولن نفقد صبرنا حتى تنتهي هذه الأزمة سنقف مع خط الدفاع الأول الذي يتحمل وتحمل مشاق العمل ومواجهة كورونا بشجاعة تامة..

سنقف وقفة جيش أمامه ولن يهزمنا وستعود الحياة بأجمل مما كانت، لن تفقدنا هذه الجائحة حلو الحياة ولن نستسلم لها، نحن بدأنا معها وستنتهي بتكاتفنا مع بعضنا..وستعود الحياة مثلما كانت وبأفضل مما كانت عليه بعد أن تعلمنا من هذه الأزمة الكثير..

وسيعود صخب الحياة وضجيجها، وسيُفتح أمامنا كل ما كان قد أُغلق.. فقط دعونا نتكاتف ونهزم كورونا بقوة صمودنا وإصرارنا وأن نتحداه بصبرنا وعزيمتنا فنحن لها وعُمان تواجه كورونا بكل تحدٍ وإصرار، فقط اتبعوا كل الإجراءات التي تعلمونها وسنعود لنكتب ما كنَّا نكتبه فنحن لها وبكل تفانٍ وفخر سنقولها عمان تحدت كورونا.

تعليق عبر الفيس بوك