هل هناك موجه للحضارات؟ ومن هو؟

 

 

إسماعيل بن شهاب بن راشد البلوشي

 

مُعظم شعوب العالم ودون استثناء على الأقل في هذه الحقبة من عمر الإنسانية ينظرون إلى الحكومات على أنَّها المعنية بالنجاح أو الفشل وقلة تنظر إلى أنَّ الشعوب بسلوكها المتأصل هي من يُوجه كل شيء ويطغى على كل شيء وقلة أكثر من يرى أن المعني بكل شيء وعن كل شيء هو الكل دون أي استثناء، لكن الفئة التي ترى ذلك أيضاً هي من تؤمن وتعلم أن المعني بكل شيء هو ليس في مقام العطاء والعمل والموجه فحسب، بل هو شريك القرار وصياغة القانون والعمل وتوزيع الثروة المادية والمعنوية وكذلك فإنِّه يفتخر باسم وطنه شريكاً لا مُتفرجاً وكذلك يحزن ويشارك وطنه في أي انتكاسة ومن أي نوع بل ويضحي بكل شيء دونما حسبان.

ومع هذا وذاك دعونا نفصل الأمر من زاوية أخرى تماماً؛ كالتالي:

لو أنَّا أمعنا النَّظر في طبيعة الحياة لكل دولة فمثلاً أن معظم شعوب المنطقة تجد أنَّ الفرد وحتى متوسط الدخل وفي سن مًعين يمتلك منزلاً ومعظم المنازل مستقلة وبها أسوار وبها قليلٌ من الأشجار وكذلك قد تجده هاوياً لبعض الحيوانات ولديه سيارة وقد يكون أكثر من ذلك ولا تستبعد أن يكون لديه من يخدمه في منزله أما عن إنتاجه الحقيقي فهذا أمر آخر، وطبعاً أنا لست ضد ذلك ولكني أناقش الأمر لسبب آخر تماماً وإذا نظرنا إلى طبيعة الحياة في دولة آسيوية للعامة مثلاً فقد تجد العكس تماماً فمعظم المنازل صغيرة والأجرة أقل وكثير من جوانب الحياة العملية والإنتاجية بها شيء من الجهد والتعب، وقد تجد ذا الحظ الجيد مسافراً ويعمل بأجر قليل مُقابل عمل شاق وحتى في الدول الأوروبية وكذلك الولايات المُتحدة فلا يمكن مُقارنة مستوى الحياة بين الأفراد فمن السهل أن تجد رتبة كبيرة جداً من الصعب عليه استخدام سيارته للذهاب إلى العمل ومن الأجدى له استخدام وسائل النقل العام ولكن وإن اجتمع كل هؤلاء وتحدثوا سوية وكلٍ افتخر بنفسه وما يملك والراحة التي يعيشها.

ومن المؤكد أنَّ الراحة الفردية لسوف تكون الكفة لنا دون ذرة مقارنة ولكن إذا تمَّ الحديث عن قوة الأوطان وفي كل شيء فلسوف تنقلب المعادلة وفي كل شيء مثل العلم والقوة والتنظيم والصناعة بل أمان الاستمرار كدول متحضرة ومتماسكة ومقدرة الاستدامة الغذائية وغيرها فإذا عدنا إلى عنوان الحديث واعتبرنا أنفسنا جزءًا من حضارة يعيشها كوكب الأرض اليوم فمن الذي اختار لنا شكل هذه الحياة وتم تقسيمها على هذه الشاكلة بل من سأل من لتكون الصورة النهائية هكذا السؤال الأهم هل عامتنا كبشر تحشد قوتها لتوجه الجمع أم أن هناك قلة مفكرة لها المقدرة على رسم الصورة الأنسب وتشارك تلك الصورة وتكون جزءا منها كي تكون مقبولة ومرضية للجميع وناجحة.

عندما يأتي أحدنا وبعد أن يقف على موقف عابر من موظف مُعين مثلاً يصب جام لومه عليه ناظراً إلى الخطأ أو التهاون أو عدم تنفيذ واجبه بالشكل الصحيح وأنه يعتقد أنَّ الأمر عابر وكان يفترض أن يكون أفضل ولكن في الحقيقة أن عدم النجاح في أداء الواجب أو حتى عدم النجاح في الأمور الأكبر وكذلك على مستوى الدول وقوتها بين الأمم وفي كل شيء لا يمكن النظر إليه نظرة عابرة والاعتقاد أن اختيار ذلك الموظف لمستواه هو أمر فردي بل إن مجموعة كبيرة جداً بل ومعقدة تحكم على مستوى اختيار الأمم لطريقها ومستواها وأنه من الصعب جداً حصرها وتفصيلها في مقال غير أني وفي هذه العجالة سوف أنهي مقالي بالمرور عليها.

إن الإنسان- أي إنسان في أي وطن- إذا لم يطمئن أنه عنصر فاعل له قيمته وكلمته الإيجابية في وطنه وأن كل شيء في وطنه يسير بعدالة مطلقة من ثروة ونظم ووضع الكفاءات في مكانها بناءً على الكفاءة وحسب وأنَّ المبدع مكافأ والمقصر محاسب وأن كل ما في أرضه مستغل إيجاباً وبعيداً عن أي مصلحة شخصية وكذلك المقدرة ومن الجميع على التطور والتغير والتحديث مع مسار الأمم دون أن تكون هناك معرقلات فردية أوجماعية أو أي أعذار وكذلك مخاطبة البشر بالمنطق والعقل والحكمة دون مراوغة أو سيناريوهات مفتعلة وكذلك إيجاد برنامج تعليمي بعيداً عن التقليد ولمجرد أن تتحدث أي دولة أن لديها تعليم وحسب وإني شخصياً سأظل وإلى آخر يوم في حياتي أنادي بالتعليم السلوكي وتطبيقه خلال ساعات التعليم الفعلية، إيجاد طرق عملية لتفعيل البحث العلمي العملي الفاعل والمفيد وألا يكون لمجرد بحوث تملأ الرفوف ويشاركها الغبار في فترة إقامتها المؤبدة، استقطاب العقول والأفكار النيرة الإيجابية وعدم التغافل عن أي مبدع أو مفكر، وهذا يحتاج إلى وزارة بديلاً عن كثير من الوزارات تسمى وزارة الإبداع والمبدعين، من أجل الاستفادة من أي جزء من خامات الأوطان ومواقعها وتضاريسها وطقسها ومورثها المادي وغير المادي وتسخيره للجميع، التقليل وبشكل عملي في الفوارق بين القطاع العام والخاص وجعل خيار العمل فيهما لا فرق فيه وإجبار القطاع العام على القيام بأعمال تخدم الجوانب الترفيهية والسياحية والتجارية للوطن دون مقابل إضافي والتقليل من الأعداد البشرية في الأماكن الخدمية وجعل أسلوب تنفيذ الأعمال بالنقاط ضمن برنامج متطور يوضح إنجاز كل فرد بشكل يومي.

تعليق عبر الفيس بوك