البيئة الجامعية.. فترة ذهبية

 

 

محمد مسلم هبيس

 

مرَّت شريحة واسعة من أفراد المُجتمع بالتجربة الجامعية التي يطلق عليها الكثير ممن اجتازها بالفترة الذهبية، ولكن لماذا ينتقدها الشق الآخر من المجتمع ويُسميها بمسميات سلبية أوقد يتشاءم عندما يذكرها أحد أقرانه أو من محيطه المجتمعي، فكيف لا يُدرك المتشائم أهمية التجربة الجامعية؟

إنها مرحلة دراسية متقدمة بحيث ينتقل منها الفرد إلى عالم الدراسة المتخصصة ويحتك بالكثير من العلماء والدكاترة المتخصصين في مختلف المجالات العلمية أوالتربوية، ومن خلال هذه التجربة ينضج المرء سلوكيا وعقلياً وحتى تعليمياً ليكتسب العديد من المهارات السلوكية وفنون الحياة التي قد تخلق منه إنساناً ذا منهجية فكرية تؤهله ليحلق في فضاء الإبداع والتميز.

ومن خلال تجربتي الجامعية وجدت القليل من الشباب الذين استفادوا من هذه التجربة، فتساءلت ذات يوم لماذا لم يستفد زملائي من هذه الفترة الذهبية؟ حيث المتسع للجميع للاستفادة منها بما توفره الجامعات والكليات والمعاهد المتخصصة وغيرها من مؤسسات التعليم العالي من الحاضنات ذات المسارات تربوية المتخصصة، بحيث تمكن الشباب اليوم من الاستفادة من استشارات التقنية لاستكمال مشاريعهم التقنية أو العلمية بلا مقابل وبالإضافة إلى حصول على دعم مالي أيضاً من جامعات وكليات لما توفره مؤسسات التعليم العالي من دعم لأبحاث وتمكين المشاريع الشبابية على أرض الواقع وعلاوة على ذلك لما توفره مؤسسات التعليم العالي من المرشدين المتخصصين ليساعدوا ويقدموا للطلاب الاستشارات والتعاون المستمر لاستكمال مشاريعهم في مجال الابتكار وريادة الأعمال.

من زاوية أخرى تُعد مؤسسات التعليم العالي منارة هامة جداً في صقل هوايات الشباب على الصعيد الأدبي أو الفني بما تحتويه المؤسسات من المختبرات والمسارح والقاعات المجهزة لتطوير أبناء الجامعات والكليات، بالإضافة إلى العديد من الجماعات الطلابية التي تنمي هوايات الشباب فعلى سبيل المثال جماعة التصوير الضوئي وجماعة الفنون التشكيلية اللتين تقدمان العديد من الورش التدريبية المتخصصة لتطوير الشباب وتمكين قدراتهم بالإضافة إلى المسابقات الفنية على الصعيد المحلي أو الأقاليم لتسلط الضوء على طلاب وتبرزهم في المجتمعات وغيرها العديد من جمعيات كالمسرح ونادي الهندسة ونادي الرياضيات ونادي رواد الأعمال وغيرها من الجمعيات ولاتنسى دور المسرح لما يشكله من مساحة أدبية، وكما يصفه العديد من الأدباء - المسرح أبو الفنون - ليكسب ويعلم الطلاب الإخراج المسرحي والتمثيل والشعر والخطاب والإلقاء وغيرها من مهارات.

من جانب إشراك الطلاب في صنع القرار وإكسابهم مهارة القيادة وجعلهم قدوة أقرانهم فنجد المجلس الاستشاري الطلابي حاضرا، لما يضيفه المجلس من أهمية كبيرة في الحقل التعليمي لخلق بيئة تعليمية تكاملية، حيث نجد الطالب والأستاذ الجامعي وعمادة الجامعة مساهمين في رسم المسار التعليمي والإداري وصنع القرارات التي ترفد وترقى بالمؤسسة التعليمية.

كيف ننسى المكتبات الواسعة ذات الأرفف الطويلة لما تحتويه من الكتب القيمة المتخصصة في المجالات التعليمية المتنوعة والنشرات التعليمية والأبحاث جميعها جهزت لك أخي الطالب وأختي الطالبة، نعم أنتم أيها الطلاب والقاعات المجهزة للمذاكرة التي تساعد الطلاب في استغلال أوقاتهم بما يعود عليهم بالفائدة ويحثهم على المذاكرة الجماعية وتغرس فيهم مفهوم العمل الجماعي والتعاون.

وعلى صعيد التطبيق العملي وتأهيل الطلاب توفر الكلية العديد من البرامج التدريبية على رأس العمل في مؤسسات القطاع الخاص والعامة لتكسب طالب فكرة أو لمحة عن بيئة العمل لتجعله جاهزا لسوق العمل ليكمل عجلة التنمية الوطنية في وطنه.

وهنا بكل فخر وسعادة أقدم شكري إلى الكلية التقنية بصلالة التي أفتخر بأني كنت أحد منتسبيها ذات يوم. وشكرا للمعلمين والطاقم التدريسي والإداري وجميع من لهم أسهم في صنع شخصيتي اليوم.. دوما نفخر ونفاخر بكم مخرجات الكلية التقنية بصلالة.

تعليق عبر الفيس بوك